بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

كيف تعود الثقة بين الشعب والشرطة!


العلاقة بين الشرطة والشعب أصبحت في‮ ‬أزمة حقيقة،‮ ‬اتهامات بالتخاذل وصورة ذهنية سيئة لرجال الشرطة في‮ ‬نفوس المصريين،‮ ‬حاول اللواء محمود وجدي‮ ‬وزير الداخلية تحسينها مؤخراً‮ ‬بتغيير شعار الجهاز والعودة للشعار القديم وهو‮ »‬الشرطة في‮ ‬خدمة الشعب‮«‬،‮ ‬وليس الشعب والشرطة في‮ ‬خدمة الوطن كما كان،‮ ‬ولكن ليس بالشعارات وحدها تتحسن العلاقات،‮ ‬وتتغير الصورة التي‮ ‬أصبحت مشوهة تماماً‮.‬

فالأمر‮ ‬يتطلب إجراءات حقيقية لتغيير هذه الصورة التي‮ ‬أصبحت راسخة في‮ ‬أذهان الكثيرين،‮ ‬والموصوم بها رجال الشرطة من تخاذل وهروب في‮ ‬وقت الأزمة وإساءة معاملة المواطنين،‮ ‬ومن هنا فقد أصبح علي‮ ‬رجال الشرطة مجهود مضاعف لتحسين صورتهم وتفعيل الشعار الجديد،‮ ‬لرأب الصدع في‮ ‬العلاقة بينهم وبين المواطنين،‮ ‬خاصة أنه لا‮ ‬يمكن أن تظل الأحوال علي‮ ‬ما هي‮ ‬عليه،‮ ‬فوجود رجال الشرطة في‮ ‬الشارع أمر مهم لأمن مصر الداخلي‮ ‬وحماية للمواطنين ومد جسور الثقة بين الشرطة والشعب فهي‮ ‬ليست قضية عادية ولكنها قضية أمن قومي‮ ‬تحفظ لمصر أمنها وسلامتها‮.‬

في‮ ‬البداية‮ ‬يجب أن نشير إلي‮ ‬ان هناك جيلا كاملا من الضباط من مختلف الرتب تربوا وتلقوا تعليمهم الأكاديمي‮ ‬القائم علي‮ ‬ثقافة الترويع،‮ ‬ومن هنا تأتي‮ ‬ضرورة إعادة بناء جهاز الشرطة علي‮ ‬أسس علمية وسلوكية ومهنية،‮ ‬تمحو تماماً‮ ‬نظرة الغطرسة التي‮ ‬كان‮ ‬يتعامل بها رجال الشرطة مع الشعب‮. ‬وشدد الخبراء علي‮ ‬ضرورة إعداد أفراد الأمن جيداً‮ ‬وتوعيتهم بحقوق الإنسان ورفع أجورهم حتي‮ ‬يركزو في‮ ‬مهمتم دون تقصير‮.‬

ورغم البداية الجيدة التي‮ ‬بدأ بها اللواء محمود وجدي‮ ‬وزير الداخلية عهده بتأكيده علي‮ ‬حسن معاملة رجال الشرطة للمواطنين إلا أن هناك إجراءات أخري‮ ‬لابد أن تتبع‮.‬

فقد أكد اللواء وجدي‮ ‬في‮ ‬اجتماع مع القيادات الأمنية أن جهاز الشرطة بدأ مرحلة جديدة في‮ ‬خدمة الوطن وأبناء الشعب انطلاقاً‮ ‬من الشعار الجديد‮ »‬الشرطة في‮ ‬خدمة الشعب‮« ‬ومن هنا جاءت توجيهاته لقيادات المرور بانتهاج أسلوب حضاري‮ ‬في‮ ‬تعامل رجال المرور مع المواطنين من خلال حسن التعامل عند تحرير المخالفات،‮ ‬مع قيام رجال

المرور بإسداء النصح والإرشاد والتوعية للمواطنين لتجنب المخالفات وأهمية احترام القانون،‮ ‬كما أصدر أيضاً‮ ‬تعليمات بعدم تحصيل أية‮ ‬غرامات فورية من المواطنين،‮ ‬وأكد وزير الداخلية ضرورة تفعيل أداء شرطة النجدة وإدارات المرور بكافة مديريات الأمن في‮ ‬تحقيق الدور المنوط بها بسرعة تلقي‮ ‬البلاغات والانتقال لفحصها والانتشار والمرور المستمر مع مراعاة الجوانب والحالات الإنسانية،‮ ‬كما شدد الوزير علي‮ ‬بذل كافة الجهود لضبط المساجين الهاربين وإعادتهم إلي‮ ‬السجون مع وضع أسس للتعامل مع المساجين الذين‮ ‬يقومون بتسليم أنفسهم للجهات الأمنية ودراسة وضعهم القانوني‮ ‬وكيفية استفادتهم من قرارات العفو والإفراج الشرطي،‮ ‬مؤكدا أنه لن‮ ‬يتم إصدار أية قرارات اعتقال‮. ‬مؤكداً‮ ‬ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية قبل أي‮ ‬واقعة وتقديم مرتكبها للعدالة‮.‬

وأخيراً‮ ‬شدد الوزير علي‮ ‬ضرورة أن تكون العلاقة بين الشرطة والمواطنين قائمة علي‮ ‬الاحترام المتبادل،‮ ‬والتعاون وتضافر الجهود لاسيما أن الأمن مسئولية مشتركة توجب علي‮ ‬الجميع أن تتضافر جهودهم وصولاً‮ ‬للهدف المنشود في‮ ‬تحقيق الأمن بمفهومه الشامل‮. ‬وشدد الوزير علي‮ ‬ضرورة عودة كافة قوات الشرطة لمواقعها من أجل سرعة عودة الأمن والاستقرار للشارع المصري‮ ‬وأن‮ ‬يشعر المواطن في‮ ‬مختلف ربوع مصر بالتواجد الفعال والإيجابي‮ ‬لرجال الشرطة في‮ ‬مواجهة الجرائم وأعمال البلطجة وترويع المواطنين حتي‮ ‬تعود الثقة من جديد بين المواطن ورجل الشرطة في‮ ‬أسرع وقت‮.‬