دموع على آثار سوريا
سوريا بلد رائع جميل أرضا وشعبا وآثارا.. على أرضها آثار تحكي قصة حضارة عظيمة تمتد جذورها آلاف السنين في عمق التاريخ البشري منذ عصوره الأولى المسماة بعصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث. وكانت دمشق أو مدينة الياسمين هي حاضرة العالم الإسلامي في عهد بني أمية خلال القرنين السابع والثامن الميلادي وقبل أن تنتقل إلى بغداد مع بني العباس.
هذا التنوع الأثري الفريد في خطر الآن ومهدد بالضياع بسبب حاكم يحارب شعبه ويستخدم الجيش السوري في قتل السوريين ولا فرق بين طفل أو امرأة أو شيخ.. الكل يتم قصفه بالمدافع والدبابات والطائرات الحربية. فهل من يقتل شعبه يتورع عن تدمير آثار بلده؟! لقد حدث ما كنت أخشاه وأتوقعه منذ اندلاع الثورة السورية، والآن نجد قصف المواقع الأثرية في إدلب وحمص وحماه وتدمر وغيرها من المواقع الأثرية المهمة. كل هذا يتم أمام أعيننا وكما تنزف دماء الأبرياء ينتهك التراث الأثري السوري ولا يجد من يدافع عنه أو حتى يذرف دمعة عليه، والمؤكد أن حجم الكارثة لن يعرف إلا بعد أن تشرق شمس جديدة على سوريا.
أعرف تماما علماء الآثار السوريين وهم من صفوة العلماء ومن أعلام الثقافة العربية، لكن هل في استطاعتهم الوقوف في وجه المدافع والدبابات؟ أعتقد أنه من الظلم أن نحملهم وحدهم مسؤولية حماية التراث الأثري في هذا الظرف العصيب.. بل من الظلم أن يتهم الشعب السوري الأعزل بتدمير تراثه. إن العالم كله الآن مسؤول وعلينا البحث عن آلية فعالة لتجنيب التراث الحضاري لأي بلد من مخاطر الحروب والثورات.
لا بد أن نذكر هنا أن إسرائيل خسرت احترام العالم كله بسبب محاولاتها الدائمة لتدمير وتهويد
لا أملك سوى قلمي ودعائي أن يحمي الله سوريا أرضا وشعبا وآثارا.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط