بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

القران الكريم ذِكر و عبادة

بوابة الوفد الإلكترونية

كثير منا يقرأ القران تقربا إلى الله العلي القدير , وفي أثناء القراءة يتعثر فتراوده أسئلة كثيرة , هل يقرأ القرآن بصوت عالي أم منخفض أم صامتا و أيهم أثوب عند الله ؟ و هل ينبغي له إن يفهم ما يقرأه جيدا و أن يعرف معناه, أم يكتفي بالقراءة فقط ؟ و هل بهذا يأخذ ثوابا أيضا أم لا ؟ و ما فضل قراءة القران عند الله ؟ و ما الوقت المناسب لقراءة القران ؟ كل هذه الأسئلة تدور في ذهنه وقد يجد الإجابة عليها و قد لا يجد .

و إني انصح بالقراءة بصوت مسموع , و في حالة الحفظ فاقرأ أيضا في المصحف لكي تعطي عينك ثواب النظر و أذنيك ثواب السمع ولسانك ثواب النطق , فالقران الكريم ليس مجرد كلمات تنطق إنما ملائكة تصف لكل حرف ملك , و للقران ود مثل ودك للناس فإذا جفوته نسيته , و بالنسبة للبسطاء الذين يقرؤون و لا يفهمون معانيه , فهل يثابون على قراءة القران أيضا ؟ يقول الشيخ الشعراوي في ذلك ( قراءة القران نوعان , نوع يقصد به التعبد و هذا لا علاقة لنا فيه بالمعنى , لأننا مهما فكرنا بالمعنى يكون على قدر القارئ , و الثاني قراءة القران للاستنباط و هذا معناه أن يقرأ الآية و يقول معنى هذا اللفظ كذا و هذا اللفظ كذا ).

إذا قراءة القران بفهم أو بغير فهم تفيدنا و علينا أن نفهم القران بقدر قدرتنا و لا يكلفنا الله بأكثر من هذا و سوف نثاب على قراءة القران و حفظه و لو بدون فهم لمعانيه , وإن أفضل وقت لقراءة القران هو الفجر لقوله تعالى ( و قران الفجر إن قران الفجر كان مشهودا ) آية 78 الإسراء , أي تشهده ملائكة الليل و ملائكة النهار , وقد قال الله تعالى { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} (82) سورة الإسراء , و قراءة القران تطمئن النفس و تعالجها كما قال الله تعالى {الَّذِينَ

آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (28) سورة الرعد , و عندما نقرأ القران تجد النفس الطمأنينة و الهدوء و عدم التوتر و القلق و السعادة بقربها من الله فتهدأ النفس و تشعر بأنها قريبة من الله تكلمه ويكلمها و تسعد في الدنيا و تسعد في الآخرة .

و إني أجد أن الرضا و القناعة من أهم العوامل التي تطمئن النفس و تعالج النفس و الروح معا , و تجعل الإنسان يرضى بحكمه و قضائه , فالقران علاج للنفس و الروح معا , فيجب أن نكثر من قراءة القران واني انصح شبابنا المثقف و المتفتح و المتعلم أن يقرأ قران ربه و لو صفحة كل يوم قبل أن يحاسب على قراءته يوم القيامة , وعليه أن يحاول أن يفهم معناه و خصوصا بعد التقدم الهائل في التكنولوجيا الحديثة و الوسائل المساعدة في السمع و الحفظ فليس هناك أي عذر له , فعليه أن يسأل و ألف من يجيبه قبل أن يفوت الأوان , فبدلا من سماع ما لا يفيده في الدنيا ولا يفيده في الآخرة عليه بسماع القران خير الدنيا و الآخرة , و نتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ( خيركم من تعلم القرآن و علمه ) .

اللهم اجعل القران الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني و ذهاب همي

[email protected]