ليلة سقوط الإسكندرية
في الوقت الذي كانت أنظار العالم كله تتجه صوب القنوات الفضائية تتابع بشغف علي الشاشات المختلفة ما يجري من أحداث بالقاهرة عبر الفضائيات كانت الأحداث تجري علي أرض الإسكندرية
بأسرع مما يتخيل الجميع فعقب انتهاء صلاة الجمعة اندلعت الشرارة وخرج ما يفوق مليون مواطن سكندري في شتي أنحاء المحافظة يهتفون ضد الرئيس مبارك ونظامه وفي أقل من ساعة ونصف الساعة كانت العاصمة الثانية قد سقطت تماما وأصبحت في قبضة الشعب بعد حرق أقسام الشرطة وتدمير مبني المحافظة بالكامل ودخول المتظاهرين منزل مدير الأمن ومحافظ الإسكندرية واقتحام جميع مقارات الحزب الوطني وتدميرها لتصبح المدينة في حوزة الشعب تماما وللأسف نظرا لغياب الفضائيات والاتصالات فإن البعض لم يصل إليه تفاصيل ما حدث بالثغر والسيناريو الكامل للأحداث هناك.المشهد يوم 25 يناير
صباح يوم 25 يناير كانت الأمور تسير بهدوء شديد للغاية خاصة أنه يوم عطلة رسمية وحتي الساعة الثانية ظهرا لم يكن هناك ما يشير بحدوث أي تظاهرة وتوقع الجميع أن يمر اليوم بسلام وهدوء وفجأة تجمع الشباب وكان عددهم لا يتجاوز 200 فرد لم يكن بينهم يسار أو تيار ديني فالأول هرب والثاني متردد وفي ميدان محطة مصر خرج هؤلاء الشباب دون توجه سياسي ليخرج بعدهم جموع الشعب السكندري بالآلاف وسط دهشة الجميع وراحوا يجوبون الشوارع بالشعارات والهتافات التي تنادي بالإصلاح والتغيير وبشكل فاق كل التوقعات وبدلا من أن يلتفت المسئولون لما حدث ويسرعوا لتصحيحه تجاهلوه وكأنه حادث عابر.
الهروب الكبير
ليلة الجمعة أو بالتحديد يوم الخميس 27 يناير عقد اجتماعان أحدهما أمني والآخر حزبي كلاهما كان يسعي لإجهاض مظاهرات الإسكندرية والقضاء عليها ولنبدأ بالاجتماع الحزبي الذي شهد حضور أعضاء مجلسي الشعب والشوري وعدد من أعضاء الحزب وطلب منهم التصدي للمظاهرات ومواجهة الجماهير عقب صلاة الجمعة وكانت المفاجأة برفض الجميع بل وإعلانهم عدم قدرتهم علي التصدي علي الرغم من أن الإسكندرية حصلت علي نسبة 100٪ في انتخابات مجلس الشعب وفاز في جميع دوائرها نواب الحزب الوطني ومع ذلك فقد جاءت الإسكندرية أسرع محافظة في السقوط، والانهيار وأعلاها في المظاهرات وأشدها في الأحداث.. أما عن الاجتماع الأمني فقد كان التصور أن هناك قدرة علي اخماد المظاهرات وأن المواجهات مع الشعب ستكون عنيفة لكنها لن تسمح لهم بالتحرك مثل يوم 25 يناير وبالتالي سيتم إنهاء الأمور بالعنف وقد تم استدعاء جميع القوات من مراكز الأمن المركزي الموجودة في الرأس السوداء وغرب الإسكندرية وتمركزت القوات عند مسجد القائد إبراهيم وبعض الأماكن الأخري لكن ماذا حدث اليوم التالي هذه قصة أخري نرويها بالتفصيل.
يوم السقوط
استيقظ الجميع يوم الجمعة 28 يناير علي قمة الاثارة حيث تم قطع وسائل الاتصالات من محمول وانترنت وبات الأمر أن هناك حدثًا مروعًا سيقع ونزلت مبكرا رغم أن اليوم اجازة وتوجهت لمكتبي وغادرت قبل صلاة الجمعة وبسيارة أحد أصدقائي مررت علي مسجد القائد إبراهيم المكان الذي يفترض أن تنطلق منه المظاهرات ووجدت هناك ثكنة عسكرية من قوات الأمن المركزي وأسرعت لأداء الصلاة بأحد المساجد بشرق المدينة وفور انتهاء الصلاة وجدت المفاجأة الضخمة الحشود من أبناء الشعب تخرج في مظاهرات عديدة.. شباب