«الوفد» تفكك لغز مخططات الإرهاب
تحقير وتفجير، راموس ولوسيفر، كلها أسماء موجودة فى صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى أطلقت على نفسها اسم «تحت الأرض»، واكتسبت تلك الصفحة أهميتها من كونها الصفحة التي أعلنت عن وقوع انفجارات في كنيستى طنطا والمرقسية قبل التفجير بـ24 ساعة كاملة، رغم أن هذه الصفحة تم تدشينها منذ فترة ليست بالبعيدة وقد نشرت الصفحة أنباء عن التفجيرات التي وقعت بالكنيستين، وأيضاً تواصل الصفحة نشر أنباء عن وقوع تفجيرات قريبة جداً عندما أشارت في منشور لها بعنوان «صلاة الاحتفال- نعدكم بالمزيد- الخدام جاهزون» والمقصود بالخدام هنا «المنفذون» في إشارة واضحة إلي مرتكبى التفجيرات من الانتحاريين.
وحسب متابعين لتلك الصفحة، فإن عدد زوارها تخطوا الآلاف وتفاعل معهم البعض نتيجة وجود شيفرات سرية يتداولها أعضاء الصفحة فيما بينهم، وتلك الشفرات لا يعلم أحد تفسيرها أو الهدف من تداولها على تلك الصفحة إلا بعد وقوع الغرض الذى تم إطلاقها من أجله، فقد أطلقت الصفحة عدة ألغاز قبيل التفجيرات التى ضربت كنائس مصر أمس الأول، وهي الألغاز التي تم تداولها دون معرفة متابعي الصفحة الغرض منها، فقد تمت كتابة منشور على الصفحة هذا نصه «ابدأ الإشارة الخادم رقم 9 إشارة تفجير وتحقير نراكم في الشمال على البحر المتوسط مفترق الطرق بيننا وبينكم»، فلم يلتفت أحد من متابعي الصفحة– قبل إغلاقها- إلي تلك الإشارة التي بدأت من أعضاء الصفحة إلي المنفذين، وهو ما تمت معرفته فيما بعد فلم تكن تلك الكلمات سوي شفرات سرية إيذاناً ببدء هجوم شامل وتحريض على ضرب كنائس الأقباط، وهو ما تم بالفعل حيث زُرعت قنبلة داخل كنيسة ماري جرجس بطنطا بمحافظة الغربية، وهي الإشارة التي تم تفعيلها من خلال الهجوم على تلك الكنيسة.
في المنشور نفسه، أطلق أعضاء الصفحة شفرتهم الغامضة التي جاء فيها كلمة «الصليب المحروق» وكلمة «البحر» في إشارة غامضة إلي محاولة اغتيال البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، وذلك بعد أن تأكد لتلك التنظيمات تواجد البابا في الإسكندرية، وهو ما سهل عملية التواصل
لم يكن إزهاق أرواح 47 شهيداً و١٢٦ مصاباً هو الهدف المنشود من وراء تلك التفجيرات بل تهدف تنظيمات تلك الصفحات إلى زعزعة الاستقرار، ونشر الفوضي من خلال رأس بابا الأقباط الذى فشلت محاولاتهم في اغتياله بالإسكندرية. ولم تكن صفحة تحت الأرض المزعومة سوى وسيلة اتصال سريعة بين أعضاء شبكة التنظيمات الإرهابية بعد أن استطاعت الحكومة محاصرة أفراد تلك التنظيمات في عقر دارها في سيناء، فكان لزاماً عليها التحرك من مكان إلي آخر إمعاناً في التخفى وإمعاناً في المراوغة وهروباً من الحصار المفروض فوق رؤوسهم، وهو ما أكده الرئيس في كلمته أمس عندما أكد أن الدولة نجحت في سيناء لذا قام الإرهابيون بالتحرك إلي منطقة أخرى ومع كل نجاح للدولة سيتحرك الإرهابيون إلى مناطق أخرى وهذه طبيعة المواجهة.