بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الغرب متردد بين دعم الديمقراطية والواقع السياسي‮ ‬في‮ ‬مصر



أكدت الصحف البريطانية أن الدول الغربية مترددة بين دعم انصار الديمقراطية وبين الواقع السياسي‮ ‬في‮ ‬التعامل مع الموقف في‮ ‬مصر‮. ‬وقالت‮ "‬الأوبزرفر‮" ‬في‮ ‬إحدي افتتاحياتها الرئيسية إن الغرب مطالب بدعم الديمقراطية في‮ ‬مصر‮. ‬وأضافت بقولها إن المشهد المصري‮ ‬ينطوي‮ ‬علي موقفين متوازيين وهما موقف مئات الآلاف من المصريين المطالبين بإجراء انتخابات نزيهة في‮ ‬مقابل دولة بوليسية تلجأ إلي الترهيب لترويع المحتجين،‮ ‬مضيفة أن قادة الديمقراطيات الغربية لا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يترددوا بشأن الطرف الذي‮ ‬يجب أن‮ ‬يحظي بتأييدهم‮. ‬وأشادت الصحيفة بموقف رئيس الوزراء البريطاني‮ ‬ديفيد كاميرون،‮ ‬وقالت إنه عبر بسرعة كبيرة عن رأي‮ ‬الحكومة البريطانية في‮ ‬أن المصريين‮ ‬يستحقون الحصول علي الحريات السياسية‮. ‬كما أنه أدان القمع الذي‮ ‬لجأت إليه قوات الأمن الموالية للرئيس حسني‮ ‬مبارك ضد المحتجين‮. ‬لكن الصحيفة تقول إن موقف الحكومة البريطانية الغامض تجاه مستقبل مبارك لا‮ ‬يستحق نفس الثناء لأن الاعتبارات الأخلاقية تتطلب رحيله فورا لكن الاعتبارات الاستراتيجية جعلت حلفاءه الغربيين‮ ‬يحجمون عن مطالبته علانية بالرحيل،‮ ‬والعبارة التي‮ ‬استخدمها الغرب هي‮ ‬انتقال السلطة بطريقة منظمة‮. ‬وتمضي‮ ‬الصحيفة قائلة‮: ‬إن الرئيس الأمريكي‮ ‬باراك أوباما كان متحفظا في‮ ‬التعاطي‮ ‬مع الشأن المصري‮ ‬رغم تعرضه لضغوط داخلية بهدف تحديد مسار الأحداث في‮ ‬القاهرة‮. ‬وتضيف أن نفوذ واشنطن‮ ‬يفوق بكثير تأثير لندن علي مجريات الأحداث في‮ ‬مصر‮. ‬لكن هناك ترددا في‮ ‬التعامل مع الأوضاع في‮ ‬مصر إذ تجد الدول الغربية في‮ ‬ضفتي‮ ‬الأطلسي‮ ‬نفسها بين متطلبات دعم الديمقراطية واعتبارات الواقعي‮ ‬السياسي‮ ‬في‮ ‬بعدها الاستراتيجي‮. ‬فأنصار الخيار الديمقراطي‮ ‬يرون أن الأحداث في‮ ‬مصر شأنها شأن الأحداث في‮ ‬تونس ما هي‮ ‬إلا ثورة علي نظام استبدادي‮ ‬عطل التطور الاقتصادي‮ ‬والسياسي‮ ‬للبلد،‮ ‬مضيفين أن واجب الغرب هو احتضان الثورة الشعبية التي‮ ‬يشهدها البلد،‮ ‬مثلما حدث خلال انتفاضات أوروبا الشرقية التي‮ ‬كانت قابعة خلف الستار الحديدي‮. ‬لكن دعاة الواقعية السياسية‮ ‬يدون أن إلي أحداث مصر قد تقود إلي عدم الاستقرار في‮ ‬منطقة شائكة من العالم‮ ‬يشكل فيها الإسلام الراديكالي‮ ‬عاملا مهما‮. ‬ويرون أن مقارنة الأحداث في‮ ‬مصر‮ ‬يجب أن تكون بالثورة الإيرانية عام‮ ‬1979‮ ‬عندما اختطف متشددون دينيون مطالب المحتجين الإيرانيين في‮ ‬تحقيق الديمقراطية‮. ‬ويضيف هؤلاء أن مبارك‮ ‬يبدو حليفا قديما بالنسبة إلي الغرب وبالتالي‮

‬لا‮ ‬يجب علي الغرب التخلص منه لاسيما في‮ ‬غياب بديل واضح‮.‬

من جانبه قال الكاتب‮ "‬روبرت فيسك‮" ‬في‮ ‬مقال في‮ "‬الإندبندنت أون صنداي‮" ‬إن مبارك سيرحل‮. ‬إنه علي وشك الرحيل النهائي‮. ‬وأضاف بقوله إن استقالة قيادة الحزب الوطني‮ ‬الديمقراطي‮ ‬بمن فيهم جمال مبارك لن تهدئ من ثورة المحتجين الذين‮ ‬يرغبون في‮ ‬تنحي‮ ‬الرئيس مبارك‮. ‬ويضيف أن عناصر مباحث أمن الدولة التابعين لمبارك اعتقلوا،‮ ‬الخميس الماضي،‮ ‬22‮ ‬محاميا كانوا بصدد دعم محامين آخرين معنيين بالدفاع عن الحقوق المدنية لأكثر من‮ ‬600‮ ‬محتج معتقلين في‮ ‬السجون‮. ‬ويتابع فيسك أن عناصر مكافحة الشغب الذين أرغموا علي الاختفاء من شوارع القاهرة قبل تسعة أيام وعصابات المخدرات المأجورة‮ ‬يشكلون جزءا من الأسلحة المتبقية للرئيس‮. ‬ويقول فيسك إن مبارك لم‮ ‬يكن جاهلا بالمظالم التي‮ ‬كان‮ ‬يرتكبها نظامه،‮ ‬مضيفا أن حكمه استند إلي القمع والتهديدات وتزوير الانتخابات‮. ‬ولقد ظل السفراء الأمريكيون المتعاقبون في‮ ‬القاهرة ولأكثر من ثلاثين سنة‮ ‬يخبرون مبارك بالفظاعات التي‮ ‬كانت ترتكب باسمه لكنه كان‮ ‬يكتفي‮ ‬من حين لآخر بإظهار الدهشة‮. ‬وفي‮ ‬إحدي المرات تعهد بإنهاء وحشية الشرطة لكن‮ ‬يقول الكاتب لم‮ ‬يتغير أي‮ ‬شيء‮. ‬لقد كان موافقا تماما علي الأساليب التي‮ ‬كان‮ ‬يلجأ إليها أفراد الشرطة السريون‮. ‬من جانبها قالت صحيفة‮ "‬الصنداي‮ ‬تلجراف‮" ‬إن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي الذي‮ ‬عمل سابقا وزيرا لخارجية مصر تحت حكم مبارك،‮ ‬ظهر خلال زيارته المفاجئة لميدان التحرير كشخصية محتملة لقيادة المرحلة الانتقالية في‮ ‬مصر باتجاه الحكم الديمقراطي‮.‬