بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

المحبة .. لا تسقط أبداً

أيها الأحباء أهنئكم جميعا بعيد الميلاد المجيد كل عام وأنتم جميعا بخير وسلام، كما أنني في هذه المناسبة التي نرفع فيها قلوبنا الي الله نذكر اخواتنا الذين استشهدوا بدءا من كنيسة القديسين وماسبيرو الي شهداء التحرير جميعا لهم مني ولأسرهم خالص العزاء، وتعزية السماء، اليوم أحدثكم عن ثمرة من ثمار الميلاد وهي المحبة،

يحدثنا بولس الرسول عن المحبة قائلا: المحبة لا تسقط أبدا لأن الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه، الله يثبت فيك ليضبطك وأنت في الله لئلا تسقط وكيف يسقط من كان الله به ممسكا (كوا 13 - 8) ويضيف القديس بولس قائلا: المحبة تتأني وترفق - المحبة لا  تحسد - المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح - ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد - ولا تظن السوء - ولا تفرح بالإثم بل تفرج بالحق - تحتمل كل شيء - تصدق كل شيء - ترجو كل شيء - تصبر علي كل شيء.
فإن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره فكيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره (يوا: 4 -20).
إن الإنسان الذي قلبه فارغ من المحبة هو الذي يمتلئ بالشر والخطيئة حينما يظن السوء في الآخرين هكذا لا ينجو من خطيئة الإدانة إنه التعبير الدائم عن خلو القلب من محبة الله حينما نتأمل هذا الحب العظيم لجنس البشرية عندما ولد السيد المسيح له المجد في مزود للبقر وهو يستطيع أن يولد في أفخم القصور هذا التوضع نابع من القلب الذي مملوء به محبة للكل دون أي تفرقة. من أبصره أنهم الرعاة البسطاء ولهذا نقول إن المحبة لا تحسد عندما تتسلل خطيئة الحسد فإنها تهدم الجسد ويضيع كل جهاز الإنسان في الحياة كما نجده في حياة هيرودس الذي ملأ حياته وأصبح يسيطر عليها لدرجة أنه فتك بأبرياء بيت لحم وجعل راحيل تبكي علي أولادها ولا تريد أن تتعزي لأن أولادها ليسوا بموجودين، ويحدثنا القديس كيريانوس عن الحسد وعدم المحبة فيقول: كل الشرور لها حدود بمثل أن اللص تقف جريمته عند حد السرقة والمخادع يضع نهاية لغشه والزاني تنتهي معصيته عند حد ارتكاب التعدي

أما الحاسد فليس له حدود إنه شر يعمل علي الدوام وخطية ليس لها نهاية، عندما تصدر إساءة عن نفس غير محبة بقصد إغاظة الآخر ومضايقته وإضافة حزن عليه ليست هذه هي المحبة لهذا نجد القديس بولس يقول ترفقا!! هكذا يكون التأني صادرا عن محبة ودودة مترفعة نابعا من نفس غنية وقادرة علي العطاء بحب خالص.
لنتأمل قليلا في حياة أولئك الذين يتغنون بالمحبة ويظنون أنهم  قد طردوا الشيطان من قلوبهم، في الحقيقة الشيطان موجود ويتسلط علي نفوس كثيرة تعي المحبة، وخطايا كثيرة تتسلط علي هذه النفوس وتتحكم فيها وتجعلها تعيش مسلوبة الإرادة في الوقت الذي تتغني فيه بالمحبة ومن هنا نقول إن المعني الحقيقي للمحبة هو أن يمتلئ الإنسان بحرارة الحب فارتفاعه يسحقه، يقوده الي ثمار الميلاد التي هي فرح بمحبة سلام طول أناه فالعين البسيطة الصافية لا تري إلا الحسن في كل إنسان عين تري الناس من خلال عيون الله، أليس هذا ما يعلم به الانجيل وأدين بعضكم بعضا بالمحبة الأخوية مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة لأنها محبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تحقر. تضع مكانا لأقل أخ في البشرية لأنه إذا أحببت نفسك أكثر من أخيك فهذه الزيادة ليست من المسيح له المجد وفي هذا اليوم المبارك ومن قلب مملوء بالحب للكل أطلب لكم جميعا شعب مصر الواحد مسلمين ومسيحيين الخير والسلام والتقدم والرخاء وإن يسموا اسم مصر عالميا بصلوات قداسة البابا شنودة الثالث.
بقلم: نصيف هارون راغب
[email protected]