بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

‮"‬تسونامي‮" ‬التغيير في‮ ‬العالم العربي‮ ‬يهز الولايات المتحدة

إن كانت موجة التغيير التي‮ ‬تجتاح العالم العربي‮ ‬تتجاوب مع دعوات الولايات المتحدة من أجل الديمقراطية،‮ ‬إلا انها تهدد بتغيير المشهد الاقليمي‮ ‬في‮ ‬اتجاه‮ ‬غير مواتٍ‮ ‬لواشنطن،‮

‬وتهدد حركة الاحتجاجات الشعبية التي‮ ‬انطلقت من تونس وانتقلت الي مصر الآن،‮ ‬بطرح معضلات جديدة بعد ذلك علي إدارة أوباما،‮ ‬اذ‮ ‬يخشي ان تتسع لتصل الي اليمن والجزائر وسوريا والسعودية وربما في‮ ‬المقام الاول الي الأردن،‮ ‬الدولة العربية الوحيدة مع مصر التي‮ ‬وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل،‮ ‬وحذرت المحللة المحافظة دانييلا بليتكا من ان الولايات المتحدة قد تبدو بمثابة قوة متهاوية ضعيفة النفوذ لعجزها عن استباق هذه الحركات ومواكبتها،‮ ‬واتهمت إيران التي‮ ‬أيدت المتظاهرين المصريين،‮ ‬الولايات المتحدة بإعاقة الثورة في‮ ‬مصر بإرسالها موفدا الي الرئيس مبارك،‮ ‬متوعدة الأمريكيين بأنهم سيواجهون الغضب والحقد في‮ ‬العالم العربي‮.‬
ويمكن تفهم تردد الولايات المتحدة في‮ ‬موقفها حيال الرئيس المصري،‮ ‬اذ كان حليفاً‮ ‬ثميناً‮ ‬لها في‮ ‬وجه الاسلاميين وفي‮ ‬جهودها للتوصل الي السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين،‮ ‬مستخدما من اجل ذلك ثقله لدي القادة العرب الآخرين،‮ ‬واوضحت مارينا اوتاواي‮ ‬من معهد كارنيجي‮ ‬ان التخوف من جماعة الاخوان المسلمين ومن تغيير في‮ ‬الموقف المصري‮ ‬حيال اسرائيل هو الذي‮ ‬برر هذا الموقف الامريكي‮ ‬الحذر،‮ ‬معتبرة ان هذه المخاوف مبالغ‮ ‬بها‮.. ‬وفي‮ ‬المقابل،‮ ‬اعتبر ليسلي‮ ‬جيلب من مجلس العلاقات الدولية ان وصول الاخوان المسلمين الي السلطة في‮ ‬مصر سيكون كارثيا علي امن الولايات المتحدة‮ . ‬وكتب محذرا في‮ ‬مدونة دايلي‮ ‬بيست الالكترونية ان الاخوان المسلمين‮ ‬يدعمون حماس ومجموعات ارهابية اخري،‮ ‬ويرسلون اشارات ودية الي المتسلطين والجلادين الايرانيين،‮ ‬وسيسيطرون بشكل مريب علي قناة السويس وهم‮ ‬يعارضون اتفاقية السلام الاسرائيلية المصرية الموقعة عام‮ ‬1979‮ .‬

وختم‮: "‬الأهم ان الاخوان المسلمين سيشكلون خطرا علي جهود مكافحة الارهاب في‮ ‬المنطقة وفي‮ ‬العالم بأسره‮".. ‬وميشيل دان من معهد كارنيجي‮ ‬هي‮ ‬من ضمن مجموعة من الباحثين دفعت واشنطن الي دعم المتظاهرين بدون إبطاء‮ ‬غير انها تقر رغم ذلك بأن نظاماً‮ ‬جديداً‮ ‬في‮ ‬القاهرة‮ ‬قد‮ ‬يبدي‮ ‬قدرا اقل من التعاون مع الولايات المتحدة في‮

‬إدارة الجامعة العربية وفي‮ ‬المسائل الإسرائيلية العربية،‮ ‬وكانت إدارة الرئيس الامريكي‮ ‬السابق جورج بوش قد اعلنت منذ مطلع الالفية عن برنامج من اجل الحرية،‮ ‬معتبرة انه إذا تمت التضحية بالحرية من أجل الاستقرار،‮ ‬فلن‮ ‬يتحقق أي‮ ‬من الاثنين‮.‬

واستخدمت هذه الحجة‮ ‬يشكل جزئي‮ ‬لتبرير اجتياح العراق عام‮ ‬2003‮ ‬ما شوش بشكل تام الرسالة الموجهة الي الشارع العربي،‮ ‬وهذا ما حمل اوباما الي التشديد علي الوفاق بين الإسلام والغرب اكثر منه علي حقوق الانسان في‮ ‬خطابه المهم الي العالم العربي‮ ‬الذي‮ ‬القاه في‮ ‬القاهرة في‮ ‬يونيه‮ ‬2009،‮ ‬غير ان عنوان الديمقراطية عاد بقوة في‮ ‬يناير عشية فرار الرئيس التونسي‮ ‬زين العابدين بن علي‮ ‬من البلاد،‮ ‬وقد دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري‮ ‬كلينتون القادة العرب بحزم لإجراء إصلاحات،‮ ‬في‮ ‬رسالة وجهتها من الدوحة‮. ‬وبعدما ردت الولايات المتحدة بحذر علي الأزمة التونسية،‮ ‬عاد السيناريو نفسه وتكرر في‮ ‬الايام الماضية في‮ ‬مصر فلم تخرج واشنطن عن تحفظها الا بشكل تدريجي‮ ‬وبطيء لتنأي بنفسها عن حليفها حسني‮ ‬مبارك وتدعوه الي الإفساح لانتقال السلطة،‮ ‬ويري العديد من المعلقين ان هذا الموقف الامريكي‮ ‬جاء متاخراً‮ ‬جداً‮ ‬وضعيفا جداً،‮ ‬وقالت مارينا اوتاواي‮ ‬إن الولايات المتحدة تلعب دورها بشكل رديء،‮ ‬معتبرة ان ادارة اوباما نجحت في‮ ‬تأليب الحشود ضد الولايات المتحدة في‮ ‬حين ان المتظاهرين لم‮ ‬يرفعوا في‮ ‬بدء تحركهم شعارات مناهضة للأمريكيين‮.‬