بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

لافرق بين اقصر العيني والمحلة!!

 ساقني القدر أن أجلس في جلسة من الأصدقاء والمعارف ولم يخل الحديث عن أزمات وآلام الوطن وجراحه التي تواصل النزيف ليل نهار..وقد هالني أن بادر أحد المعارف خلال الحوار بأنه سيتوجه غدا إلى مجلس الوزاء محاولا اقتحام المجلس أو قصر العيني

ويتفادى قدر استطاعته إصابته في الجزء العلوي من جسده ولم ينس تضرعه إلى الله أن تأتي الإصابة في ساقه أو يصاب بعاهة  بسيطة في الوجه ويخرج منها سالما مقابل الحصول على معاش شهري قدره ألف وخمسمائة جنيه ويترك وظيفته الحالية التي يتقاضي منها ملاليم ويعين في عمل يليق بمكانة المصابين والجرحى من المعتصمين والثوار الحارقين لمقرات الحكومة والمنشآت العامة.
وقع في نفسي أن الرجل يفكر في الموت أفضل من الحياة ولسان حاله يقول: الموت أفضل من الحياة بدلا من الاستيقاظ صباحا على أحداث تتكرر بشكل روتيني ومستفز وليس لها نهاية ربما لضمان معاش أفضل وتخليدا لذكراه بعد مماته كشهيد!!.
صحيح أن الرجل يتندر ولكنه يعبر عن الحالة المأسوية التي وصل إليها فكر بعض العابثين الذين لوثوا ودمروا كل شئ وقعت أعينهم ولم ينج من أذاهم مستشفيات ولا مقر علمي  أو منشأة عامة أو خاصة أو ملاعب رياضية.
لا أدري سبب وجود صبيان لايتعدى عمرهم 12 و13 عاما يقودون التهجم على المقرات الحكومية والاحتكاك بالأمن والشرطة العسكرية.. وماهو السر مع كل بادرة تفاؤل بوجود إستقرار سياسي وأمني يظهر من يحول دون ذلك وكأن هناك من يسوق بعض الصبية لجعلهم وقودا لنار لا يراد لها إخماد بل زيادة سعيرها ولهيبها الذي سيطول الجميع.. وبدا للبعض أن هؤلاء الصبية ليس لهم عمل ويريدون قضاء وقت من الفر والكر والتسلية بدلا من مسئوليات البيت والبحث

عن لقمة العيش..!!
ولا فرق بين صبية وأطفال شوارع قصر العيني  ومحمد محمود و الشيخ ريحان وبين بلطجية استاد المحلة في الشكل والأسلوب والهمجية والهدف بداعي الوطنية للوطن أو الانتماء لهذا الفريق أو ذاك رغم أنهم أبعد ما يكونوا عن الوطنية والانتماء.. وهم لايكرهون وطنهم أو انتماءاتهم بل يكرهون أنفسهم بسبب الجهل وضآلة الفكر وانسياقهم لمن يحاول الفتك بهم أولا وجعلهم وقودا لتحقيق مآربهم وأهدافهم .
شئ غريب ومحير... أن ترى دولة شقيقة مثل تونس الـ11 مليون نسمة خطت خطوات من الاستقرار السياسي والأمني واختارت رئيسا للبلاد ونحن الذين نتغنى بحضارة عريقة قديمة تعج في أزمات بلا حدود أو أمل في وضع نهاية لها.
لابد من القبضة الحديدية.. وإذا كان البعض يخشى من توابع هذه القبضة فليطلعوا على ما تفعله أوروبا وأمريكا في مثل هذه الأحداث حيث يتم بتركل يد تحاول النيل من الوطن بالقانون.
لقد بات على المجلس العسكري والوزير الجديد للداخلية  اللواء محمد إبراهيم أن يوقف هذه المهزلة بعد أن فاض بالجميع الكيل ولن يستقر الشارع المصري دون وقف لهذه الفوضى العارمة التي يقودها أعداء بالفعل للوطن والإنسانية.
[email protected]