بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

أسرار فشل‮ "‬الخطة ‮"‬100‮ ‬

لماذا فشلت الخطة‮ "‬100‮" ‬التي‮ ‬وضعتها وزارة الداخلية لمواجهة الثورة الشعبية التي‮ ‬اندلعت‮ ‬يوم‮ ‬25‮ ‬يناير؟‮!..

‬هل فوجئت قيادات الأمن بحشد جماهيري‮ ‬لم‮ ‬يكن متوقعاً؟‮!.. ‬هل حدثت خيانات داخل وزارة الداخلية؟‮!.. ‬ما تفاصيل الخطة السرية‮.. ‬وماذا حدث لإجهاضها‮.. ‬هذا ما رحنا نبحث عنه خلال هذا التقرير‮..‬

 

الرد جاء علي لسان أحد المصادر الأمنية رفيعة المستوي،‮ ‬الذي‮ ‬أكد أن الشرطة هي‮ ‬التي‮ ‬كان من المفترض أن تحمي‮ ‬مصر في‮ ‬حالة حدوث أي‮ ‬ظروف طارئة،‮ ‬وأن وزارة الداخلية كان لديها خطة أمنية جاهزة للتنفيذ،‮ ‬تم وضعها خصيصاً‮ ‬لهذه الظروف،‮ ‬سواء كانت انقلاباً،‮ ‬أو ثورة شعبية،‮ ‬أو وقوع حالة فوضي عامة‮.‬

الخطة أطلق عليها‮ "‬الخطة‮ ‬100‮" ‬وتهدف إلي حماية القاهرة بعزلها بقوات أمن ضخمة تحيط بمداخل ومخارج العاصمة وتمنع أي‮ ‬تحرك منها أو إليها لوقف أي‮ ‬إمدادات للانقلابيين مع تأمين الحراسة للمناطق الحساسة وعلي رأسها القصر الجمهوري،‮ ‬حيث سيتم حشد ضباط أمن الدولة وجنود الأمن المركزي‮ ‬وقوات مكافحة الشغب بأعداد ضخمة،‮ ‬مع الاستعانة بمدرعات ودبابات‮ ‬يتم تحريكها من منطقة دهشور لتحتل العاصمة‮..‬

وأكد المصدر الأمني‮: ‬أن الخطة التي‮ ‬وضعت تسمح باستخدام الرصاص الحي‮ ‬والقنابل المسيلة للدموع في‮ ‬مواجهة أي‮ ‬تحركات،‮ ‬بالإضافة إلي فتح المعتقلات لجميع أعضاء القيادات المحركة للجماهير سواء كانوا حزبيين أو حركات احتجاجية أو اخوان مسلمين‮.. ‬والتعامل بأقصي درجات العنف مع الاستعانة بقوات جوية لحماية مباني‮ ‬الإذاعة والتليفزيون،‮ ‬والقصر الجمهوري،‮ ‬حيث ستقوم طائرات الهليوكبتر بنقل قوات المظلات بشكل سريع الي هذه الأماكن الحساسة‮.. ‬وفي‮ ‬نفس الوقت تسيطر قوات الأمن المركزي‮ ‬علي وزارة الداخلية ومبني جهاز مباحث أمن الدولة،‮ ‬والوزارات السيادية المهمة،‮ ‬وتقوم قوات مكافحة الشغب بالسيطرة علي شوارع القاهرة الرئيسية ومنع أي‮ ‬تحركات بها‮.‬

وبالتزامن‮ ‬يتم تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات،‮ ‬ومنع المواطنين من الذهاب الي أعمالهم،‮ ‬في‮ ‬حين تقوم القوات بالسيطرة علي الاذاعة والتليفزيون باذاعة أخبار متوالية لتؤكد للمصريين أن البلد تحت السيطرة،‮ ‬مع استخدام وسائل التشويش علي الاتصالات لإفساد أي‮ ‬تنسيق بواسطة الهواتف النقالة‮.. ‬كما تتجه قوات ضخمة الي المطار لحمايته وتشديد الحراسة علي السفارات الأجنبية وغلق كل الطرق المؤدية إليها‮.‬

وأكد المصدر الأمني‮: ‬إذا كانت الحالة هي وفاة الرئيس،‮ ‬فسيتم فوراً‮ ‬الاعلان عن تولي‮ ‬رئيس مجلس الشعب للرئاسة لفترة انتقالية‮.. ‬أما في‮ ‬حالة وقوع انقلاب‮.. ‬أو تحرك شعبي‮ ‬ضخم فسيتم اخفاء الرئيس في‮ ‬مكان آمن خوفاً‮ ‬من إصابته بأي‮ ‬مكروه،‮ ‬ويسمح له بإلقاء خطاب الي الشعب من مكانه الآمن لطمأنة الجماهير‮.‬

وأضاف المصدر الأمني‮: ‬تشمل الخطة اجراءات تتخذ في‮ ‬الوجه القبلي،‮ ‬حيث سيتم اعتقال كل أعضاء الجماعات الاسلامية المفرج عنهم وأعضاء الاخوان،‮

‬وفرض حظرالتجوال،‮ ‬واستخدام الذخيرة الحية تجاه أي‮ ‬تحرك جماهيري،‮ ‬مع السيطرة علي مديريات الأمن ومقار مباحث أمن الدولة‮.. ‬وسيتم انشاء‮ ‬غرفة عمليات داخل الوزارة‮ - ‬وزارة الداخلية‮ - ‬بقيادة وزير الداخلية وبعض قيادات وزارة الدفاع للتنسيق في‮ ‬حالة استخدام الدبابات لاحتلال العاصمة‮.‬

وأوضح المصدر وجود خطة فرعية وتستخدم حسب الحالة ساعتها،‮ ‬وفيها‮ ‬يتم الاعتماد علي السيارات المصفحة والقنابل دون الدبابات‮.‬

أما في‮ ‬حالة الثورة الشعبية فسيتم استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع،‮ ‬والرصاص المطاطي،‮ ‬وخراطيم المياه،‮ ‬مع استمرار عزل القاهرة‮.. ‬وقد تضطر القوات لاستخدام الذخيرة الحية خاصة عند المنشآت والمرافق الحساسة‮.‬

وأشار المصدر إلي أن من حمي مصر بعد اغتيال الرئيس السادات عام1981‮ ‬هم رجال الأمن في‮ ‬وزارة الداخلية،‮ ‬حيث أمر اللواء نبوي‮ ‬اسماعيل‮ - ‬وزير الداخلية وقتها‮ - ‬بالاستيلاء علي مبني‮ ‬الاذاعة والتليفزيون والسيطرة عليه قبل أن‮ ‬يستولي‮ ‬عليه الاسلاميون‮.. ‬ولولا هذا التحرك لسقطت مصر في‮ ‬أيدي‮ ‬الجماعات الاسلامية‮.‬

وعن سبب فشل‮ "‬الخطة‮ ‬100‮" ‬لإجهاض الثورة الشعبية التي‮ ‬حدثت‮ ‬يوم‮ ‬25‮ ‬يناير ومازالت مستمرة حتي‮ ‬كتابة هذه السطور‮.. ‬قال المصدر الأمني‮: ‬حالة الانفجار والغضب العارمة لم تكن متوقعة بهذه الصورة وهذا الحجم‮.. ‬ولو طبقت الخطة بحذافيرها لسقط الآلاف من القتلي ولدخل النظام بأكمله في‮ ‬ورطة‮.‬

وعما أثير حول وجود قيادات داخل وزارة الداخلية رفضت اطلاق الرصاص لمواجهة الجماهير‮.. ‬قال المصدر الأمني‮: ‬هناك بالفعل بعض القيادات التي‮ ‬نصحت بعدم استخدام الرصاص الحي‮ ‬أو المطاطي‮ ‬مع المتظاهرين،‮ ‬والاكتفاء باستخدام القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه،‮ ‬خاصة وأن‮ ‬غالبية المتظاهرين كان لديهم اصرار علي مواصلة التظاهر‮.. ‬لكن الأوامر صدرت بقمع المظاهرات بأقل عدد من الضحايا‮.. ‬ومع تطور الأحداث انفلتت الأحداث وحدث ما حدث‮.. ‬خاصة بعد أن حدثت خيانات من بعض القيادات‮.‬