بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

هجرس: ‮مصر تعاني‮ ‬من فساد مزمن

أكد سعد هجرس الكاتب الصحفي‮ ‬والمحلل السياسي‮ ‬ان جريمة الفساد متعددة الجوانب فتشهد مصر حالة من انتشار الفساد لم تسبق من قبل بجميع مؤسساتها وضرب هجرس

مثالا بحادثة عبارة السلام‮ ‬98‮ ‬مؤكدا ان صاحب العبارة عضو بمجلس الشوري‮ ‬وفي‮ ‬نفس الوقت عضو في‮ ‬هيئة موانئ البحر الاحمر واتاحت له هيئة موانئ البحر الأحمر‮ ‬9‮ ‬آلاف متر مربع لاقامة محطة خدمة بميناء سفاجا،‮ ‬كما منحته احتكار نقل الركاب بين مصر والسعودية‮.‬

مشيرا إلي‮ ‬ان الاقتصاد السياسي‮ ‬للفساد جزء من الاقتصاد الاسود موضحا مفهوم الاقتصاد الاسود بأنه الاتجار بالسلاح وتهريب الآثار والتجارة بالمخدرات والدعارة والاتجار في‮ ‬البشر ويعتمد هذا الاقتصاد علي‮ ‬استغلال النفوذ من كبار موظفي‮ ‬الدولة والمسئولين والسياسيين بهدف تحقيق الأرباح والثراء بغير وجه حق جاء ذلك في‮ ‬المحاضرة التي‮ ‬ألقاها بمعهد الدراسات السياسية بحزب الوفد برئاسة الدكتورة كاميليا شكري‮ ‬وعدد من الدارسين بالمعهد‮.‬

وأشار هجرس إلي‮ ‬ان الادبيات السياسية لمست خطورة ظاهرة الفساد عالميا ولاحظ وجود قفزة قوية منذ بداية التسعينيات بالاهتمام بالفساد بشكل ملحوظ فشهدت هذه الفترة حزمة من القرارات بالأمم المتحدة لمواجهة ظاهرة الفساد‮.‬وأكد هجرس أن الذي‮ ‬شجع علي‮ ‬وجود قوانين ضد ظاهرة الفساد الارهاب بالأمم المتحدة والارهاب جزء أساسي‮ ‬من تحويلات مالية لتمويل الارهاب فبدأ العالم‮ ‬يهتم بظاهرة التحويلات وظاهرة‮ ‬غسيل الاموال بالاضافة الي‮ ‬ظاهرة الليبرالية أو الاحتكار ويعتبر أعلي‮ ‬أشكال الفساد‮.‬

وأضاف هجرس‮: ‬بدأ الاهتمام العالمي‮ ‬بظاهرة الفساد فصدر عدد من القوانين في‮ ‬هذه الفترة منها قرار رقم‮ ‬45‭/‬121‮ ‬الصادر في‮ ‬ديسمبر لعام‮ ‬1990‮ ‬وقرار رقم‮ ‬46‭/‬152‮ ‬الصادر في‮ ‬يناير‮ ‬1991‮ ‬وقرارات صدرت من المجلس الاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬التابع للأمم المتحدة الخاص بمكافحة الفساد تدين ظاهرة الفساد‮.‬

ومع الانتقال الي‮ ‬الألفية الثالثة شهد عدداً‮ ‬من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ضد الفساد أهم هذه الاتفاقيات اتفاقية منظمة التعاون الاقتصادي‮ ‬والتنمية المتعلقة بمكافحة الرشوة في‮ ‬مجال الأعمال والتعاملات الدولية بالاضافة الي‮ ‬صدور اتفاقية دولية خاصة بالرشوة نفذت في‮ ‬15‮ ‬فبراير‮ ‬1999‭.‬

كما صدرت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة

المنظمة ونفذت في‮ ‬نوفمبر لعام‮ ‬2000‮ ‬كما صدرت الاتفاقية للأمم المتحدة لمكافحة الفساد وتم اقرارها في‮ ‬31‮ ‬اكتوبر لعام‮ ‬2003‮ ‬وأصبحت نافذة المفعول في‮ ‬14‮ ‬ديسمبر لعام‮ ‬2005‮ ‬ووقعت مصر عليها‮.‬

وأرجع هجرس انتشار ظاهرة الفساد بشكل كبير بمصر لضعف الشفافية وغياب المساءلة والمحاسبة القانونية قسمت الأمم المتحدة الفساد إلي‮ ‬نوعين الفساد الجسيم ويعتمد علي‮ ‬تشويه وانحراف للوظائف الحكومية مثل عمليات الخصخصة لإحدي‮ ‬الشركات بأبخس الأسعار لأحد المستثمرين بقصد الربح من ورائها‮. ‬النوع الثاني‮ ‬الفساد البسيط مثل الرشوة والتهريب بين الحدود الدولية‮.‬

وأكد أن الفساد له أنواع كثيرة تشمل علي‮ ‬أنماط مختلفة من الجرائم مثل الاختلاس والتزوير والسرقة والتبرعات السياسية‮ ‬غير المشروعة وغسيل الأموال والمحاباة والمحسوبية وتفضيل ذوي‮ ‬القربي‮ ‬والاتجار في‮ ‬المعلومات السرية لدولة والتلاعب بمشتريات الحكومة للحصول علي‮ ‬فوائد وعمولات‮ ‬غير مشروعة‮.‬

وأوضح هجرس أن تقرير معهد البنك الدولي‮ ‬لقيمة الرشاوي‮ ‬المدفوعة سنويا في‮ ‬العالم تزيد علي‮ ‬تريليون دولار أي‮ ‬ألف مليار دولار ويعادل‮ ‬3٪‮ ‬من اجمالي‮ ‬الدخل العالمي‮ ‬لعام‮ ‬2002‭.‬

كما تبلغ‮ ‬قيمة الأموال المستغلة في‮ ‬تجارة المخدرات وحدها وعمليات‮ ‬غسيل الأموال‮ ‬400‮ ‬مليار دولار سنويا أي‮ ‬400‮ ‬ألف مليون دولار سنويا‮.‬

وأشار هجرس إلي‮ ‬أن الفساد‮ ‬يؤدي‮ ‬إلي‮ ‬تسوية التجارة الدولية ويسهل ارتكاب الجريمة المنظمة العابرة للحدود الدولية مثل الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال الناتجة عن الأنشطة الاجرامية‮.‬