بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

حقناً للدماء . . إستشير أيها الأمير

حينما تم تحديد تاريخ إجراء إنتخابات برلمان الثورة بيوم 28 نوفمبر الجارى فرحت بإقتراب موعد تحقيق عُرس الديمقراطية الذى إقترن بيوم مولدى الواحد والستين ربيعاً . . لكن سرعان ما تعكرت الأجواء واشتد حُزنى ، بفعل نزيف دماء شباب خرجوا للعراء بصدور تعرضت لضربها وبعُنف شديد ،

من أشقاء لنا شركاء الوطن والمصير ، مُعظم هؤلاء الشباب لديهم إعتقاد بانهم على حق ، وغالبية من يضربوهم يعتقدون أيضاً انهم يعملوا لصالح الوطن .
فعلى مدار اسبوع تقريباً كُنت اتوارى عن عيون من حولى ، كى لا يرى أحد دموعى التى لم أملك حبسها وهى تنساب على وجهى مُلتهبة . . وأنا أتابع دماء تسيل من جرحى لم يقترفوا ذنباً ، إلا انهم عرضوا حياتهم للخطر من أجل الحفاظ على ثورة 25 يناير ، تلك الثورة التى أخذتم عهداً على أنفسكم بحمايتها يا سيادة المُشير ، وأنت على رأس المجلس الأعلى للقوات المُسلحة ، اى على قمة سدة الحُكم ، ففى الوقت الذى نُقدر فيه المسئولية الكبيرة التى تتحملها فى موقع القيادة ، خلال هذه المرحلة التاريخية الفارقة فى حياة الشعب المصرى ، نثق فى قدراتك القيادية العسكرية ان تستشير من أجل حقن دماء المصريين ، التى نتأكد انها غالية عليك مثلما هى علينا ، ولا عيب ان يستشير الأمير من يتوخى فيهم الحكمة من أهل بلده .
تألمت كثيراً مثل غيرى وأنا أرى جثة احد من المُتظاهرين يجرها جُندى من شرطة الداخلية ، سحلاً على الأرض يلقى بها فى القمامة ، واعتصر قلبى من مشاهد جرحى وموتى شباب مصر ، وشعرت بالخجل من نفسى : لمن أتوجه بالإدانة؟ . . القتلة إخوانى ، والمقتولين أشقائى ، والقائمين على واجبات حمايتنا هم أيضاً أهلى ، لكن وصلت بهم حدة القسوة لمستوى لم أعد استطيع وصفه .
القسوة التى اتحدث عنها ليست اتهاماً لهم ، ولا اعتبرهم

أعدائى ولا أعداء الوطن ، لكن القسوة هى التمهل والتباطئ فى إتخاذ قرارات وإجراءات حاسمة ، تحقن دماء الشباب مستقبل الأمة المصرية ، وسألت نفسى مثل كثير من اهل بلدى :
- لماذا لم تتدخل القوات المُسلحة فى وقت مُبكر لعمل جداراً أو عازلاً بين المُتظاهرين ومبنى وزارة الداخلية ، لمنع الصدامات الدامية فى شارع محمد محمود ؟
- هل لا تملك القوات المُسلحة جهازاً للإستخبارات قوياً ومُدرباً بحرفية عالية كان يستطيع جمع معلومات ، كإجراء أمنى إستباقى لوقاية المُجتمع وشرفاء المُتظاهرين ، من شر الدُخلاء والعُملاء والمُندسين ، الذين يستهدفون خلخلة إستقرار أمن مصر ، وضرب سلامتها بزرع الفتنة وتأجيج الخلافات والصراعات ؟
- الم نستوعب الدرس القاسى من أحداث ماسبيرو ؟ وما أسفرت عنه من آلام فى الداخل ولوم مقصود من الخارج ، وإستغلالها سلبيا من طرف أصحاب النفوس الضعيفة والمأجورين ، لضرب الوحدة الوطنية وزرع الخصومة بين مُختلف شرائح المُجتمع المصرى .
كثير من الأسئلة يمكن طرحها فى هذا الإطار ، لكن من الصواب والحكمة ان تتآلف القلوب ، وتتكاتف الآيادى من أجل أمن وسلامة مصر وشعبها ، من أجل حقن الدماء وعدم تكرار أخطاء ليس من العيب الإعتراف بها ، وليس من العيب ايضاً ان يستشير الأمير .
[email protected]