وجهاء محنة مصر!
أعرف بعضا من النابهين البعيدين عن الانتماءات السياسية المعروفة من تيارات وأحزاب وروابط، والذين لا يشاركون في «الصداع العام» الذي تشيعه الفضائيات بزبائنها المتحدثين الجاهزين للكلام في كل وقت وأي وقت، وهذا البعض العازف عن كل ذلك علي قدرات وخبرات علمية وفكرية تراكمت عندهم عبر سنوات طويلة،
فإذا عن لي أن أفاتح أي واحد منهم في أمر مشاركته بشكل رسمي أو غير رسمي في أطر الحلول المقترحة لخروج مصر من محنتها الراهنة.. أري هذا يقاطعني معلنا أن دعوته للمشاركة في ذلك، وبعد أن أتلف الذين يديرون هذه الأزمة كل شيء!، بل وهم في واقع الأمر صناعها وقد أسهم كل منهم بنصيب في نسجها واستحكام عقدتها التي وصلت بها إلي أزمة لم تعشها مصر من قبل، يقول هذا إنه يدعي في واقع الأمر إلي «مهزلة» أو «مشاجرة» لا يستمع فيها أحد إلي آخر!، بل يتدافعون - كما نراهم - إلي الطفو علي سطح الأزمة فيفتون في كل شيء، ويبدعون من الحلول ما يعرفون أنهم بها إنما «يضعون العقدة في المنشار» أو «يعجزون» من هم في موقع المسئولية فيطالبونهم بمستحيلات لا يمكن الإقدام عليها في هذه الأزمة المستحكمة، ولأن الذين أحدثهم من هذه «العينة» التي تتابع ما يجري ولا تجد إغراء بالتقدم لمد يد العون، أعلم أنهم لم يكونوا يوما من الطامعين في أي غنم، فإنني ألتمس لهم في موقفهم العذر أو بعضه لأن
ووسط هذا الزحام القاتل والضخب الشديد لوجهاء النضال والثورة التي وثبوا عليها. يصعب إقناع صاحب أي فكر محترم وسلامة قصد أن يزاحم ليشارك!