بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

مراكز لتخطيط الحملات الانتخابية والتسويق السياسي

انتخابات مجلس الشعب لا تأتي‮ ‬إلا كل خمس سنوات،‮ ‬وهنا مجموعة من الناس‮ ‬ينتظرونها بفارغ‮ ‬الصبر،‮ ‬هي‮ ‬تدر عليهم دخلاً‮ ‬كبيراً‮ ‬يجعلهم‮ ‬يستعدون لها خاصة مع دخول أصحاب رءوس الأموال لعبة السياسة،‮ ‬مما ساعد مهنا كثيرة علي‮ ‬انتظارها فهي‮ ‬تعتبر فترة رواج لمهن موسمية كثيرة‮ ‬يستفيد أصحابها من الأموال التي‮ ‬تتدفق من المرشحين‮.‬

وتتنوع هذه المهن التي‮ ‬تستفيد من الانتخابات وهم الخطاطون وأصحاب المطابع والمقاهي‮ ‬ومحلات الفراشة ومرشحو تفتيت الأصوات ومكاتب البودي‮ ‬جارد والبلطجية‮.‬

‮»‬الوفد‮« ‬التقت بالعديد من أصحاب هذه المهن لمعرفة كواليس بيزنس الانتخابات‮. ‬حيث التقينا بأحد الخطاطين،‮ ‬يدعي‮ ‬محمود فتحي‮ ‬الذي‮ ‬أكد أن الانتخابات تعتبر موسما نستعد له قبل أن‮ ‬يبدأ بسنة حيث أبدأ في‮ ‬تجهيز القماش وألوان الكتابة التي‮ ‬نستخدمها،‮ ‬ويوضح أن هناك بعض المرشحين‮ ‬يفضل أن‮ ‬يأتي‮ ‬بالقماش ويدفع ثمن الكتابة فقط وهناك مرشح آخر لا‮ ‬يريد انشغاله بشراء الأقمشة ويتفق معي‮ ‬علي‮ ‬سعر اللافتة كاملة‮.. ‬وأضاف أن تكلفة اللافتة القماش‮ ‬يتراوح سعرها ما بين‮ ‬35‮ ‬إلي‮ ‬100‮ ‬جنيه‮ ‬يكون ذلك وفقا لمقاس اللوحة والألوان المستخدمة فيها سواء كانت فسفورياً‮ ‬أو عادياً‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬نوعية القماش‮.‬

كما التقينا بأحد أصحاب المطابع في‮ ‬الأزهر ويدعي‮ ‬محمد منصور‮ .. ‬يؤكد أن مطبوعات الانتخابات الخاصة بكل مرشح تتنوع ما بين بوسترات واستيكرات ونتيجة العام الجديد وإمساكية رمضان بالإضافة إلي‮ ‬لافتات الكمبيوتر التي‮ ‬انتشرت مؤخراً،‮ ‬ويوضح ان المرشح‮ ‬يطبع في‮ ‬أقل الأحوال‮ ‬10‮ ‬آلاف بوستر‮ ‬2‮ ‬لون أو‮ ‬4‮ ‬لون حيث تصل تكلفة‮ ‬2‮ ‬لون‮ ‬1500‮ ‬جنيه والأربعة ثلاثة آلاف جنيه‮. ‬وبالنسبة للافتة الكمبيوتر تكون بالمتر حيث‮ ‬يتراوح ما بين‮ ‬80‮ ‬إلي‮ ‬120‮ ‬جنيهاً‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬انه أحياناً‮ ‬يطلب المرشح طباعة اسمه علي‮ ‬العديد من الأدوات مثل الأقلام أو الولاعات و»التي‮ ‬شيرتات‮« ‬والنتائج السنوية وأحيانا‮ ‬يقوم المرشح بشرائها من إحدي‮ ‬المكتبات أو‮ ‬يطلب من المطبعة شراء طبعتها،‮ ‬ويضيف ان المرشح‮ ‬يقوم بالتعامل مع جميع المطابع التي‮ ‬توجد في‮ ‬نطاق دائرته إذا كانت تتوافر فيها الإمكانيات المناسبة والجيدة‮.‬

ويقول الحاج رضا رمضان صاحب محل فراشة ان الانتخابات‮ ‬يكون لها الاستعدادات الخاصة فغالبا ما نعتذر عن طلبات الأفراح أو العزاء ونتفرغ‮ ‬للانتخابات،‮ ‬ويضيف ليس كل أصحاب محلات الفراشة‮ ‬يستطيعون أن‮ ‬يلبيوا طلبات المرشحين ولكن الذي‮ ‬يمتلك إمكانيات كبيرة من كراسي‮ ‬وإضاءة ومحولات كهرباء وفراشة هو الذي‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يلبي‮ ‬طلبات الانتخابات ولذلك لابد من الاستعداد الجيد قبل الانتخابات‮.‬

وأكد الحاج رضا أن الأسعار تختلف حسب ساعات الحجز وعدد الكراسي‮ ‬المطلوبة و»الميكروفونات‮« ‬والسماعات والسجاد والفراشة وعدد لمبات الإضاءة ومساحة المكان الذي‮ ‬سيتم عقد المؤتمر الانتخابي‮ ‬بها،‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬عدد الذين‮ ‬يقومون بالعمل داخل السرادق ويقدمون المشروبات،‮ ‬مضيفاً‮ ‬أن تكلفة السرادق الواحد تتراوح ما بين‮ ‬3000‮ ‬وحتي‮ ‬10‮ ‬آلاف جنيه‮.‬

وأيضاً‮ ‬أصحاب المقاهي‮ ‬يستفيدون من الانتخابات في‮ ‬تحقيق أرباح حيث‮ ‬يقوم كل مرشح بالمرور علي‮ ‬المقاهي‮ ‬وعقد جلسات بها للتواصل مع الناخبين وإقناعهم بترشيحه،‮ ‬وبالطبع وفي‮ ‬محاولة لإظهار‮ »‬الكرم‮« ‬يتحمل المرشح نفقات ما‮ ‬يحصل عليه رواد المقهي‮ ‬من مشروبات وخلافه‮. ‬وهناك العديد من المرشحين الذي‮ ‬يتخذ من أحد المقاهي‮ ‬الكبري‮ ‬مقراً‮ ‬دائماً‮ ‬يجلس فيه ثلاث ساعات‮ ‬يومياً‮ ‬ليتلاقي‮ ‬مع الناخبين،‮ ‬كما قال فتحي‮ ‬عبدالله أحد العاملين بمقهي‮ ‬بمنطقة الجمالية،‮ ‬وأضاف أنه من الطبيعي‮ ‬أن تجد المرشحين في‮ ‬أيام الانتخابات‮ ‬يتواجدون بالمقهي‮ ‬خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات ومن المؤكد أن هذا‮ ‬يساعد علي‮ ‬زيادة المشروبات والطلبات الخاصة بكل مرشح وأيضا‮ »‬الهتيفة‮« ‬وهؤلاء لا‮ ‬يظهرون إلا أيام الانتخابات فقط بينما باقي‮ ‬العامة‮ ‬يعملون في‮ ‬وظائفهم الطبيعية وهؤلاء‮ ‬يستعين بهم المرشحون للهتاف لهم وسط الجماهير سواء من خلال السير خلفهم في‮ ‬المؤتمرات أو الجولات الانتخابية‮.‬

هناك أيضاً‮ »‬البودي‮ ‬جارد‮« ‬الذي‮ ‬يستعين

به المرشح بهدف الوجاهة الاجتماعية وإظهار القوة ويقول صبري‮ ‬سعيد صاحب مكتب لتأجير البودي‮ ‬جارد بالعجوزة ان هناك نظامان لتأجير‮ »‬البودي‮ ‬جارد‮« ‬الأول هو تأجير‮ »‬البودي‮ ‬جارد‮« ‬للمرشح طوال فترة الانتخابات،‮ ‬والثاني‮ ‬يكون باليوم حيث‮ ‬يقتصر تأجير‮ »‬البودي‮ ‬جارد‮« ‬علي‮ ‬يوم التصويت فقط أو أثناء انعقاد المؤتمرات الانتخابية‮.‬

أما عن السعر فيقول صبري‮ ‬انه‮ ‬يتراوح ما بين‮ ‬300‮ ‬إلي‮ ‬700‮ ‬جنيه ويكون حسب خطورة المهمة التي‮ ‬يقوم بها،‮ ‬هذا بخلاف الوجبات الغذائية التي‮ ‬يتحملها المرشح وكذلك نفقات العلاج في‮ ‬حالة الإصابة‮.‬

وأيضاً‮ »‬البلطجية‮« ‬الذين أصبحوا سمة من سمات الانتخابات البرلمانية خاصة السيدات وهي‮ ‬ظاهرة انتشرت بكثرة في‮ ‬انتخابات‮ ‬2005‮ ‬وغالباً‮ ‬ما‮ ‬يكون معظمهم من المسجلين خطر ويستعين بهم بعض المرشحين لتحقيق أغراض معينة مثل ضرب المرشح المنافس والاعتداء علي‮ ‬أنصاره أو تمزيق اللافتات وإطلاق الشائعات وإفساد المؤتمرات الانتخابية التي‮ ‬يقوم بها المرشحين المنافسين،‮ ‬ووفقاً‮ ‬لدراسة أمنية أجراها اللواء‮ »‬رفعت عبدالحميد‮« ‬خبير العلوم الجنائية التي‮ ‬أوضح فيها الارتفاع الجنوني‮ ‬في‮ ‬أسعار البلطجية‮.‬

ومن ضمن المستفيدين أيضاً‮ ‬من الانتخابات بعض الأشخاص الذين‮ ‬يلوحون بدخولهم في‮ ‬المنافسة،‮ ‬وهم متأكدون من عدم فوزهم في‮ ‬الانتخابات ولكن‮ ‬يهدف من إعلان نيتهم للترشيح بتعليق لافتة قبل الانتخابات بفترة أملا في‮ ‬ان‮ ‬يقوم أحد المرشحين بإعطائه الأموال مقابل عدم خوضه الانتخابات لتجنب تفتيت الأصوات‮.‬

مراكز تخطيط الحملات الانتخابية أو التسويق السياسي‮ ‬هي‮ ‬مراكز‮ ‬يرتبط عملها بالانتخابات بصورة أساسية وكان أول ظهور لها في‮ ‬انتخابات‮ ‬2005‮ ‬وعددها محدود جداً‮ ‬في‮ ‬مصر،‮ ‬فهي‮ ‬لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة وهي‮ ‬عبارة عن شركات للبحوث والاستشارات السياسية ويبدأ عملها من خلال إجراء البحوث علي‮ ‬الجمهور المستهدف التي‮ ‬يقوم بها مجموعة من خريجي‮ ‬الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية بالإضافة إلي‮ ‬خبراء العلاقات الإنسانية والعامة حتي‮ ‬تخطيط الحملة الانتخابية بالكامل،‮ ‬ويمكن أن‮ ‬يحصل المرشح علي‮ ‬الخدمات التي‮ ‬يريدها مجزأة أو قيام المركز بالحملة الانتخابية كاملة‮.‬

وتبدأ أسعارها من‮ ‬10‮ ‬آلاف جنيه وقد تتجاوز المليون جنيه حسب الخدمات التي‮ ‬يطلبها المرشح‮..‬

ويقول أحد العاملين بأحد هذه المراكز‮: ‬إن المركز‮ ‬يقوم بدور استشاري‮ ‬للمرشح لاستخدام أفضل وسائل الاتصال الجماهيري‮ ‬لجذب الناخبين حسب المستوي‮ ‬التعليمي‮ ‬والثقافي‮ ‬لضمان المشاركة الشعبية الواسعة مع الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة،‮ ‬من خلال بناء صورة ذهنية إيجابية عن المرشح في‮ ‬عقلية المواطن،‮ ‬مع الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة،‮ ‬وهذه المراكز منتشرة في‮ ‬أوروبا وتلجأ إليها الأحزاب والشخصيات البارزة بهدف إدارة الانتخابات بأسلوب علمي‮ ‬يعتمد علي‮ ‬التخطيط والدراسات العملية‮.‬