بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

تباطؤ أم تواطؤ

نخرج من نقرة, نقع في حفرة. يبدو أن شمس مصر لم تشرق تماما بعد ظلام دام أكثر من نصف قرن مع الحكم العسكري. الشمس بزغت في سماء مصر، ولكن مازال نورها يجاهد لاختراق ضباب الفساد الأسود الذي لبد سماها ولوث جوها. فساد كالسرطان نم وترعرع حتى نخاع المجتمع بما يزيد علي ثلاثين عاما. تخلصت مصر من الطاغوت وعصابته,

لكن الذيول والفلول مازالت  تعيث في مصر فسادا. بعد أن امتصت دماء شعبها ودنست أرضها وحطمت كرامة مواطنيها في البيت وفي الغربة. ذيول تسعي اليوم إلى إجهاض ثورة الشعب، الذي أراد استرداد كرامته وإنقاذ وطنه من براثن  تلك الطغمة الفاسدة المفسدة.
إن ما يجرى اليوم في مصر بعد الثورة يجعل المواطن يفقد الثقة في كثير من الجهات التي كان يكن لها كل احترام وثقة، وتبدأ ثوابت الشعب تتخلخل وتهتز في بعض أجهزة الدولة، ولا يتصور المصريون أن يكون الفساد الذي قامت من اجله الثورة قد طال هذه الأجهزة أو  بعضا منها.
القوات المسلحة التي عشقها شعب مصر لبطولاتها وتضحياتها وشهدائها في سبيل الدفاع عن وطنهم وختامها بالدفاع عن الشعب وحمايته أثناء ثورته المجيدة، ولكن!
لماذا تتحول السلطة إليه؟ ثم لماذا هذا التباطؤ الذي يعيد للفلول والذيول فرصها للنيل من الثورة؟ حتى الشعب يتساءل أهو تباطؤ أم تواطؤ؟
كذلك القضاء المصري الذي اشتهر بالنزاهة والكفاءة أضاف إليها وقوف بعض أبطاله ورجالاته ضد النظام ومع عامة الشعب في ثورته ضد ذلك النظام الفاسد الباطل.
الشعب هو مصدر السلطات وهو سيد القانون وصاحبه يسأل اليوم عن تلك الممارسات التي تنحاز لفكر وقوانين وممارسات الزمن الفاسد الذي رفضه الشعب وأراد تغييره. خاصة حينما يفيد هذا الانحياز فلول ذلك الزمن وأذنابه.
ما معنى صدور حكم يثلج صدر المصريين، بحرمان أذناب الشر من الرجوع إلى السلطة  رغم تأخره وتأخر الأخذ به ثم صدور عكسه من نفس المحكمة. لصالح من؟
مداولات، مناقشات، تأجيلات، محاكمات ذات ممارسات مريبة أكثر من تقليدية، متهمها في فنادق خمس نجوم سميت سجون ومستشفيات. جلسات تؤجل في مناورات قانونية، مناقشات، رد قضاة، مشاكل قضاء جالس وقضاء واقف، والمتهمون يستمتعون بحياتهم الرخوة الغنية ويمارسون سلطاتهم السابقة وممارساتهم الشاذة،  بالاتصال بذيولهم الطويلة بالخارج لممارسة البلطجة والتخريب وتفريغ الثورة من أهدافها وآمالها حتى يحين الأوان بعد التئام الجروح وهبوط غليان الشعب فينضج المناخ في سبيل إنقاذهم رغم جرائمهم في حق الشعب.
وفي النهاية, الذيل الأعظم بطبيعته وكفاءته في النفاق وتلوين الوقائع. وهو التليفزيون المصري. وهذا له مقال آخر.
[email protected]