بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

البدوي : الوفد يسعي لبناء وطن جديد يستحقه شعب مصر

( عقد حزب الوفد مؤتمرًا جماهيريًا في مدينة الغردقة عاصمة البحر الأحمر، حضره الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد الذي ألقي خطابه الأول في سلسلة  لقاءات سوف تجوب أنحاء مصر ومحافظاتها المختلفة).

ـ في بداية المؤتمر تحدث لطفي الدمراني عضو الهيئة العليا ورئيس لجنة الوفد في البحر الأحمر، الذي وجه التقدير والشكر للدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد لحضوره الي محافظة البحر الاحمر.
وأضاف لطفي الدمراني قائلا: نعاهد رئيس حزب الوفد ان نبذل ما في وسعنا لرفع شأن حزبنا العظيم ومحافظتنا الحرة، وسنكون وجميع مرشحي الوفد بالمحافظة في خدمة ومساعدة اهالي محافظة البحر الاحمر وحل مشكلاتهم مثل مشكلة التعليم ومشكلة السياحة وايضا حل مشاكل الشباب، وإقامة مشاريع عديدة بالمحافظة من أجل  أهل البحر الأحمر من المتعطلين عن العمل وايضا العاملين في مواني البحر الأحمر (سائقين وشيالين) كما سنبذل اقصي جهودنا لحل مشاكل المياه في مدينة القصير وغيرها، كما سنعمل دائما ليكون الوفد في مقدمة من يخدم ابناء المحافظة.
ثم تحدث بعد ذلك الدكتور السيد البدوي رئيس الوفد .
و فيما يلي نص كلمته :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الأمين وعلي إخوانه النبيين والمرسلين
الإخوة المواطنون
هذه أولي كلماتي لكم في بدء سلسلة لقاءات وتجمعات علي طريق مصر الجديدة. أبدأها مخاطبا إياكم، مؤكداً لكم أنكم اليوم سادة هذا البلد من خلال قراركم واختياركم وصوتكم عبر صناديق الانتخاب. هذا هو الحق وقد عاد بعد غياب وتغييب متعمد.
أنتم اليوم في كل أنحاء مصر سادة المشهد الحقيقيون. لكم نتوجه وإليكم نسعي، نعرض عليكم رؤية كاملة وبرنامج حكم لكم حق فهمه، والحق في متابعة تنفيذه، والمحاسبة عليه لو جاء اختياركم له .. هذه هي مبادئ السياسة في كل مجتمع ديمقراطي حقيقي وصحيح. هذا هو ما طبقناه داخل صفوف الوفد الحزبية، وهو ما نسعي لتوسيع تطبيقه من خلال المرحلة المقبلة.
لم تنفصل تجربتنا الداخلية في أي وقت من الأوقات عن المجتمع الذي ننتمي له، ولا عن مبادئنا التي نعلمها ونشأنا عليها وننادي بها.
نقدم لكم اليوم رؤية شاملة بكل ما فيها من تفاصيل. نضع بين أيديكم برنامجًا كاملًا استمد أصوله وجذوره من مبادئ قامت عليها أولي الثورات الشعبية المصرية من مواطنين مصريين ثورة 1919 ومن بعدهم جاء أبطال التحرير في كل ميادين مصر في أيام استثنائية في 25 يناير 2011.
بحساب التاريخ المتراكم، يملك الوفد القدرة والرؤي والبرامج والآليات لتحقيق أهدافنا في الحاضر والمستقبل. نعرف ما تعنيه العدالة الاجتماعية بعيدا عن ترديد أجوف للشعار. فلم نكن كما روج الخصوم دائما حزب فئة دون أخري في هذا المجتمع، ولكن الوفد سيظل حزب الأمة بكل فئاتها وانتماءاتها وطبقاتها كان الوفد سيظل يدرك ما يعنيه العامل والفلاح لهذا البلد ولذا كان الوفد في الماضي يسمي حزب الجلاليب الزرقاء لأنه كان حزب العامل والفلاح والبسطاء من شعب مصر.
ندرك تماماً معني الوحدة الوطنية وندرك ما تعنيه كلمة المواطنة حتي قبل أن تتحول إلي مصطلح سياسي يتكرر الآن وكان الوفد أول من طبقه عمليا علي أرض الواقع.. لقد تعلم العالم كله من ثورة 1919 .. تعلم كيف توحدت أمة وانصهر مسلموها ومسيحيوها في بوتقة واحدة هي بوتقة الوطنية المصرية .. ثورة 1919 التي قال عنها غاندي أنا ابن ثورة 1919 التي علمت الدنيا .. علمت الدنيا الوحدة الوطنية .. الوحدة الوطنية التي أراها اليوم تمر باختبار عسير يهدد أمن الوطن والمواطن .. إن رصاص الغدر الذي أطلق علي المتظاهرين في ثورة 25 يناير لم يفرق بين مسلم ومسيحي .. لم يفرق بين صوفي وسلفي لم يميز بين رجل وامرأة أو بين شاب وشيخ، كان الجميع في حب مصر جماعة واحدة دينها الوطنية المصرية وشعارها الدين لله والوطن للجميع .. لا أقول نريد أن نستلهم روح ثورة 1919 التي مر عليها 92 عاماً ولكن أريد أن نستعيد روح ثورة 25 يناير والتي لم يمر عليها سوي أشهر قليلة.. نعلي مبدأ المواطنة والتسامح السياسي والقبول بالآخر .. نعلي حرية الفكر وحرية العقيدة وحرية الاختلاف .. نفهم خطورة التصنيف بين أبناء الوطن الواحد وهذا مايجعلنا الأكثر حرصاً علي وطن يسع الجميع، يمنح الجميع حقوقا متساوية، ويطلب من الجميع واجبا واحدا. وطن لا تستأثر به رؤية متطرفة أو تقصي أيا من أبناء الوطن الواحد.
هذا التراكم الطويل والخبرة السياسية وسنوات حكم حققنا فيها انجازات مازالت باقية حتي اليوم هو ما يجعلنا اليوم أكثر ثقة عندما نتوجه إليكم نطلب تأييدكم.. هذا الرصيد السابق هو ما يجعلنا اليوم أكثر فهما لكل ما تعنيه التحديات الخطيرة التي نواجهها اليوم وبالمناسبة فلقد كان الوفد دائماً وسيبقي الحزب الوحيد القادر علي إحداث التغيير الحقيقي وسط أجواء الأزمات.
الإخوة المواطنون
إن السياسة لا تعني أكثر من كلمات ثلاث أقولها لكم :
عهد - تكليف - محاسبة.
العهد هو ما نطرحه عليكم اليوم من رؤي وأفكار يتضمنها برنامج حكم .. وأيضاً مبادئ هي ثوابت توارثناها عن الآباء العظام الذين صنعوا تراثاً وطنياً توارثناه عنهم .. فقد كان الوفد وسيظل حزب الوطنية المصرية والدستور واستقلال القرار الوطني .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وأن من حق المسيحيين الاحتكام إلي شريعتهم في أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية وهذا ليس فقط من ثوابت الوفد، ولكن أيضاً من ثوابت الدين فقد أمرنا الله في كتابه العزيز « وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لايحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وأمرنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام « إذا جاءك أهل الذمة فأحكم بينهم بما يدينون به» .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بأن الوحدة الوطنية هي صمام أمن وسلامة واستقرار البلاد وأن المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات لا فرق بين مصري ومصري علي أساس الدين أو العرق أو الجنس وهنا أقول أيضاً إن المواطنة ليست فقط من ثوابت الوفد ولكنها أيضاً من ثوابت الدين فأول وثيقة للمواطنة في التاريخ وضعها سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام هي وثيقة المدينة والتي ساوي فيها بين المهاجرين والأنصار .. بين المسلمين والمسيحيين واليهود ومن لادين لهم .. لم يفرق سيدنا رسول الله بين أهل المدينة علي أساس الدين أو العرق أو الجنس أو العقيدة وقال عليه الصلاة والسلام لأهل المدينة جميعاً لكم مالنا وعليكم ماعلينا أي أن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات وهذا ماردده سعد زغلول عام 1919 عندما جاءهُ وفد من الأقباط علي رأسهم فخري عبد النور ، يعلنون انضمامهم للثورة ولحزب الوفد فسألوا سعد باشا زغلول قبل أن ينضموا ماذا لنا ؟ قال لهم لكم مالنا وعليكم ماعلينا أسوة بقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لأهل المدينة.
لقد رفض الوفد وسيظل يرفض العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة كما رفض وسيظل يرفض الدولة الثيوقراطية التي تسمح بسيطرة رجال الدين علي الحكم وهذا ليس اجتهاداً فالسلطة السياسية في الإسلام مبدأ وتاريخ مدني فلا عصمة بعد النبي إلا للجماعة، وليس لأي فرد مهما كانت منزلته أي عصمته .. وها هو خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول في أول خطبة له بعد اختياره بالبيعة خليفة بعد مداولات ومناقشة السقيفة :
« وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني « .. فالحاكم في الإسلام مدني تختاره الأمة عن طريق صندوق الانتخابات وهو البديل العصري للبيعة ويراقبونه ويتابعونه ويحاسبونه ولهم حق عزله إن هو طغي أو استبد أو أفسد أو خالف عهداً التزم به أمام الناس فلا قداسة لحاكم ولا أبدية لحاكم في الإسلام ، وفي أمور الدنيا والحكم والسياسة ما يراه الناس حسناً فهو عند الله حسن .. كل هذا يؤكد أن السلطة السياسية في الإسلام مدنية وليست دينية .
آمن الوفد وسيظل يؤمن بالديمقراطية القائمة علي أسس التعددية الحزبية والفكرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وتداول السلطة في انتخابات حرة تحت إشراف قضائي كامل .. الديمقراطية التي يحميها سيادة القانون والقضاء المستقل والرقابة الشعبية والمساءلة السياسية والصحافة الحرة والإعلام المستقل .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالحرية الاقتصادية الملتزمة بالعدالة الاجتماعية القائمة علي حسن توزيع الدخل وتقريب الفوارق بين الطبقات وضمان حد أدني من الدخل لكل مواطن يكفل له حياة كريمة .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالدور الإقليمي الرائد لمصر في محيطها العربي والإسلامي والإفريقي.    


الإخوة المواطنون
أُدرك يقيناً أن ماحدث في الشهور العشرة الأخيرة هو أمر جلل في حياة الشعوب، زلزال عنيف هز كيان الدولة المصرية ونحن نعيش الآن توابع هذا الزلزال بما فيها من لحظات قلق وإحباط ولحظات أمل ورجاء .. يمكن للسياسي أن يختار بديلاً من اثنين، إما أن يبالغ في التخوف وتسويق السلبية وتصدير القلق ونشر اليأس وإما أن يميل إلي التظاهر بالايجابية الشديدة المنفصلة عن الواقع الذي نعيشه .. لن أختار أياً من الطريقين وسأجتهد كما التزمت دائماً بأن أكون معكم موضوعياً وصريحاً، أحاول قياس المواقف حق قدرها وذلك حتي نقف علي حقيقة ما نحن عليه الآن .. نحن اليوم في حالة الانتقال بين مرحلة المرض ومرحلة استجماع القوة لبناء مصر الجديدة.. مصر القوية الأبية .. مصر العزيزة الفتية .. مصر الرخاء والتنمية .. مصر التي تضمن لأبنائها عيشة كريمة ومستقبلاً يعوض أبناء هذا الشعب سنوات البؤس والفقر والشقاء، ولكن هل من الممكن أن نبني مصرنا الجديدة بمجرد التمني والشعارات ؟.. إن المرض كما تعلمون خبيث وشرس وما نراه اليوم من نماذج الفوضي والانفلات علي جميع المستويات أكبر شاهد علي ذلك .. إن المواطن المصري الذي بني حضارة عمرها 7000 سنة قادر علي بناء مصر الحديثة التي نسعي إليها جميعاً، شريطة أن يتخلي عن سلبيته ويشارك بصوته في صناعة مستقبله .. وألا ينخدع بالشعارات أو الرشاوي الانتخابية التي تسيء لكرامته، وأن يختار الحزب الذي سبق وأن وعد فأنجز .. الحزب الذي حكم مصر 7 سنوات وثلاثة أشهر فكان له سابقة أعمال وإنجازات تؤهله كي ينال ثقتكم فأي حزب سوف يحظي بتأييدكم مقبل علي إعادة بناء الوطن، وصناعة مستقبل الأمة ومن يبني يجب أن تكون لديه الرؤية والقدرة والخبرة وسابقة أعمال تؤهله لذلك
ندرك أن الساحة السياسية مزدحمة بالأحزاب التي تعرض نفسها وبرامجها، ولكننا نثق أنكم تدركون وتعلمون أنه ما يمثله الوفد يقف متفرداً عن الجميع .. متفرداً في إيمانه وتطبيقه لمبدأ الوطن الواحد متفرداً فيما يطرح من سبل العيش الكريم لكل مواطن متفرداً برؤيته الشاملة التي لاتفصل بين التنمية الاقتصادية والضرورات الاجتماعية .. متفرداً في سابقة حكمه لمصر وانجازاته العظيمة .
الإخوة المواطنون
اليوم نخطو أول خطوة علي طريق إعادة بناء وطن جديد يستحقه شعبنا العظيم الصابر الحمول الذي عاني ولازال يعاني ويلات الفقر والحرمان .. اليوم يوم المواجهة مع النفس والتمسك بالحق والتسليم بالحقيقة من أجل أن يختار كل مصري شكل وملامح الحاضر والمستقبل ويمارس حقه الذي لاينازعه فيه أحد كمواطن يختار الحزب الذي يحقق له ما يرجوه من تنمية ورخاء .. وعدل وكرامة وحرية وعيشة كريمة وعدالة اجتماعية .. ومستقبل يطمئن فيه علي أبنائه .. كل هذا أصبح بيدك أنت وأصبح حقك الذي لاينازعك فيه أحد كمواطن يختار مصيره ويرسم مستقبله بمشيئته وتصوره الحر من خلال صندوق الانتخابات .
من أجل ذلك أيها الإخوة المواطنون أضع أمامكم تصوراً مختصراً لبرنامجنا وأفكارنا ورؤيتنا لإعادة بناء الوطن نستدعي من التراث السياسي لحزبنا مبادئ لا تتغير ونستحضر من واقعنا ما نحن قادرين علي تحقيقه وتطبيقه في مواجهة تحديات اليوم ومستجدات المستقبل .. لاينفصل برنامجنا عن مبادئنا وثوابتنا بل هو امتداد وانعكاس لسياسات كنا أول من طبقها وقت أن كنا حزباً حاكماً وحاولنا تطبيقها ونحن في المعارضة .. نحن لا نقدم برنامجاً ورقياً أو نظرياً ولكننا نعرض ما مارسناه واختبرناه وعملنا علي تحقيقه في تاريخ مضي ونعود إليكم اليوم لننشد توكيلاً مصرياً عبر صندوق الانتخابات حتي نصل رصيد التاريخ برؤية المستقبل الجديد .  
.. ما نطرحه اليوم عليكم هو اجتهاد أبناء الوفد في كافة التخصصات فقد حددنا موقف الوفد من كل ما يدور حولنا من أحداث وما يواجهنا من تحديات وما يضمره لنا أعداء الثورة في الداخل والخارج وكل ما يدبر حولنا من مؤامرات لإعاقة التحول الديمقراطي وأيضاً لا ننفصل فيما نطرحه عليكم عن واقعنا ومشكلاتنا وما نواجهه من صعاب حياتنا وما نفكر فيه يومياً كمواطنين باحثين عن حاضر يلبي احتياجاتنا ويتيح لنا عيشة كريمة ومستقبل يضمن الخير والتطور والرخاء لأبنائنا .. ولكي يتحقق ذلك لابد وأن تكون السياسة في خدمة المجتمع لا منفصلة عنه وتكون كافة التشريعات تعبيراً وضماناً لحرية المواطن وسيادته تحت حماية قوانين تحقق المساواة ولا تميز أو تفرق بين حق وواجب . 
الإخوة المواطنون
لقد تعهدنا أمام الله وأمام الشعب أن نحول برنامجنا وأفكارنا إلي واقع تعيشوه وجعلناه برنامج حكم مرتبطاً بجدول زمني مدته 36 شهراً .. برنامج حكم متكامل يضم مصادر التمويل ومشروعات القوانين والقرارات الوزارية والإدارية التي تضمن تغيير مصر في 36 شهراً والتي تضمن تحقيق الوعد والعهد الذي قطعه الوفد علي نفسه أمام الله واسمحوا لي في عجالة أن أطرح عليكم رؤوس موضوعات برنامجنا .
أولاً : مكافحة الفقر
كنت أتعجب كيف لحاكم أن ينام ملء جفونه ونصف شعبه يعيش تحت خط الفقر .. يعانون الجوع والمرض وبرد الشتاء، من هنا فإننا في حزب الوفد لن يغمض لنا جفن حتي نقضي علي الفقر ولنا في خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز المثل والقدوة والنموذج .. شبع في عهده الجياع وكسا الفقراء واستجاب للمستضعفين وكان أباً لليتامي وعائلاً للأرامل وملاذاً للضائعين .. كان في عهده يخرج الأغنياء زكاة أموالهم فلا يجدون فقيراً يأخذها ويبسط يده إليها.. إن عدل عمر بن عبد العزيز لم يكف الناس حاجاتهم فحسب بل ملأهم شعوراً بالكرامة والعزة والقناعة .. كان ينشأ في طول البلاد وعرضها دور الضيافة يأتي إليها المسافرون وأبناء السبيل ورفع مستوي الأجور الضعيفة وكفل كل حاجات العلماء والفقهاء ليتفرغوا لعلمهم ورسالتهم دون أن ينتظروا من الناس أجراً .. وأمر لكل أعمي بقائد يقوده ويقضي له أموره علي حساب الدولة ولكل مريض أو مريضين بخادم علي حساب الدولة .. وأمر ولاته بإحصاء الغارمين فسدد عنهم ديونهم وافتدي أسري المسلمين وكفل اليتامي.
إن العهد الذي عاش فيه عمر بن عبد العزيز أميراً قبل توليه الخلافة كما كان يصفه أحد الكتاب زمن القسوة من الأمراء من الحجاج في العراق ومحمد بن يوسف في اليمن وغيرهما بمصر والحجاز والمغرب حتي قال عمر امتلأت الأرض جوراً وظلماً واستبداداً .. وكذلك كان في عصر ماقبل عمر بن عبد العزيز من الفساد مايفوق كل تصور راح كل قادر علي النهب ينتهب كل ما تصل إليه يداه وغابت الأخلاق وشاع الترف والانحلال .. ووراء الفساد ساد الخراب فأخذت الأزمات المالية بخناق الدولة وقل إنتاجها وكان هذا في هذا العصر تزييف لقيم الدين والأخلاق حتي أنه كان خطباء المساجد يلعنون رابع الخلفاء الراشدين وابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم علي بن أبي طالب علي المنابر وساعد في هذا التزييف شعراء العصر وهم المقابل لوسائل الإعلام الآن التي يساهم العديد منها في تزييف عقول ووجدان وضمائر الأمة ..
لقد استطاع عمر بن عبد العزيز رحمه الله تغيير هذا الواقع إلي الصورة المثلي في عامين وخمسة أشهر وبدأ فوراً بقانون من أين لك هذا علي الجميع وبدأ بنفسه فقد كان قبل تولي الخلافة أميراً ووالياً وكان مرفهاً في معيشته وكان له عقارات أيام أسلافه من الخلفاء فرأي أنه لم يكن لهم سلطة شرعية علي تلك الأملاك ليعطوه إياها وأنها من أملاك الدولة وحصي أملاكه فإذا هي كلها من عطايا الخلفاء فردها إلي بيت المال وأمر رحمه الله بعزل الولاة الظلمة وبدأ بالتغيير السريع الحاسم علي كافة المستويات الذي يجب أن يتم الآن علي مستوي الأمة المصرية .. أحكي لكم هذه الحكاية عشان أقول لكم إن تغيير مصر في 36 شهراً ليس مستحيلاً وأن القضاء علي الفقر أمرٌ سهل إذا خلصت النوايا واستيقظت الضمائر ولذلك نري في حزب الوفد ضرورة التوسع في برامج تخفيض الفقر وتوفير التمويل اللازم لها وإعادة توجيه الصندوق الاجتماعي للتنمية إلي هدفه الذي أنشئ من أجله وهو تخفيض مشكلة الفقر ، كذلك تنمية المهارات من أجل رفع القدرة المهنية للمواطن الأكثر احتياجا لتحسين فرصه للحصول علي عمل مناسب مع توفير إعانات شهرية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لاتتوفر لهم فرص العمل ولايوجد لهم عائل يرعاهم علي أن يتم احتساب قيمة الإعانة الشهرية بما يعادل الحد الأدني من الدخل اللازم لتوفير احتياجات الإنسان فوق خط الفقر ومقابل العلاج والأجهزة التعويضية التي قد يحتاجها المعاق .. ووضع حد أدني للأجور علي المستوي القومي يراعي فيه نفقات المعيشة وإيجاد الوسائل والتدابير التي تكفل تحقيق التوازن بين زيادة الأجور وما يحتمل أن يقابله من زيادة في الأسعار تلتهم هذه الزيادة مع إعادة النظر في الحد الأدني للأجور كل ثلاث سنوات وربط الحد الأدني للأجور بإستراتيجية تخفف من حده الفقر وبذلك سيتم زيادته بالنسبة للعاملين في المناطق الريفية بالصعيد حيث تشتد حدة الفقر .. تحقيق أبسط حق من حقوق الإنسان وهو الإطعام وذلك بتوزيع بطاقات الطعام علي جميع الفقراء وهي بطاقة ذكية يتم شحنها شهرياً ويستخدمها المواطن في شراء احتياجاته من السلع الغذائية من فروع شركات التجارة الداخلية المملوكة لقطاع الأعمال العام أو من متاجر مماثلة في القطاع الخاص متعاقد معها وفق شروط ونظام الضمان الاجتماعي.


ثانياً : الدستور
لقد ناضل الوفد منذ قيامة بثوره 1919 من أجل الدستور فكان دستور 1923 واليوم بعد ثوره 25 يناير يسعي الوفد لدستور تضعه جمعية تأسيسية تمثل شعب مصر بكل فئاته وطوائفه وانتماءاته السياسية ونقاباته المهنية واتحاداته النوعية علي اختلافها والأزهر الشريف والكنيسة وفقهاء الدستور والقانون وأصحاب الفكر والرأي .. دستور يحقق للمواطن حريته وكرامته ومكانته وتتحقق به كرامة الوطن وسيادته وعزته.
ثالثاً : الأمن والاستقرار
لعل ما يأتي علي رأس أولويات حزب الوفد في هذه المرحلة من تاريخ مصر هو تحقيق الأمن والاستقرار وضمان الطمأنينة للمصريين جميعاً في كل بقعة من بقاع مصر . وهنا أقول إن هيبة الشرطة لاتنفصل أو تتناقض مع تحقيق شعار الشرطة في خدمه الشعب بل هو شرط لهذه الهيبة والفاعلية . وذلك

بإعادة تأهيل ضباط وأفراد الشرطة ودعمهم مادياً ومعنوياً لإعادة بناء الجهاز الشرطي بعيدا عن انحراف طال كثيرين لكنه لا يعني فسادا مطلقاً .
واسمحوا لي أن أستعرض من تاريخ الوفد كيف كانت الشرطة في عهد حكومات الوفد:
عندما تولي فؤاد سراج الدين وزارة الداخلية في 2 يونيو 1943 وبمناسبة تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة أوصاهم فؤاد سراج الدين في خطابه بالآتي:
أن تتقوا الله في معاملة الناس وأن تساووا بين الجميع أمام القانون لافرق بين صغير أو كبير أو غني أو فقير وأن تطيعوا أولي الأمر في حدود القانون وأن تسموا بأنفسكم وتبتعدوا عن المعوقات والشبهات وأن تصدقوا في القول وتخلصوا في العمل وأن تنشروا روح المحبة بين العائلات والأفراد حتي تحل المودة والوئام محل البغضاء والخصام وأن تبحثوا عن المجرم وتتحروا عن أسباب الجريمة وتبذلوا الجهد لمنع الجريمة قبل وقوعها فإذا وقعت فأقيموا الحجة علي كل مرتكبيها وأن تجعلوا أفراد الشعب يطمئنون إليكم فلا تتردوا في معاونتهم علي أداء واجبكم وتسيير مهمتكم بقدر ما تستطيعون وأن تراعوا العهد لهذا الشعب الوفي .. في عهد حكومة الوفد كان لعسكري الوردية هيبة واحترام ويبعث الطمأنينة والأمن في نفس المواطنين وهو يقول «مين هناك».
لماذا كانت المودة والاحترام والهيبة سائدة بين الشرطة والشعب؟ لأن الشرطة كانت خادمة للوطن والمواطن ولعلنا لاننسي شهداء الشرطة في معركة الإسماعيلية دفاعاً عن كرامة شعب مصر ففي يوم 25 يناير 1952 كانت القوات البريطانية تفرض حصاراً حول محافظة الإسماعيلية ووجه قائد القوات البريطانية للقوات المصرية إنذاراً بتسليم أسلحتهم وأن تخرج رافعة أيديها.
فما كان من قائد القوات المصرية إلا أن قام بالاتصال بوزير الداخلية وقتها فؤاد سراج الدين فسأله وزير الداخلية لو طلبت من قوات الشرطة المقاومة للنهاية ماذا سيكون موقفهم وهل سينفذون هذا الأمر ؟ فكان الرد نحن مستعدون لأن نقاوم لآخر طلقة.
وانتهت مدة الإنذار البريطاني وبدأت المعركة وسقط ما يقرب من سبعين شهيداً وسقط من الإنجليز حوالي 55 قتيلاً إلي أن نفدت الذخيرة وتمكنت القوات البريطانية من اقتحام الثكنات وعلي رأسهم القائد الإنجليزي .. ورأوا منظراً أذهلهم ووجدوا القوات المصرية واقفة في طابور عسكري في غاية الانتظام والشموخ مما أثار إعجاب القائد الإنجليزي وحيا القائد المصري علي هذه المعركة الكبيرة وقرر ألا تسلم القوات المصرية أسلحتها أو ترفع أيديها تسليماً وإنما تخرج في طابورها العسكري بكل أسلحتها دون أي قيد أو شرط وسميت هذه المعركة بمعركة الإسماعيلية والتي أطلق عليها فيما بعد عيد الشرطة وأراد الله أن يكون هذا اليوم هو يوم ثورة الشعب المصري في 2011 . هكذا كانت الشرطة في دفاعها عن مصر وكرامة شعبها في عهد حكومة الوفد .  
رابعاً : التعليم
التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن.. قالها الدكتور طه حسين وزير المعارف الوفدي .. والذي أصدر قرار مجانية التعليم عام 1951 كان تعليماً مجانياً حقيقياً يتيح الفرص للجميع وهذا مانريده اليوم حتي نضع حداً للانهيار المعرفي والثقافي والمهني وذلك من خلال الاهتمام بتدريب المعلمين وتأهيلهم ورفع كفاءتهم وتحسين أوضاعهم المالية وكذلك زيادة موازنة التعليم بما يكفل رفع مستوي أبنية المدارس الحكومية وتوفير مستوي لائق من المرافق الأساسية بها وتجهيزها بما يوفر مناخاً تعليمياً صحياً يساعد علي إطلاق طاقات الطلاب وإبداعاتهم ونؤدي إلي تقليل كثافة الفصول لتصل إلي المعايير المقبولة عالمياً كذلك الاهتمام بالتعليم الفني والمهني لإعداد كوادر من العاملين المهرة لتلبية احتياجات سوق العمل الداخلي والخارجي .. قد يكون ما أقوله ترديداً لأفكار سمعتموها من قبل، ولكننا في الوفد نملك الرؤية والقدرة علي تحقيق ما نعد به في 36 شهراً وهذا كما ذكرت في البداية وعد وعهد والتزام أمام الله وأمام الشعب .
خامساً : العلاج
لا جدال في أن الإنسان هو أهم وأغلي عناصر التنمية من هنا تأتي برامج العلاج الطبي المجاني والرعاية الصحية لكافة أفراد الشعب المصري علي قائمة برامج التنمية الشاملة للمواطن المصري والاهتمام بالقضاء علي أسباب تفشي الأمراض الوبائية المستوطنة بين أفراد الشعب المصري من الفشل الكلوي إلي أمراض الكبد ، ويتحقق ذلك بتطبيق التأمين الصحي الاجتماعي الشامل لكافة أفراد الشعب المصري ويندرج تحت هذه البرامج تحسين جودة الخدمة الطبية والمستوي العلمي والمادي لقطاع الأطباء والممرضين . فلن يكون مقبولاً بأي حال من الأحوال أن يعامل المرضي في المستشفيات الحكومية معاملة غير آدمية يواجهون أبشع ألوان الإهمال واللامبالاة والاستخفاف بآلام وأرواح المريض الضعيف الذي لم يرتكب ذنباً سوي انه فقير لايمتلك ثمن العلاج الذي يستحقه كإنسان .
سادساً : العدالة الاجتماعية
يلتزم الوفد التزاماً كاملاً بضمان العدالة الاجتماعية في توزيع الدخل وعوائد التنمية بين المواطنين جميعاً فلن نقبل أن تحصل الأقلية علي النصيب الأكبر من الدخل القومي بينما تعيش الغالبية من شعب مصر تحت خط الفقر .  كذلك لابد من تحقيق العدالة في توزيع الأعباء العامة بالتخفيض من الضرائب غير المباشرة علي اختلاف أنواعها وإعادة تخطيط النظام الضريبي ليتحمل أصحاب الدخول الأعلي والثروات الأكثر نصيباً من الضرائب يتكافأ مع قدراتهم المالية.
سابعاً : التأمين والضمان الاجتماعي
لابد من التزام الدولة بنظام تأميني عادل يشمل جميع قطاعات المواطنين وخاصة عمال الزراعة .. أيضا  تأمين بطالة بما يوفر للمتعطلين عن العمل والقادرين عليه بما يعادل نسبة 65% من الراتب الذي يحصل عليه المشتغل والذي يتصف بنفس مواصفات المتعطل من حيث مستوي التعليم والخبرة والتخصص المهني والمهارات ويستمر حصول المتعطل علي هذا التعويض إلي أن يتم تشغيله بواسطة مكاتب التوظيف الحكومية التابعة لوزارة القوي العاملة أو حصوله علي عمله نتيجة جهده الشخصي كذلك توفير معاشات لكبار السن والعجزة الذين لم يسبق لهم الاشتغال بوظيفة منتظمة في الحكومة أو القطاع الخاص، ويتم احتساب قيمة المعاش الشهري بما يعادل الحد الأدني من الدخل اللازم لتوفير احتياجات الإنسان فوق خط الفقر .
ثامناً : القضاء
لقد كانت حكومة الوفد أول من أصدر قانون استقلال القضاء عام 1943، من هنا فالوفد حريص كل الحرص علي ترسيخ استقلال القضاء و تعظيم هيبة السلطة القضائية لتمكينها من إقرار العدل و إلغاء كافة صور القضاء الاستثنائي والتوسع في المحاكم المتخصصة لضمان تحقيق العدالة الناجزة.
وأخيراً زيادة عدد الوظائف القضائية لضمان سرعة الفصل في القضايا .
تاسعاً : الطرق والمواصلات العامة
• التوسع في إنشاء شبكة السكك الحديدية وأيضاً التوسع في إنشاء شبكة الطرق البرية بنظام حق الانتفاع بحيث يتم الربط بين جميع المحافظات خاصة النائية منها، بهدف تنميتها واستغلال مواردها.
عاشراً : الاقتصاد والاستثمار
يتبني الوفد نظام الاقتصاد الحر والذي يعطي للقطاع الخاص النصيب الأكبر في تحقيق برامج التنمية الاستثمارية والحد من الاقتراض ، ويدخل ضمن برامج إعادة الهيكلة المالية إعادة النظر في قوانين ضرائب الدخل وزيادة حد الإعفاء الضريبي لمحدودي الدخل وإعادة هيكلة شرائح ضرائب الدخل وأسعارها بما لا يضر محدودي الدخل ويؤدي في ذات الوقت إلي عدالة توزيع عائد التنمية وعندما نتحدث عن الاستثمار لايمكن ألا نتجاهل سيناء وقناة السويس وبورسعيد .

سيناء:
ويأتي علي قائمة التنمية الاستثمارية برامج التنمية الشاملة لسيناء وجعلها منطقة لوجستية عالمية بما ينشأ بها من مناطق حرة صناعية وتجارية وموانئ بحرية وشبكة طرق برية تعمل علي تنمية التجارة العالمية بين الشرق والغرب وبما يساعد علي توطين ثلاثة ملايين مصري يشكلون حاجزاً بشرياً صلباً يمنع المعتدين والمغامرين من مجرد التفكير في تهديد الأمن الوطني مع تمكين أهل سيناء من تملك الأراضي وما يقام عليها من مبانٍ.
قناة السويس :
من غير المقبول أو المعقول أن تظل قناة السويس مجرد ممر مائي، وإنما لابد أن تصبح منطقة جذب لمشروعات تجارية وصناعية عالمية من خلال إنشاء مناطق حرة علي جانبي القناة للصناعة والتجارة العالمية، تقيمها الدول الصناعية الكبري للتصدير مع ربط شرق قناة السويس بسيناء لتكامل المشاريع التنموية وخدمة المناطق الحرة .
بورسعيد :
تنمية مدينة بورسعيد والإبقاء عليها كمدينة حرة وتطويرها لتكون مدينة حرة عالمية ومحورية بين آفريقيا وآسيا.
إضافة إلي ما سبق لابد من الاهتمام بالتوسع الزراعي في الصحراء الغربية والساحل الشمالي وسيناء وجنوب الوادي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء .. وتشجيع التصنيع الزراعي والاستثمار في الصناعات المرتبطة بالإنتاج الزراعي مثل قطاعات الغزل والنسيج والاهتمام بالصناعات المتوسطة والصغيرة.
وأخيراً إعادة رسم خريطة مصر السياحية وفتح مجالات سياحية جديدة وفي القلب من هذه الخريطة محافظة البحر الأحمر بامتدادها بأكثر من ألف كيلو علي ساحل البحر الأحمر وما تحويه من مناطق للسياحة التاريخية والأثرية ولسياحة السفاري والرياضات البحرية والسياحية والعلاجية إضافة إلي ماتحويه من بترول وثروات معدنية بما يساعد علي خلق فرص عمل ضخمة لكثير من المصريين .
هذه هي مصر التي سعينا وخرجنا كي نمنحها وجها وقلبا جديداً يوم خمسة  وعشرين يناير، و هذه هي مصر التي لن نرضي عنها بديلا وطنا لنا و لأبنائنا و لمن يجيء من بعدهم.. لقاؤنا اليوم هو نتيجة مباشرة لنضال أجيال مختلفة متلاحقة ، أثبتت أن ثقافة المصريين هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يورث .. تلك هي قناعاتي .
و أنا أقف بينكم اليوم . اعلم أن المصريين صاروا أكثر عزماً وبصيرة من أي وقت مضي في اختيار من يمثلهم ولا يمثل عليهم. كان الدرس واضحاً والرسالة قاطعة . نصها ولونها واحد لا خلاف عليه.
وتتوالي علينا وعليكم الأصوات والألوان السياسية المختلفة ، لكن سيبقي منها فقط ما وعي الدرس السابق و استوعبه. من فهم ان ما سمي بالباطل انتخابات من قبل ، لن يكون أو يتكرر ..  من يدرك أن ترديد الألفاظ الرنانة دون ترجمة علي الأرض سيلقي مصير من أصبح اليوم سابقا غير مأسوف عليه..  لا أقف اليوم أمامكم وحدي ، بل استند إلي فكرة و مضمون أن الأبدي الوحيد هو الله سبحانه. وأن إرادة الشعوب هي صاحبة القول الأول والأخير.. وسط هذه المعطيات ، يكتب أي حزب سياسي شهادة انتحاره لو ظن انه قادر علي ممارسة لعبة خداع او شراء وقت - مهما اشتري تكون النهاية قاسية و علي مرأي العالم و مسامعه .
إن السعي اليوم لتكليفكم و اختياركم  ينبع من فهم الوفد لطبيعة العلاقة الصحيحة التي غابت عقودا طويلة.
ولا يسعي الوفد لتكليف مجموعة من المرشحين، بل هو تكليف لمؤسسة سياسية عريقة هي حزب الوفد بمهمة يلتزم بها و يطبقها. إن نجحنا ذكرنا الناس والتاريخ وكنا أوفياء للوعد ملتزمين بالعهد، وإن فشلنا عدنا للصفوف، بعد إزاحتنا وإصدار الناس حكمهم علينا وهذا ما نثق أنه لن يكون بإذن الله وعونه.
يتم ذلك وفقا للآليات والقواعد التي طالما حملها الوفد علي أكتافه، طبقها قبل أن يعظ بها.
هكذا مارس الوفد الديمقراطية الحقيقية، فلم يستبعد أو يقصي. كتب دستوره الخاص علي أساس المساواة والتساوي. وهكذا يقدم الوفد نفسه لمجتمعه المصري ، حارسا لقيم لا يختلف عليها جوهر دين . حريص علي تطبيق مبادئ العدل الاجتماعي الذي يعرف طريقه لبيوت الناس ولا يقتصر علي حديث أمام عدسات أو مؤتمرات .
مر علينا في الشهور القليلة الماضية الكثير من الصعاب . حاول البعض استثمارها وكأن شيئا لم يكن، وكأن شعبًا لم يثر. وبينما زايد البعض سياسيا ودينيا، كان الوفد يعمل علي جمع الشتات السياسي تحت مظلة حد أدني من الاتفاق علي ما لا يمكن الخلاف عليه: « مصر تسع كل المصريين».
واليوم لا نقف أمامكم متعهدين فقط باستمرارنا وفقا لهذا المبدأ، بل نقدم كذلك ما يجعل مصر تسع أيضاً أحلام المصريين جميعا.
لا نفعل ذلك إلا ضمن إطار شامل من الخطوات التي يمكن لكم كأصحاب قرار واختيار أن يكون لكم القول الفصل فيها.
نتعهد بها، ننتظر تكليفكم و نسعي له ، و نقف أمام مراجعتكم و حسابكم ملتزمين بالمحاسبة لما ننجح فيه أو نخفق .
(حما الله مصر وحما ثورتها المجيدة وحما شعبها الطيب الأبي ووقاه كل سوء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )

شاهد كلمة رئيس الوفد

http://www.youtube.com/watch?v=3dy2zFgE4bk

الشاعر الصغير( مصطفي الدغيمي )
علشان حقك وحقي ، وحق أخوكي اللي مات
، علشان عشق وطن ، يرجع تاريخ الأهرامات ،
مش هخبي لساني ..يرجع تاريخ أوطاني
دمي ده ولا نيلها ..معرفشي أوصف ألواني
رسمة اخويا هكملها ..دم الشهيد عنواني
صوت ينادي بحق .. عشان عاشق مدها
مش خايف من حد يوطي حسها
عيسي احتمي فيها ..ونبينا وصي بأهلها
ويوسف اتربي فيها ..وأنا عاشق مجدها
حكاية سعد بداها ..وفارس بيكملها
حكاية هلال وصليب ..حكاية عشق وطن ،
حكاية الوفد هي الحكاية من أولها