جرائم تليفزيونية بحق المسرح المصري!
لما عرضت مؤخرا مسرحية «الخديوي» التى صاغها شعرا الشاعر الكبير فاروق جويدة ولعبت بطولتها سميحة أيوب فنانة المسرح الأولى مع رهط من نجوم المسرح المصري، تساءل المشاهدون فى دهشة بالغة عن الأسباب التى ظلت شاشة التليفزيون المصرى تخفيها لكى لا تعرف المسرحية طريقها للعرض كل هذه السنوات الطويلة
منذ شهدت خشبة المسرح «الخديوي» منذ أنتجت!، لكن جماهير المشاهدين للمسرحية لم تطل بهم دهشتهم إزاء أسباب عدم عرض المسرحية على جمهور التليفزيون الأوسع نطاقا وعددا!، بل كثيرا ومرارا ما شاهد هذا الجمهور الكثير من الأعمال التى يعتبرها التليفزيون مسرحا وهى لا تمت بصلة لهذا الفن!، بل لا يجوز لنا أن نقول إن هذه الأعمال لا تكاد ترقى ولا يجوز أن تكون محل مقارنة مع مسرحية «الخديوي» التى فضل التليفزيون- أو الذين يقومون على أموره- أن تظل حبيسة شرائطها فى العلب التى أبقت على «سر» المسرحية المدفونة!، فقد اكتشف جمهور المشاهدين أنها مسرحية حملت الكثير من «الإسقاطات» التى قصدها شاعرها المجيد على علل وجرائم العهد الذى أسقطته ثورة 25 يناير!، وكان عرض المسرحية بعد الإفراج عنها مؤخرا وثيقة إدانة لإعلام استمر سنوات طويلة فى تضليل جمهور مشاهدى التليفزيون والشعب كله يعرض عليه كل ما هو تافه وغث!، ويحبس عن عيونه وعقوله كل ما هو مشبوه بأنه مفيد!.
وقد أثارت مسرحية «الخديوي» الكثير من شجون وأوجاع جعلتنى أتحسر على الكيفية التى جنى بها التليفزيون على المسرح المصري!، وفى ذلك عمد التليفزيون إلى أساليب إجرامية بوصف لا مبالغة فيه ولا تهويل!، فضلا عن الرقابة على المسرح التى ظلت تعرف إجراء المنع من المنبع!، أى لا تعرف مسرحية ما طريقها إلى العرض على خشبة المسرح، كثيرا ما كانت الرقابة تظل فى حالة مساومة للمؤلف والمخرج حتى يوافق على «شطب» ما لا تجيزه الرقابة حتى تعرف المسرحية طريقها للعرض!، حتى إذا استعصى المؤلف والمخرج على قبول «الشطب» كانت المسرحية تمنع حتى لو أنفق عليها مال تنوء به ميزانية المسرح المنتج!، ومن الأساليب الإجرامية للتليفزيون أنه كان ينقل المسرحية ويسجلها ثم يراها جديرة بالحفظ فى العلب حتى «تدفن» الشرائط!، هى موجودة ولكنها كأنها لم تولد!، وكم من أعمال كان لها ذات المصير الذى صادف «الخديوي»!، ولكن الأسلوب الذى كان أشد إجراما ألا يسجل التليفزيون المسرحية التى يثبت أنها تحمل آراء وأفكارًا تناهض أو تنتقد أى ممارسات للنظام والحكومة!، ومازلت أتذكر بحسرة بالغة كيف أن درة من درر المسرح المصرى