بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

مكلمخانة

الاعتقاد عندي - مازال ثابتاً حتي الآن - أن الذين يستعجلون التغيير الذي يؤدي إليه الانفجار الجماهيري هنا وهناك، وبين الحين والحين، لا يعرفون ربما أن هناك وجه شبه بين الانفجارات الجماهيرية الغاضبة مهما بلغت درجة حدتها أقرب إلي ما عرفته من دراساتي المسرحية أنها يجمعها وجه شبه بين البروفات التي يشهدها إنتاج أي مسرحية حتي تصل إلي ليلة البروفة النهائىة »الجنرال« التي يبدأ في اليوم التالي لها عرض المسرحية!، ولا يعرف أي مخرج متي يفرغ من البروفات اللازمة حتي يوم العرض علي الجمهور!، فهذا حسب ما تحتاجه المسرحية، ولا يغامر أي مخرج بأن يعرض مسرحيته بعد سلق »البروفات« اللازمة لذلك مهما طمأنه الممثلون وباقي الفنيين علي أن العرض قد أصبح جاهزاً للناس!، كذلك انفجارات الجماهير لا يمكن لأحد أن يتنبأ بنتائجها مهما ضاق البعض »ببروفاتها« التي طال وقتها حتي تصور البعض القلق أن المسرحية لن تشهد النور!، لكن سلسلة الانفجارات الجماهيرية قدرها محتوم - مهما طالت بروفاتها - بأنها لابد أن تنتهي إلي نهايتها المحتومة!، وإن جاء ذلك بعد »البروفات« المروعة التي شهدت الكثير من العنف الدموي والتخريب والدمار وحتي السلب والنهب عندما ينفلت الأمر من أيدي حكومة مركزية لا تستطيع حصار الناس!، ولا قمعهم بحيث تقع من جانب حكومتهم بعض الإجراءات المسكنة المهدئة التي

ترضي القطاعات الواسعة من الناس!، حتي إذا وعت الحكومة أنها يمكنها أن تثب علي الناس مرة أخري واثقة من استتباب الأمر لها وشراسة قواتها الأمنية والعسكرية!، هذا يؤجل »العرض النهائى« أو »وقوع التغيير«!، ولكنه أبداً لا يلغيه ولا يعرقله عن الوصول إلي ذروته الممنوحة!

 

وقد يتمني الكثيرون في أنحاء العالم العربي - علي تشابه أنظمته السياسية - وترنموا بحسبان أن واقعة تونس، والهروب الجبان لرأسها إلي حيث وجد المأوي قد أذن كل ذلك بانتقال عدواه إلي غير تونس من النظم المشابهة! وقد أدي هذا - فيما قرأت من تعليقات في صحفنا ووسائل إعلامنا - إلي شيء من خلط الأوراق، وكأن مصر هي تونس!، وكأن المغرب هو الجزائر!، قد يكون هناك بعض من أوجه التشابه، لكن هذه لا تجعل أنظمة العالم العربي مرشحة كلها لما وقع في تونس!، ولكن.. لا تتعجلوا أموركم!