المقدس والبشرى
هل يجوز انتقاد الذين يعملون بوظائف دينية؟ هل من يحتل وظيفة دينية مهما كان حجمها يعد رمزا دينيا؟ هل توجيه الانتقاد لهذه الرموز يعد تطاولا على الديانة؟ ماذا لو وجه الانتقاد للمؤسسة الدينية؟ هل الخطاب الديني الذي ينتجه بعض العلماء أو المجتهدين يعد جزءًا من الديانة؟ هل يأخذ صفة المقدس مثل النصوص الدينية؟ ماذا لو تم رده أو انتقاده؟
بداية يجب أن نتفق على الفرق بين الكتاب المقدس لأية ديانة والديانة نفسها، فليس القرآن هو كل الديانة الإسلامية، ولا الإسلام هو المصحف فقط، الديانة الإسلامية : القرآن والسنة والإجماع، هي عبادات ومعاملات، هي قرآن وسنة بين جماعة من المؤمنين خلال فترة زمنية، كما يجب أن نتفق أيضا على الفرق بين الديانة والمؤسسة الدينية، والديانة والفقيه أو المشتغل بعلوم الدين، ليست المسيحية هي الكنيسة فقط، ولا هي القساوسة والبطاركة، وليست المسيحية هى البابا، البابا يجيء بالانتخاب ويرحل بالموت، كذلك مؤسسة الأزهر أو دار الإفتاء أو وزارة الأوقاف ليست هي الديانة الإسلامية أو هي الإسلام، ولا شيخ الأزهر أو المفتى أو غيرهما من العلماء بالدين هم الإسلام، إذا اتفقنا على هذا نستطيع أن ننتقد دون حساسية المؤسسة الدينية، أو نلوم أو نرد أحد المشتغلين بها، أو نرفض إحدى الفتاوى أو التفاسير، ونستطيع بكل حرية أن نميز بين البشرى والمقدس ، وأن نفض الالتباس بين المشتغل بالديانة والديانة، فهو في النهاية ضمن الجزء البشرى من الديانة وليس ضمن المقدس، كما انه أيضا كشخص يمثل ذاته ولا يمثل المؤسسة الدينية ولا حتى الديانة ، فالديانة كما سبق وأشرنا هي المقدس والنبوي والبشرى خلال فترة زمنية، وبدون هذه المساحة الزمنية لا
[email protected]