أغلبية صامتة لكنها فاعلة
بدأ العزف على الربابة بأغنية الأغلبية الصامتة والتى سماها البعض بحزب الكنبة وأنها لا تدلى بدلوها فى الأحداث وأن عليها الحركة والتفاعل ولأن الإعلام مصاب بنفس المرض الذى أصاب النظام الفاسد وهو أنه الواد الفتك والآخرين متلقون عليهم الانصياع لآرائه والسير وراء أفكاره! المشكلة أن الإعلام حتى الآن
لا يتعامل إلا مع الخمسين نفراً إياهم ولا يستطيع التعامل بحرفية نشر الخبر والمعلومة أو الحديث المثمر المفيد وإنما أهم ما يجرى وراءه هو أن هناك رجلاً ما عض كلباً ما؟ عند ذلك نستطيع أن نتفهم لماذا فشل الإعلام المصرى من نقل الصورة بموضوعية وطرح المشكلة بحيادية ونقاش الحلول بعقلانية، إلا أن إضافة الغرور والغباء للكثير ممن يخرجون علينا زاعقين ناعقين بأنهم يريدون مشاركة الأغلبية الصامتة وتحرك حزب الكنبة المكتفين بالمشاهدة حسب رأيهم؟ وحقيقة الأمر أن الكثير منهم يحمل الكثير من التعالى علينا لأنه قرأ كتابين أو تفلسف فلسفتين أو رطن الإنجليزى بكلمتين، وهى عادة سخيفة يحملها أصحاب مرض التدنى المركب وهى عندما تضاف للأمراض السابق ذكرها وهى الفساد والغرور الإعلامى مع بعض الغباء يتحول الأمر إلى كارثة بجميع المقاييس وهو ما نعيشه فعلاً، إذن نحن علينا أن ندافع عن أنفسنا بأننا إيجابيون ولسنا سلبيين، كما يدعون لأننا لم نتحرك طبقاً لآرائهم السخيفة أو نثور لمجرد أنهم ثائرون وحسب؟ بالتأكيد حزب الكنبة (وأنا أعتبر نفسى منهم) هو الذى تحرك وأعطى لمظاهرة 25 يناير ذات الخمسين ألف فرد زخماً وقوة عندما نزلت جحافل حزب الكنبة فى 28 يناير تحمى الشوارع والممتلكات (بالتأكيد ليس الإعلام ولا الخمسون نفراً) وحزب الكنبة هو الذى نزل بعد 2 فبراير عندما اكتشف أن الرئيس السابق لم يكن صادقاً حينما وعد بنقل السلطة سلمياً وعمل تعديلات دستورية فى المواد المعيبة تأليف وصياغة رجاله الذين يشبهون كثيراً هؤلاء المتعنطزين علينا وحزب الكنبة (الأغليبة الصامتة) هى التى أكدت موقف القوات المسلحة لكى ينحاز إلى الشعب كاملاً ويرغم الرئيس على التنحى حينما وجد فى الميادين والشوارع ما يقارب 20 مليوناً ينادون بمحاكمة الرئيس وأعوانه وحزب الكنبة (الأغلبية الصامتة) هى التى نزلت بالملايين (18 مليوناً) لترسم الطريق الواجب السير فيه والذى نسير فيه فعلاً بعد أن أقام الإعلام والخمسون نفراً الدنيا ولم يقعدوها لأن نتيجة الاستفتاء جاءت بغير ما يشتهون وردوا علينا بما يعرفون من اتهامات
وعلى الله قصد السبيل يحيا الشعب المصرى حراً كريماً.