بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

انتخابات رئاسة تونس خلال شهرين

أجري‮ ‬القادة السياسيون في‮ ‬تونس أمس مشاورات حول الإصلاحات السياسية المطلوبة لإعادة الاستقرار الي‮ ‬البلاد‮ ‬عقب السقوط المفاجئ للرئيس زين العابدين بن علي‮ ‬بعد حكم دام‮ ‬23‮ ‬عاما‮. ‬اجتمع رئيس الوزراء المكلف محمد الغنوشي‮ ‬بعدد من الشخصيات المعروفة في‮ ‬البلاد لمناقشة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتنظيم انتخابات بإشراف دولي‮. ‬وأكد الرئيس المؤقت فؤاد المبزع ان جميع التونسيين بلا استثناء او حصر سيشاركون في‮ ‬العملية السياسية‮. ‬واضاف ان مصلحة البلاد العليا تتطلب حكومة ائتلاف وطني،‮ ‬بينما أعلن المجلس الدستوري‮ ‬ان انتخابات رئاسية ستنظم خلال شهرين‮. ‬وانتشر الجنود والدبابات حول العاصمة التونسية بعد عمليات نهب تعرضت لها محلات تجارية ومنازل وتخريب محطة القطارات الرئيسية التي‮ ‬اضرم فيها حريق‮. ‬وقد سمعت عيارات نارية مساء أمس الأول في‮ ‬شوارع العاصمة التي‮ ‬خلت من المارة وانتشرت فيها قوات الامن بكثافة للحد من اعمال الشغب‮. ‬وأكد مصطفي بن جعفر رئيس حزب التكتل الديموقراطي‮ ‬للعمل والحريات ان عددا كبيرا من الشخصيات وصلت الي قصر الحكومة،‮ ‬حيث تم استقبالهم كل علي حدة‮. ‬واوضح بن جعفر ان المشاورات تهدف الي وضع اسس عملية ديموقراطية وطي‮ ‬صفحة نظام فشل.واضاف ان الغنوشي‮ ‬اجتمع مع كل هذه الشخصيات للتفاهم بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق علي الشخصيات التي‮ ‬ستعمل لتجسيد هذه العملية للتوصل الي تنظيم انتخابات شفافة ربما تتم بإشراف دولي‮. ‬وأكدت صحيفة‮ "‬الواشنطن بوست‮" ‬الأمريكية أن الثورة التونسية عبارة عن جرس إنذار للحكام الاستبداديين في‮ ‬الشرق الأوسط‮. ‬وأضافت بقولها في‮ ‬مقال افتتاحي‮ ‬نشرته أمس إن الانتفاضة الشعبية التي‮ ‬أطاحت بالرئيس التونسي‮ ‬زين العابدين بن علي‮ ‬من السلطة كانت زلزالا ليس فقط في‮ ‬تونس،‮ ‬ولكن في‮ ‬العالم العربي‮ ‬بأكمله‮. ‬واكدت إن بن علي‮ ‬حكم تونس لمدة‮ ‬23‮ ‬عاما بنفس طريقة الرجل القوي‮ ‬الذي‮ ‬تحكم بها دول عربية اخري‮. ‬واضافت إن حتجاجات الشوارع التي‮ ‬أطاحت بالنظام التونسي‮ ‬هدمت أحد الأمور اليقينية في‮ ‬العالم العربي‮: ‬وهي‮ ‬أن الملوك والأمراء والرؤساء‮

‬غير معرضين لسلطة الشعب التي‮ ‬أنهت الديكتاتورية في‮ ‬آسيا وشرق أوروبا ومناطق أخري من العالم خلال‮ ‬3‭ ‬عقود.وقالت‮ :"‬ثورة الياسمين التونسية‮ ‬يجب أن تكون تحذيرا واضحا للقادة العرب،‮ ‬بأن رفضهم السماح بالمزيد من الفرص السياسية والاقتصادية خطير ولا‮ ‬يمكن استمراره‮". ‬وأشارت إلي أن الثورة التونسية تقدم دروسا عاجلة لإدارة الرئيس الأمريكي‮ ‬أوباما،‮ ‬التي‮ ‬قللت من أهمية الإصلاح في‮ ‬العالم العربي،‮ ‬وأخرست الدعم الأمريكي‮ ‬للديمقراطية وحقوق الإنسان‮. ‬

وختمت مقالها بقولها إنه‮ ‬يجب علي إدارة أوباما أن تبدأ حوارا جادا مع مصر حول ضرورة التغيير،‮ ‬وأكدت أن الوقت ليس متأخرا بالنسبة لمصر من أجل المزيد من الانفتاح السياسي‮ ‬والحرية لشبابها المحبط،‮ ‬وقالت‮: "‬ما لم‮ ‬يحدث ذلك فإن الشرق الأوسط‮ ‬يمكن أن‮ ‬يشهد اضطرابات أخري ستكون أكثر دمارا مما حدث في‮ ‬تونس‮". ‬وقالت وكالة رويترز للأنباء إن القادة العرب رفعوا شعار الصمت تجاه الثورة التونسية التي‮ ‬أطاحت بالرئيس التونسي‮ ‬بن علي‮. ‬وأضافت بقولها إن العواصم العربية التزمت الهدوء الي حد كبير بعد ان أذهلها‮ ‬،‮ ‬لدرجة الرعب،الانفجار المزلزل للاحتجاجات في‮ ‬تونس‮. ‬وأكدت أن الامر الذي‮ ‬سيقلق حكومات كثيرة في‮ ‬المنطقة هو ان الازمة كانت عفوية ولم تكن منظمة‮. ‬وأضافت بقولها إن الاحداث في‮ ‬تونس اظهرت خطر تأثير الكبت علي الشعوب والأنظمة الحاكمة علي حد سواء‮.‬