بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

تجميد‮ ‬700‮ ‬مليون جنيه في‮ ‬مشروع ربط سيناء والدلتا

مر عامان علي توقف كوبري‮ ‬الفردان وخط السكة الحديد ـ الإسماعيلية ـ بئر العبد،‮ ‬أضخم مشروع أقيم علي الممر الملاحي‮ ‬العالمي‮ ‬قناة السويس العالمي‮ ‬للربط بين قارتي‮ ‬أفريقيا وآسيا والربط بين سيناء والدلتا والوادي‮.‬

وتوقف المشروع الذي‮ ‬تعدت تكاليف إقامته‮ ‬700‮ ‬مليون جنيه‮. ‬وتحول الكوبري‮ ‬المعدني‮ ‬الضخم المتحرك لجثة هامدة،‮ ‬فتحت جانبيه علي طرفي‮ ‬ضفتي‮ ‬القناة الشرقية والغربية،‮ ‬فيما طمست معالم خط السكة الحديد بعدما استولت عصابات سرقة الحديد علي قضبانه التي‮ ‬حاولت ان تخترق صحراء سيناء،‮ ‬لتنقل‮ ‬يوميا المئات إيابا وذهابا لتعمير ارض الفيروز‮ . ‬

العشرات من طلبات الإحاطة والمناقشات التي‮ ‬أثيرت في‮ ‬مجلس الشعب من نواب المعارضة خلال الدورة السابقة للوقوف علي الأسباب الحقيقية وراء توقف المشروع العملاق‮.. ‬إلا ان المشروع الذي‮ ‬أقيمت المرحلة الأولي منه بات في‮ ‬طي‮ ‬النسيان‮!‬

وتؤكد التقارير الرسمية بطء حركة التنمية والاستثمار في‮ ‬سيناء وهروب المستثمرين منها بسبب الإجراءات الروتينية،‮ ‬وقلة محاور الاتصال المباشرة،‮ ‬للربط بين سيناء عبر قناة السويس وباقي‮ ‬محافظات الجمهورية‮.‬

ملايين الجنيهات‮ ‬أنفقتها الحكومة علي المرحلة الأولي للمشروع الذي‮ ‬بدأ بخط حديدي‮ ‬من الإسماعيلية حتي رفح‮ ‬يربطه بسيناء كوبري‮ ‬معدني‮ ‬متحرك‮ ‬يمر فوق قناة السويس،‮ ‬حيث بلغت تكاليف إنشاء المرحلة الأولي،‮ ‬والتي‮ ‬بدأت بخط السكة الحديد الإسماعيلية ـ بئر العبد700‮ ‬مليون جنيه منها‮ ‬380‭ ‬مليون جنيه تم صرفها علي إقامة‮ ‬كوبري‮ ‬الفردان للسكك الحديدية المتحرك والمار فوق قناة السويس‮.‬

وقبل عامين كان الخط الحديدي‮ ‬يبدأ من الإسماعيلية حتي القنطرة‮ ‬غرب ويعبر قناة السويس من خلال كوبري‮ ‬معدني‮ ‬متحرك بطول‮ ‬640‮ ‬مترا ثم‮ ‬يستكمل رحلته إلي مدينة بئر العبد مرورا بمحطة القنطرة شرق وجلبانة وبالبوظة ورمانة ونجيلة حتي بئر العبد بطول‮ ‬108‮ ‬كيلو مترات‮. ‬والمرحلة الأولي هي‮ ‬تمهيد لاستكمال المرحلة الثانية،‮ ‬والتي‮ ‬كانت تهدف بامتدادها حتي مدينة رفح أن‮ ‬يصل طول الخط‮ ‬225‮ ‬كيلو مترا‮. ‬وتضم13‮ ‬محطة للسكك الحديدية لخدمة التنمية الشاملة بسيناء والمشروع القومي‮ ‬لها حتي‮ ‬عام‮ ‬2017‭ ‬بتكاليف‮ ‬1‭.‬5‮ ‬مليار جنيه منها‮ ‬700‭ ‬مليون تكاليف المرحلة الأولي‮ ‬شاملة‮ ‬380‭ ‬مليون جنيه تكاليف كوبري‮ ‬الفردان للسكك الحديدية الذي‮ ‬انشئ للمرة الخامسة لتنمية سيناء وربطها بالوطن الأم والقضاء علي‮ ‬عزلتها‮.‬

وقال مصدر مسئول في‮ ‬هيئة السكة الحديد بالإسماعيلية ان قرارا صدر من وزير النقل بوقف عمل القطار في‮ ‬منتصف عام‮ ‬2008‮ ‬لعدم جدوي الخط في‮ ‬نقل الركاب‮.‬

وأضاف‮: ‬كان متوسط عدد الركاب للرحلة الوحيدة‮ ‬يوميا لا‮ ‬يتعدي عشرات الافراد مما استلزم معه وقف الخط الحديدي‮. ‬أما مواعيد القطار الوحيد الذي‮ ‬كان‮ ‬يخرج من الإسماعيلية فلم تكن مناسبة للطلبة ولا الموظفين وهما الفئة الأكبر المستقلة للسكك الحديدية،‮ ‬حيث موعد الرحلة الوحيد‮ ‬ينطلق من الإسماعيلية في‮ ‬التاسعة صباحا‮. ‬مما‮ ‬يعني‮ ‬ان الرحلة تستغرق أكثر من ساعة للوصول للقنطرة شرق‮.. ‬وبالتالي‮ ‬سيكون ذلك موعدا متأخرا للموظفين‮. ‬

فالواقع ان حركة النقل إلي سيناء أعلي في‮ ‬الفترة الصباحية وهذا لم‮ ‬يتحقق من الرحلة الوحيدة‮.‬

وقال ان الوصول لمحطة القنطرة شرق والتي‮ ‬تبعد عن المدينة بنحو‮ ‬10‮ ‬كيلو مترات تقريبا في‮ ‬قلب الصحراء‮ ‬يعد مرهقا،‮ ‬ومعاناة للاهالي،‮ ‬في‮

‬الوقت الذي‮ ‬تندر المواصلات الداخلية للربط بين المدينة والمحطة،‮ ‬لعدم اقبال الناس علي ركوب القطار‮. ‬واضاف ان المحطات مقامة علي تصميم مبهر‮.. ‬وانها مميزة في‮ ‬الشكل والعمارة لكنها خاوية من الركاب والموظفين‮.‬

وارجع المسئول الذي‮ ‬رفض نشر اسمه وقف الخط لفشل التخطيط الامثل له فالرحلة مرتبطة بموعد القوافل المارة بقناة السويس وكان محددا موعد فتح الكوبري‮ ‬المتحرك في‮ ‬العاشرة صباحا وموعد انطلاق القطار من محطة الاسماعيلية في‮ ‬التاسعة صباحا وهذه مواعيد الإقبال فيها ضعيف فهو ليس بموعد ذهاب او إياب للموظفين والعاملين بسيناء‮.‬

كما ان محطات الخط حتي بئر العبد كانت بعيدة عن التجمعات السكانية مما دفع المواطنين الي‮ ‬إسقاطه من حساباتهم كوسيلة نقل سهلة فالتخطيط لإقامة المحطات كان‮ ‬يعتمد علي التوسعات المستقبلية للمدن والقري بسيناء فتم تنفيذه بعيدا عن الكتل السكنية‮.‬

ويعد المشروع الضخم احياء لقطار الشرق القديم الذي‮ ‬كان‮ ‬ينطلق من القاهرة لاوروبا عبر فلسطين،‮ ‬وأقيم عام‮ ‬1914‮ ‬حيث كان هناك كوبري‮ ‬للسكك الحديدية بالقرب من المنطقة المشيد عليها الكوبري‮ ‬حاليا‮.‬

يقول صلاح الصايغ‮ ‬عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الوفد‮: ‬هناك أياد خفية لوقف المشروع قد تكون أسبابا أمنية واستراتيجية لم‮ ‬يفطن لها المخططون مسبقا‮.‬

وأكد الصايغ‮ ‬أن هناك سوء تخطيط من الحكومة في‮ ‬تنفيذ المشروع فكان لابد ان‮ ‬يتزامن تنفيذه مع خطط التنمية‮ ‬المستقبلية بسيناء وقال‮: ‬إن الواقع‮ ‬يؤكد أن الخط أنشئ،‮ ‬والكوبري‮ ‬أقيم في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬خلت فيه المنطقة من أي‮ ‬استثمارات ولم‮ ‬يكن هناك تنسيق مع خطة التوطين مما أدي لإحجام المواطنين عن استخدامه وفشل المشروع برمته‮.‬

وقال الصايغ‮ ‬إن الخط دخل الخدمة من‮ ‬8‮ ‬أعوام تقريبا وكان‮ ‬يشهد رحلتين‮ ‬يوميا من القنطرة شرق حتي بئر العبد مرورا بجلبانة ورمانة وبلوظة ونجيلة‮. ‬وكان‮ ‬يخدم قطاعا ليس بكبير من السكان في‮ ‬رحلته داخل سيناء‮ ‬يوميا‮.‬

ويرجع سبب ذلك لبعد المحطات عن التجمعات السكانية،‮ ‬حيث‮ ‬يستلزم وجود مواصلات داخلية للوصول للمدن مما‮ ‬يعني‮ ‬تحميل تكاليف زيادة علي الأهالي‮. ‬فاضطر عدد كبير من المواطنين للإحجام عن استقلاله كوسيلة مواصلات سهلة ورخيصة‮.‬