بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

‮"‬مبارك‮" ‬يريدها‮ "‬معارضة تحت الطلب‮"!‬

يعاني‮ ‬الحزب الوطني‮ ‬أزمة مزمنة في‮ ‬تحديد موقفه من المعارضة حركات وأحزاباً،‮ ‬تارة‮ ‬يتهكم عليها الرئيس وقيادات الحزب وأقطاب النظام،‮ ‬وتارة أخري‮ ‬يطلبون منها العون ويطالبونها بأن تعمل وتقوي‮.‬

في‮ ‬خطابه أمام مجلس الشعب في‮ ‬الجلسة الافتتاحية للدورة البرلمانية انتقد الرئيس التمثيل البرلماني‮ ‬للمعارضة والقوي‮ ‬السياسية علي‮ ‬خلفية انسحابها من الانتخابات،‮ ‬وهاجم فكرة البرلمان الموازي‮ ‬قائلاً‮ ‬علي‮ ‬أعضائه‮: »‬خليهم‮ ‬يتسلوا‮«. ‬
وفي‮ ‬مؤتمر الحزب الوطني‮ ‬الأخير حمل قادة الحزب بشدة علي‮ ‬أحزاب المعارضة،‮ ‬وبين اتهامها بالسلبية والخمول ورميها بالضعف والتباكي‮ ‬دارت خطابات جمال مبارك وأحمد عز وغيرهما‮.‬
فجأة تذكر الرئيس مبارك أن هناك دوراً‮ ‬وطنياً‮ ‬للمعارضة عليها أن تضطلع به،‮ ‬وطالب الأحزاب والقوي‮ ‬السياسية علي‮ ‬اختلافها بالدفاع عن الوطن وتبني‮ ‬مبادئ الوحدة الوطنية بعد كارثة كنيسة القديسين بالإسكندرية وكأن المعارضة المصرية الشريفة جهاز‮ ‬يستدعيه النظام بالريموت كنترول عندما‮ ‬يحتاجه،‮ ‬أو‮ ‬يضغط علي‮ ‬الوضع‮ »‬صامت‮« ‬فيحظر عليها الكلام والحركة‮.‬
عن هذا الموقف المضطرب من المعارضة‮ ‬يقول مصطفي‮ ‬بكري‮ ‬النائب السابق بمجلس الشعب،‮ ‬إن الرئيس مبارك أكد في‮ ‬أكثر من خطاب أهمية المعارضة‮ »‬بالنسبة للحياة السياسية في‮ ‬مصر،‮ ‬وإذا أردنا حياة حزبية حقيقية بدأت بفتح الطريق أمام الأحزاب بحيث تستطيع المشاركة في‮ ‬الحكم واحترام قيمة تداول السلطة وهذا لن‮ ‬يتم إلا بانتخابات حرة ونزيهة‮«.‬
ويضيف بكري‮: ‬كنت أتمني‮ ‬من الرئيس مبارك أن‮ ‬يفتح التقحيق في‮ ‬التجاوزات التي‮ ‬شهدتها الانتخابات البرلمانية وأدت إلي‮ ‬العصف بنواب المعارضة والمستقلين علي‮ ‬السواء خاصة وأن القوي‮ ‬السياسية التي‮ ‬انسحبت من الجولة الثانية في‮ ‬الانتخابات وفي‮ ‬مقدمتها الوفد كان انسحابها تعبيراً‮ ‬عن الغضب ورفضاً‮ ‬للتجاوزات،‮ ‬والرئيس مبارك‮ ‬يدرك أن المعارضة لازم أساسا من لوزام الحياة السياسية ولكننا في‮ ‬الوقت الراهن أمام حزب واحد حاكم‮ ‬يتحكم في‮ ‬البلاد والعباد،‮ ‬مضيفا ان مناشدة الرئيس للمعارضة بأن تلعب دورها في‮ ‬الدفاع عن وحدة الوطن بعد الحادث الأخير الذي‮ ‬استهدف كنيسة القديسين‮ ‬يجب أن‮ ‬يفتح الطريق أمام حقوق هذه الأحزاب في‮ ‬أن تمارس نشاطها بحرية وأن تضمن انتخابات نزيهة،‮ ‬وأن‮ ‬يكون لها تمثيل في‮ ‬الحكومة إذا ما حققت الأغلبية في‮ ‬البرلمان ولكن‮ ‬يؤسفني‮ ‬القول أن هناك طابوراً‮ ‬خامساً‮ ‬لا‮ ‬يريد للأحزاب أن تكون رقماً‮ ‬مهماً‮ ‬في‮ ‬المعادلة السياسية بل‮ ‬يريدها مجرد ديكور‮ ‬يزينون به وجه الحزب الحاكم الذي‮ ‬شاخ في‮ ‬السلطة دون أن‮ ‬يفسح للأحزاب حتي‮ ‬مجرد التمثيل الذي‮ ‬يعطيها وزناً‮ ‬حقيقياً‮ ‬يعكس وزنها الطبيعي‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮.‬
ويتابع النائب السابق‮: ‬في‮ ‬افتتاح الدورة البرلمانية لمجلسي‮ ‬الشعب والشوري‮ ‬قال الرئيس مبارك إنه كان‮ ‬يتمني‮ ‬للمعارضة تمثيلاً‮ ‬أقوي‮ ‬في‮ ‬البرلمان وأرجع أسباب الغياب الي‮ ‬الانسحاب والجدل السياسي‮ ‬الذي‮ ‬دار حول الانتخابات،‮ ‬والحقيقة ان الانسحاب كانت له أسبابه ومبرراته التي‮ ‬اتمني‮ ‬من الرئيس ان‮ ‬يستمع إليها من رؤساء الأحزاب السياسية أنفسهم ولذلك عندما تحدث الرئيس مبارك في‮ ‬المرة الثانية قال كلاماً‮ ‬مختلفاً‮ ‬عن المرة الأولي‮ ‬يدعو إلي‮ ‬المشاركة الحزبية في‮ ‬وقت تعرض فيه الوطن لأزمة خانقة،‮ ‬فلا‮ ‬يجب أن‮ ‬يتم استدعاء المعارضة في‮ ‬اللحظات الصعبة ويمارس ضدها القهر في‮ ‬لحظات أخري‮ ‬ويجب أن‮ ‬يكون الموقف محدداً‮ ‬فإما
أن‮ ‬يحترم النظام السياسي‮ ‬المعارضة ويدرك أهميتها وهنا‮ ‬يجب أن‮ ‬يوفر النظام للمعارضة الضمانات الكفيلة لتحقيق مطالبها المشروعة وإما ان النظام‮ ‬يري‮ ‬في‮ ‬المعارضة مجرد مسحوق‮ ‬يجمل به وجهه أمام الرأي‮ ‬العام العالمي‮ ‬والجماهير في‮ ‬الداخل وهنا‮ ‬يكون الأمر مختلف ويؤكد النظام ان المعارضة بالنسبة له هامشية‮ ‬يستدعيها وقتما‮ ‬يشاء ويلفظها وقتما‮ ‬يشاء‮.‬
سعد عبود النائب السابق بمجلس الشعب أكد علي‮ ‬المعني‮ ‬ذاته،‮ ‬قائلاً‮: ‬تعودنا من الرئيس مبارك علي‮ ‬ذلك ففي‮ ‬أحداث الأمن المركزي‮ ‬جمع المعارضة علي‮ ‬وجه السرعة وتودد إليها،‮ ‬ولما تبين له أن هذه الأحداث ليس وراءها مخطط ضخم وإنما هي‮ ‬مجرد انتفاضة لحظية،‮ ‬أبعد هذه المعارضة وبعد سنوات طويلة من هذه الواقعة استولي‮ ‬الحزب الحاكم علي‮ ‬السلطة التشريعية وظن أن الأمر قد استتب له فأشار الرئيس مبارك للمعارضة بتهكم‮ »‬خليهم‮ ‬يتسلوا‮«‬،‮ ‬وبعد أن وقع الحادث الأليم وهز كيان الحكم الحقيقي‮ ‬فوجئنا بأن الرئيس‮ ‬يستميل كل القوي‮ ‬السياسية التي‮ ‬كانت محل إقصاء من أيام عديدة وهذا هو دأبهم وشأنهم الذي‮ ‬تعودناه منهم ومواقفنا ثابتة وأن ما حدث‮ ‬يجعل الشعب المصري‮ ‬بمختلف طوائفه عليهم أن‮ ‬يواجهوا هذا النظام الذي‮ ‬أوصلنا إلي‮ ‬مجهول لا ندري‮ ‬عواقبه نتيجة السياسات الخاطئة للنظام الحاكم وفقد الشرعية واتباع سياسة القمع وهذا شأن الأنظمة الشمولية،‮ ‬وهذه المرة استعان الرئيس بالمعارضة وهذا شأن الأنظمة الديكتاتورية التي‮ ‬لا‮ ‬يرد عليها إلا‮ ‬غضب الشعوب‮.‬
وأضاف‮ »‬عبود‮« ‬أن الرئيس مبارك‮ ‬يعتبر المعارضة مجرد قطيع‮ ‬يستدعينا وقتما‮ ‬يشاء ويقول لنا انصرفوا إذا أراد لنا الانصراف ودليله في‮ ‬ذلك الاعتداء علي‮ ‬إرادة الشعب بالتزوير الذي‮ ‬حدث في‮ ‬الانتخابات الأخيرة‮.‬
بينما قال النائب الوفدي‮ ‬السابق علاء عبدالمنعم‮: ‬إذا كان الرئيس‮ ‬يناشد القوي‮ ‬السياسية والمعارضة ان تتكاتف مع الحكومة في‮ ‬مكافحة الإرهاب‮ ‬يجب عليه ان‮ ‬يحترمها في‮ ‬الانتخابات واتخاذ القرار السياسي‮ ‬ولكنه‮ ‬يعتبرها دمية‮ ‬يحركها كيف‮ ‬يشاء،‮ ‬وهو ما‮ ‬يحدث بصورة أصغر مع المواطن،‮ ‬إذ تتقرب إليه الشرطة وتعامله برفق إذا كانت تريد منه معلومة ما،‮ ‬وبمجرد ان تحصل علي‮ ‬هذه المعلومة تهمله وتتجاهله‮!‬