بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الفتنة العسكرية

اتعجب و أتألم كثيراً عندما يتحدث البعض عن الفتنة الطائفية و أتعجب و أتألم اكثر عندما يتحدث البعض الاخر عن الوحده الوطنية خاصة فيما يخص " مذبحة ماسبيرو الوحشية  " فلا يوجد فتنة طائفية بدون وجود طرفين متضادين , و الطرفين هنا هما قوات الجيش من ناحية و مواطنين مصريين يطالبون بحقوقهم من ناحية اخري ، فأين المسلمون كطرف و المسيحيون كطرف مضاد في هذا المشهد !!؟؟   -

انا هنا لا اهاجم اي طرف لاني حتي الان لا استطيع فهم المشهد فلا يوجد طرف مستفيد مما حدث و في نفس الوقت لة القدرة علي تحريك قوات جيش و شرطة ضد مواطنين مصريين و بحق لا افهم ....

أي شيطان رجيم اقنع من يقود المدرعة و هو انسان و مصري و اقسم علي ان يحمي مصر واهلها ان يقتل انسانا مصريا مثل هذة القتلة البشعه؟

و اي شيطان ملعون اقنع جرائد و قنوات هي ملك للمصريين ان تروج للفتنة بين المصريين و تحرضهم علي قتل بعضهم بعضاً !!!؟؟؟؟

لا استطيع ان اجد اجابة واحده واضحة و مقنعه

و السؤال الاهم هنا , كيف اقتنع المصريين بأكذوبة الفتنة الطائفية فتجد من يهاجم و تجد من يدافع بلا عقل و لا منطق؟.

يجب ان نكون صرحاء مع انفسنا , ان تربيتا خاطئة ... لقد تربينا علي الفرقة و عدم احترام الاخر و ايضا تربينا علي تصديق اي خرافات ما دامت صبغت بصبغة الدين او الطائفية و تربينا ايضاً علي ان نغلق عقولنا و اذاننا عن الحق لانة ليس الحق الذي في اذهاننا,

واتحدث هنا بصفتي مسلم فاتذكر ما تربيت علية في صغري باعتقادي صفات لا يليق ذكرها عن المسيحيين كافة و كنت اصدقها تماماً حتي اني عندما كنت اضطر للسلام علي مسيحي كنت لا المس شيئأ حتي اغسل يدي ( اعتذر عن التعبير ) ثم ادركت مع رؤيتي للتفاصيل ان كل ما اعتقدة في هذا الشأن خرافات ألفها عقل مريض بكراهية الاخر و انا صدقتها لحداثة سني و لحبي لديني بدون وعي و انا متأكد ان كثير من المسيحيين كان لديهم خرافات مشابهه عن المسلمين,

و اذكر محاضرة رائعة للدكتور فاضل سليمان باسم " عيش و ملح " تعبر عن النظرة الصحيحه للامور, يشرح فيها الهوية المصرية و مدي الاختلاف بين المسلمين و المسيحيين في مصر و يذكر ان ....

-           دين الاسلام و دين المسيحية بينهما 25% مساحة مشتركة علي الاقل ( سيدنا عيسي ابن مريم و الانبياء و عبادة الله الذي في السماء, .... الخ ).

-           اللغة العربية هي لغه المسلم و المسيحي في مصر و حتي انه يوجد شعراء مسيحيين عرب من قبل ظهور الاسلام

-           لا تستطيع ان تتعرف علي المصري ان كان مسلم او مسيحي من شكلة او هيئتة او لكنتة و احيانا كثيرة من اسمة " ايهاب محيي كامل المنياوي " علي سبيل المثال, نأكل نفس الاكل

و لنا نفس الاعياد اذاً فالعادات و التقاليد واحده

-           الانتماء الجغرافي او الرياضي او المهني او..... الخ واحده لا فرق فيه بين مسلم و مسيحي

-           التراث المصري يثبت ان اهلها الاصليين هم الاقباط , و قبطي معناها مصري فقبل دخول العرب إلى مصر كانت كلمة "قبط" تدل على أهل مصر دون أن يكون للمعتقد الديني أثر على ذلك الاستخدام  و مسلمي مصر الغالبية العظمي منهم اصلهم اقباط و الفرق بين دخول المسيحية لمصر و دخول الاسلام حوالي خمسمائة سنة من اصل الفين سنة هو كل عمر المسيحية و هذا معناه حوالي الف و خمسمائة سنة اندماج بين المسيحية و الاسلام في مصر.

و هذا معناه ان المصريين لديهم مقومات اندماج اكثر من 80% مما ينفي وجود طرفيين في مصر بل هو طرف واحد مصري.

و بالفعل في تعاملاتنا اليومية لا فرق بين مصري و مصري الا عند اضافة رجال السلطة او رجال الاعلام او رجال الدين ( المحسوبين علي الدين و الدين منهم براء )  الي المشهد فنري ما نري من فتنة كاذبة محاكة بليل.

فنجد تصريحات مضللة و احداث غير منطقية و ابراز لما يفرق الامة , و ذكر الفاظ عنصرية في حق كل مصري مثل    " اقليات " و " وحده وطنية " او " قطبي الامة " و التي تعمل عمل البنزين علي النار

لن يسفيد احد من قتل المصريين بهذة البشاعه , لن يستفيد احد من انقسام المصريين , لن يستفيد احد من افشال ثورة مصر الشعبية العظيمة

و ليحذر من يلعب بنار الفتنة لانها اكبر منه و لسوف تحرقة قبل ان يصل إلي هدفة

فيما يختص بمصر كلنا مصريون و و فيما يختص بالعقيده و الدين فهي بين العبد و ربة و فيما يختص بالفتنة فاتحدي اي انسان ان يجد عناصر حقيقية لهذة الفتنة المزعومة و المدعومة من جهات يعلمها الله

حفظ الله مصر و شعبها بتوحدهم تحت رايتها.