بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الدين محرقة المصريين!

قبل ان تستمطروا اللعنات على كاتب هذه السطور.. وتنهالوا عليه بالدعاء بالموت و«البلاوى الزرقا» المحفورة فى ذاكرة أهل التطرف..

أرجوكم أعطونا الفرصة لكى نتحدث ونتحاور.. قبل ان يسبق السيف العزل.. وقبل أن تمر ثلاثون عاما جديدة.. حتى يصدر اعتذار عن جريمة كجريمة اغتيال السادات على أيدى الجماعة الإسلامية - والتى كرت بعدها السبحة.. فقتل د/ رفعت المحجوب ثم د/ فرج فودة وكاد نجيب محفوظ يلحق بهم(ولاننسى الشيخ الذهبى الذى سبقهم جميعا فقد صرعوه عام 1977), كما قتل  مواطنون ورجال شرطة.. وعشرات السياح.. فى حوادث  أخرى بدوافع مشابهة.
-  لقد غلفوا عملية قتل السادات بفتاوى دينية, واستوجدوا لها انذاك اسانيد وحججا وذرائع فقهية عديدة جعلت من مشهد موته المأساوى عملا –ان لم يكن مرفوضا- امرا يمكن قبوله.. بل ربما عملا بطوليا فى نظر قطاع عريض من الجماهير.
-الجماعة التى قتلت السادات –والمحجوب وفودة وغيرهم- كان لديها إذن اسانيد دينية وفقهية استندت إليها لارتكاب جرائمهم واغتيالاتهم, وبداية نقرر ان قرار «الإعدام» الذى تصدره «محكمة هذه الجماعات هو المشكلة.. ففى الدولة المدنية يعيش عبود الزمر فى السجن ويخرج بعد ثلاثين عاما.. وبعد نفس المدة يخرج علينا صفوت عبد الغنى معتذرا عن قتله.. وانه لو عاد الزمان الى الوراء لمنع اغتياله بكل قوه.!! لكن فى الدولة الدينية يذبح المتظاهرون ضابط الجيش أو الشرطة العسكرية دون اكتراث به.. فربما كان من نفس ديانته مثلا!!
- اليس الدين –هكذا- مقتل الجميع؟! اليس مقتل الناس فى التطبيق البشرى لنصوص الدين وقوانينه؟ الم يكن القاتلون للسادات وغيره متيقنين من أنهم سينالون الشهادة لأنهم انتصروا لدين الله كما فهموه, وقتلوا الحاكم الظالم الديكتاتور - وبالمناسبة انا عقليا ووجدانيا ضد السادات.. لا أحبه وأرفض اسلوبه فى الحكم, وسياساته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, ومازلت ارى ان سياساته هى التى خذلت الحرب واضعفت نصرنا العظيم ولكن تلك قصة أخرى- ألم يكونوا متأكدين من صدق عقيدتهم وسلامة موقفهم ومن نبل غايتهم وحسن خاتمتهم.. فماذا الآن.. والسؤال ليس لهم وحدهم وانما للجميع ؟! لكن العجيب والغريب انهم خرجوا من السجون ليرهبونا بلحاهم الكثيفة وباعدادهم المليونية.. واستعراضهم للقوة فى ميدان التحرير.. يوم الجمعة اياها.. ليذكرونا ايضا بنظرائهم على الجانب الآخر.. من الاقباط الراغبين فى استعراض مماثل للقوة.. ومشتاقين هم أيضاً لإعلاء كلمة الصليب.. فما دام السلفيون ارادوها مليونية للدين الاسلامى فلم لايخرجون هم للدين المسيحى؟
-الدين مقتل الشعوب.. كان افيون الشعوب المقهورة زمن الثورة البلشفية 1917.. والتسمية كانت لـ «لينين» وكان القصد منها البحث عن حقوق الناس فى الدنيا لا انتظار الثواب فى

الآخرة.. وهكذا كان الناس يمارسون صراعا سياسيا.. من أجل العدالة الاجتماعية.. لكن الدين عاد الآن بقوة ليكون محور حياة الملايين.. مسلمين ومسيحيين.. لست ارفض ذلك ولا ادعو لشىء فى هذا السياق, ولايجرؤ أحد على ذلك ,لكن الذى ادعو اليه الا نقتل بعضنا بعضا باسم الدين, لأننا قد نحتاج الى اعتذار عن هذا القتل بعد ثلاثين عاما, وساعتها سنكون فى مكان آخر لايجدى معه الاعتذار.. لست ملحدا ولاكافرا.. والمد الثورى الشيوعى انتهى من حياتى بانتمائى الصحفى, وبقى خيالى السياسى يرنو نحو حلم تطبيق العدل الاجتماعى, كمابقى تقديرى للفكر الناصرى, لكن الذى أدعو إليه هو أن نتذكر الحكمة الذهبية  القائلة: اعط مالله لله وما لقيصر لقيصر.. وهى التى أنقذت العالم المتحضر من لعنة الدين.. عفوا لعنة التدين.. حسب الفهم.. وحسب الهوى.. وحسب المزاج.. وحسب الفكر الذى يدفع –المتطرفين-  للقتل أمس والاعتذار عن ذلك فى الغد.. باعتبار ذللك متاحا.. انا أجل الدين كملايين المسلمين والمسيحيين.. وأستطيع ان أرى جلاله وجماله واستطيع ان اتلمس مكنون دعوته للحرية والعدالة والتواصل الانسانى والاجتماعى.. استطيع ان ارى فيه السماحة التى يحضنا عليها الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم ,وفى تعاليم السيد المسيح والواردة فى الإنجيل.. واعتبر كل التعاليم «ضى قناديل» تهدى وتنير طريقنا نحو الوطن.. استطيع.. ويعرف كل الرفاق محبتى لاشقائى المسييحيين.. ورفضى للمتطرفين والمرهبين الدينيين على الجانبين.لكن الدين الآن محرقة المصريين.. فليطفئه الناس ليحيا الوطن!
-الدين قتل وأحرق الملايين فى أوروبا فى العصور الوسطى.. ومزق لبنان ويساهم  فى تمزيق العراق الآن فلا تدعوه يمزق مصر.. فلا كثرة الكنائس دليل عبادة ولا قلة المساجد تعبير عن نقص الإيمان وزوال الغلبة! ولله الأمر من قبل ومن بعد.