بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

العاطلون‮... ‬قنابل موقوتة

زادت معدلات العنف والجرائم في الفترة الأخيرة التي يرتكبها عاطلون،‮ ‬وكان آخرها حادث كنيسة القديسين الذي كشفت التحقيقات الأولية أن مرتكبها شخص عاطل ومتغيب عن منزله منذ أكثر من عام ويتراوح عمره بين‮ ‬23‮ ‬و25‮ ‬عاماً‮.‬ والخطير هو ما أشارت إليه بعض الإحصائيات من أن عدد العاطلين في مصر يتراوح بين‮ ‬10‮ ‬إلي‮ ‬15‮ ‬مليون عاطل،‮ ‬في حين أن الحكومة تقلل من حجم المشكلة وتدعي أن عددهم لا يزيد علي‮ ‬2‭.‬2‮ ‬مليون شاب فقط‮.‬

هؤلاء الشباب ليس لهم مصدر دخل،‮ ‬ولا أمل في الحياة،‮ ‬فقدوا الولاء للوطن الذي فشل حتي في توفير أبسط سبل العيش لهم،‮ ‬يمثلون قنابل موقوتة في كل بيت وفي كل مكان،‮ ‬قد تنفجر في أي وقت،‮ ‬وقد تتكرر أحداث ثورات الجياع التي وقعت في تونس والجزائر مؤخراً‮ ‬ومن قبلها في دول أخري دفعت ثمن تخليها عن شبابها،‮ ‬وتركهم فريسة لغول البطالة‮.‬

هؤلاء العاطلون لا يجدون لهم مأوي سوي المقاهي والشوارع،‮ ‬بعضهم علي استعداد لفعل أي شيء مهما كان ليحصل علي مبلغ‮ ‬ولو قليل ليشعر بكيانه‮.‬

علي أحد المقاهي،‮ ‬التقينا ببعض الشباب وخريجي الجامعات،‮ ‬البعض منهم كان يجلس مهموماً‮ ‬وكأنه يحمل كل مشاكل الدنيا فوق رأسه،‮ ‬اقتربنا من‮ »‬أسامة‮« ‬وسألناه عن حاله فأجابنا بقوله‮: ‬إنني خريج كلية الزراعة منذ حوالي‮ ‬4‮

‬سنوات،‮ ‬ولا أجد عملاً،‮ ‬حيث يبدو أن وعود الحكومة كالزبدة وإذا صدقت في إعطاء الشباب الأراضي لاستصلاحها،‮ ‬فهي تفاجئنا بعد ذلك بمعوقات تحول دون استكمالنا لهذا المشروع ونجد أنفسنا مضطرين أن ننفق من جيوبنا علي المشروع أو نستدين من البنوك ونصبح مهددين بالسجن،‮ ‬ومن هنا كان جلوسي علي المقهي بعد أن فقدت الأمل في أن أصبح منتجاً‮ ‬في المجتمع،‮ ‬ويشاركه الرأي صديقه‮ »‬وليد‮«‬،‮ ‬خريج كلية الآداب،‮ ‬فهو يقول‮: ‬يبدو أن تخصصي‮ ‬غير معترف به في سوق العمل،‮ ‬فقد تخرجت أيضاً‮ ‬منذ حوالي‮ ‬5‮ ‬سنوات،‮ ‬أصابني الاكتئاب نتيجة عدم العثور علي فرصة عمل مناسبة فالأمر يتطلب واسطة،‮ ‬لذا كان مصيري مثل آلاف العاطلين الذين لا يعلمون كيف سيكون مصيرهم،‮ ‬هذا هو الواقع الأليم الذي يعيشه هؤلاء الشباب الذين تم إهدار طاقاتهم وتحولوا إلي قنابل موقوتة تهدد أمن وسلامة المجتمع‮.‬