عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون نفاق

تناولت فى الأسبوع الماضى – فى الجزء الأول من الموضوع – التدهور الشديد الذى تعانى منه منطقة غرب النوبارية الشاسعة، بعد أن كانت درة مشرقة على صدر مصر فى الماضي غير البعيد.. وتناولت بقدر من الإسهاب الإهمال والفساد الذى آلت إليه الأمور فى نواحي الأمن والري والطرق والنظافة وحماية أملاك الدولة وغيرها من النواحى التي تمس حياة المواطنين ومصالح العاملين والمستثمرين فى منطقة غرب النوبارية.

والآن، وبعد أن اكتملت عناصر الدولة المصرية الجديدة من رئيس منتخب ودستور ومجلس نيابي، وبعد أن استعادت الدولة هيبتها من جديد، فلقد أصبح لزاماً على الدولة أن توقف هذا التدهور وأن تعكس الوضع المتردي الحالي بخطوات جادة وجريئة للإصلاح وتحسين الأوضاع.. على وزارة الداخلية زيادة الاهتمام بالمنطقة من خلال مضاعفة أعداد الضباط والأفراد ونقاط الشرطة – حوالى خمس نقاط في مساحة تبلغ ثلاثة أضعاف القاهرة - كما يجب على الضباط قضاء الجانب الأكبر من عملهم في دوريات تجوب المنطقة نهاراً وليلاً وعدم ترك العمل الشرطي على الأرض في أيدى الأمناء والمخبرين - وما أدراك بهم - كما يحدث حالياً.

نفس القول ينسحب على مديري الإدارات والمصالح الحكومية المختلفة في الزراعة والري والطرق والكهرباء ومياه الشرب والتعليم والصحة وغيرها، فبدلاً من التزويغ والغياب المنظم المدارى عليه - بنظام شيلنى وأشّيلك - فعلى كل هؤلاء النزول إلى أرض العمل والمرور بانتظام يومي على أعمال المرافق والمصالح المسئولين عنها، وضبط كل تقصير أو فساد أو مخالفات، بدلاً من القعود في بيوتهم أو مكاتبهم تاركين العمل كله للموظفين والعمال الفنيين الذين أطمأنوا إلى غياب أي رقابة من جانب رؤسائهم، فأصبح لمعظمهم سبوباته وهيلمانه  فى مجتمع تسوده بساطة وضعف حال أهل الريف بصفة عامة.

أما بالنسبة للحالة المتردية لشبكة الطرق فى المنطقة التى تعتبر شرايين الحياة  فيها، فإن الحلول البسيطة المتمثلة فى الصيانة وإصلاح المطبات والكسور هى أفضل الحلول، حيث لا تستغرق زمناً طويلاً، كما أنها لا تتكلف المبالغ الطائلة التى تتكلفها أعادة رصف أى طريق من جديد، الذى يكون عادة فى غير حاجة إلى رصف كامل إلا لمصلحة أصحاب السبوبات من الفاسدين الذين كلما زادت تكلفة الأعمال ازدادوا ثراء.. أيضاً فعلى نواب محافظة البحيرة المحترمين القيام بزيارات دورية لمنطقة النوبارية لأنها هى نطاق التوسع الوحيد لكل دوائرهم فى المراكز الأخرى، بل أن نفس المنطق ينطبق على نواب المحافظات المجاورة، وبالتالي فإن لهم ولأهالى دوائرهم مصالح مباشرة فى ازدهار منطقة غرب النوبارية وتحسن أوضاعها وتنميتها.

أدعو الله أن يستجيب المخلصون من أبناء مصر لهذا النداء للإصلاح حتى تعود منطقة غرب النوبارية، ومن ورائها كل مصر المحروسة إلى أفضل حال، إقليماً فاعلاً ومنتجاً ومساهماً في اقتصاد الوطن ورفعته.