رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

كل الحكام تقريباً.. يبدأون تاريخهم وطنيون.. مسالمون.. مثاليون.. ديمقراطيون.. ومحبون لشعوبهم.. يبالغون فى إرضائهم.. ويتفانون فى خدمتهم.. ويتفننون فى كسب ودهم وتأييدهم.. ونيل ثقتهم.. قليلون منهم لا يتغيرون ولا تتبدل أحوالهم بتأثير الزمن.. وكثيرون ينتهى بهم الحال الى الديكتاتورية والاستبداد والطغيان.. وينقلبون الى حكم شعوبهم بالحديد والنار.. لماذا؟ لأن الشعوب هى التى تصنع طبائع حكامها.. وبقدر ما نكون أحراراً أو طواغيت.. يكون سلاطيننا.

< واقرأوا="">

نحن الذين نفرط فى حريتنا.. ونفقدها.. عندما نسىء فهمها.. ونهدر قيمتها.. ولا نفرق بين ممارستها وبين السقوط فى مستنقعات الفوضى والهمجية والسباب واللعان والتخوين والعنف والإرهاب.. ولا نحترم حقوق الآخرين واختياراتهم وأفكارهم ومعتقداتهم.. وبالتالى لا نلومن إلا أنفسنا إذا لم يعبأ الحكام بحقنا فى الحرية.

< عندما="" نكره="">

وتأسرنا السلبية.. فتنزوى الكفاءات.. وتتوارى الخبرات.. ويفضل أصحابها «الفرجة».. هرباً من المساءلة.. وخوفاً من الوقوع فى الخطأ.. واعتماداً على أن هناك من سيتحمل تبعات اتخاذ القرار نيابة عنا.. بينما نحن قاعدون فوق «كنباتنا».. مشغولون بأنفسنا.. كم سنكسب؟ وماذا وكيف سنأخذ؟.. دون أن يؤرقنا ضميرنا ويسألنا: ماذا أعطينا؟ ولمن؟ عند ذلك.. من سيملأ هذا الفراغ الذى تركناه خلف ظهورنا فى مواقع المسئولية والعمل.. غير الفاسد والفاشل واللص الذى يحمى وجوده واستمراره بأسوار من الديكتاتورية والفساد والطغيان؟!

< وإذا="" كنا="" نجهل="" ثقافة="">

فنتوهم أننا وحدنا على حق.. وغيرنا على الباطل.. وأننا نحتكر العلم والمعرفة والوعي.. والكمال.. والآخرون فى جهل وضلال وبهتان.. ونقصان.. فنصادر على أفكارهم وآرائهم.. ونحرمهم من حق انتقادنا أو مساءلتنا.. أو حتى من حرية الإفصاح عن أسباب وعلات وحيثيات ومبررات ما يخالفوننا فيه.. هنا نصدر رسالة لحكامنا بأننا أيضًا مستبدون.. وجديرون بحكم الاستبداد.

< ومادام="">

من يقدسون ويعيشون فى معابد طواغيت سابقين.. حكمونا وقادونا بالقوة والجبروت والعصا والكرباج.. ومع ذلك يتفاخر هؤلاء بالانتساب لهم ويتباهون بإنجازاتهم.. ويتعامون عن جرائمهم وخطاياهم وآثامهم.. وهزائمهم ونكساتهم.. بل ويحمون تاريخهم المستبد الاجرامي.. ويختلقون له الدوافع والمبررات.. وينسجون حولهم أساطير من الوهم والكذب والزيف والتضليل.. ثم يحاولون استنساخ هؤلاء الطواغيت.. بإيهام من يخلفهم من حكام بأنهم على الدرب سائرون.. فهل يعنى ذلك إلا أننا من نصنع جلادينا بأيدينا؟!