رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رسالة حب

منذ ساعات قليلة سيطرت القوات الموالية للشرعية في اليمن علي القاعدة البحرية ومقر القيادة العسكرية الرابعة ومقر الأمن السياسي ومبني الإذاعة والتليفزيون في عدن.. ومن هنا يبدأ الطريق إلي صنعاء.. طريق تحرير اليمن الجريح المختطف من قبل عصابة إجرامية. مشهد الآليات العسكرية التابعة للرئيس هادي منصور وهي تتجول في شوارع عدن وتضرب آخر مواقع الحوثيين وحلفائهم يثلج الصدور ويريح القلوب التي احترقت من مشاهد اجتياح المجرمين للعاصمة.. إجرام الحوثيين وميليشيات صالح لم يكن له مثيل.. لم يراعوا القيم الإنسانية التي تحافظ عليها الجيوش في الحروب، ولم يكن عندهم أي أخلاق سواء عند الاجتياح أو بعده ذلك الاجتياح الذي تم بخيانة واضحة وتأييد دولي تقوده الولايات المتحدة.. كانوا عصابات إجرامية.. اقتحموا البيوت وقتلوا الأطفال والنساء العزل.. غلبت عليهم شهوة الانتقام الأعمي.. طاردوا اليمنيين السنة في مشهد لم يفعله إلا النازيون والصهاينة. 

لم يكن سقوط عدن أمرا يسيرا علي الحوثيين.. ولكن كان بمثابة ضربة موجعة تحمل عدة رسائل أولاها أن عاصفة الحزم انطلقت في إطار تخطيط استراتيجي محكم ولم تكن مجرد عملية عسكرية أو طلعات عابرة أو معركة جوية وتنتهي. 

عندما أطلق الملك سلمان عاصفة الحزم تعددت السيناريوهات وتصاعدت المخاوف ليس بسبب العاصفة في حد ذاتها ولكن بسبب توقعات ما بعد العاصفة.. تباري المحللون والمراقبون في الرد علي السؤال المحير ماذا بعد العاصفة؟ وغلب طبع التشاؤم علي معظم التحليلات ولم يكن هذا من باب المبالغة ولكنه كان مبنياً علي حقائق واضحة. 

تساءلنا جميعاً..  ماذا بعد العاصفة؟ هل سيدخل الملك سلمان حرباً برية بعد الضربات الجوية؟ وما هي نتيجة هذه الحرب؟ هل ستنتصر السعودية وحلفاؤها.. أم ستكون الحرب مستنقعاً يصعب الخروج منه.. تجربة حرب اليمن التي تورطت فيها مصر في الماضي كانت حاضرة بالقوة، والتركيبة الداخلية الصعبة لليمن كانت في الحسبان، والموقف السعودي أيام الملك السابق يزيد الأمر تعقيداً.. والأمر الآخر بأي قوات تدخل السعودية الحرب خاصة بعد رفض البرلمان الباكستاني إرسال جنود خارج حدود الأراضي الباكستانية.. والأهم من سيتحمل فاتورة الحرب البرية وهي فاتورة باهظة التكاليف خاصة إذا أخذنا في الحسبان الوضع الاقتصادي الحالي لدول الخليج والذي تأثر بالانخفاض الكبير في أسعار البترول.. من يتحمل فاتورة الحرب إذا كانت الموازنة السعودية تتجه لتحقيق عجز يعد الأول منذ  5سنوات، وكذلك الموازنة الكويتية التي تتجه لتحقيق عجز يعد الأول منذ 15عاما؟ 

لم يرد الملك سلمان علي كل هذه التساؤلات وسار في طريق.. وحده هو الذي حدد معالمه.. ووحده الذي يتحمل نتائجه.. علم سلمان بطبيعته البدوية وخبرته الطويلة في قصر الحكم منذ أن رافق الملك فهد رحمه الله أن اليمن لن يحررها إلا أبناؤها، وأن طبيعة الحرب في هذا البلد لا يقدر عليها إلا اليمنيون أنفسهم.. باختصار أيقن الملك سلمان أن أهل مكة أدري بشعابها.. وفي صمت بدأ يشكل كتائب مشتركة من المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية، وبدأت الكتائب عملية التحرير تحت غطاء جوي محكم حتي جاءت الأنباء تتوالي من قلب عدن.. تحرير كامل.. استعادة المواقع الاستراتيجية.. حصار للحوثيين وفلول صالح.. أول اجتماع لحكومة بحاح علي أرض اليمن.

لقد ارتسمت فرحة النصر واسترداد الوطن علي وجه السنة، وعاد الأمل بعد طول غيابم.. وفي المقابل ارتبكت صفوف المجرمين ولحق الخزي والعار بالصبي الذي يقود الحوثيين، وانتكس أنصار صالح المخلوع الذي بدأ يبحث عن خروج آمن.. وهكذا بدأ الطريق إلي صنعاء.. طريق تحرير اليمن ..طريق عودة البلد الشقيق  إلي الأمة العربية.