رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نشرت جريدة «الوفد» خبراً يؤكد انتحار شاب بمحافظة الغربية بإطلاق الرصاص على رأسه لرفض والدته زواجه من حبيبته لأنها مطلقة!! هذا الخبر يؤكد أن فكر المرأة وسلوكها كثيراً ما يقف سداً منيعاً وحائلاً ضد المرأة ذاتها، وضد مصالحها ونهضتها والحصول على كافة حقوقها التى تطالب بها ليل نهار.. لأنه للأسف الشديد توجد نساء كثيرات ينتهجن الفكر الذكورى الذى يقهرهن ويستبيح حقوقهن، ويدافعن عنه بمبررات واهية..

وتوجد أمثلة كثيرة على هذا فالغالبية العظمى من الأمهات يرفض رفضاً باتاً وقاطعاً أن يتزوج ابنها من امرأة سبق لها الزواج، فى حين أنها ترحب بالزواج الثانى أو حتى العاشر لابنتها لو لم تكن موفقة مع أزواجها السابقين معنى هذا أن المرأة ترفض أن تبدأ امرأة مثلها حياتها من جديد إذا كانت مطلقة مظلومة أو خطف القدر زوجها وأصبحت أرملة وبهذا هى ترفض تضميد جراح امرأة مثلها ومسح دموعها.

وكثير من النساء يرفضن العلاج لدى طبيبات مثلهن مؤمنات ومقتنعات بأنهن لا يصلحن للنجاح فى مهنة الطب!! لماذا يا سيدتى؟! يقولون إن المرأة عادة ما يكون ذهنها مشغولاً فى أبنائها وزوجها وحياتها الخاصة، ولهذا هن يخشين أن تتسبب إحدى الطبيبات بإصابتهن بأية مضاعفات ولهذا يفضلن العلاج لدى الأطباء الذكور. وبالطبع هذا الفكر ينعكس فى عدم التعامل مع المحاميات والمهندسات والمحاسبات.. إلخ، يبدو أن المرأة لا تفضل التعامل مع المرأة فى الأعمال الدنيا فقط.

ولو شاء القدر وإرادة الرجل وتبوأت إحداهن منصباً مرموقاً وتولت وزارة أو ترأست مؤسسة بها العديد من الرجال والنساء، فالملاحظ أن أكثر من ينتقدها هن السيدات، بل يسخرن منها أشد السخرية أمام الرجال، ومعظمنا شهد مثل هذه التجارب، وأخريات رزقهن الله بأبناء ذكور وأحد أواثنين وتتمنى أن تلد ثالثاً ولكنها تخشى أن ترزق بابنة لأنها لا تحب البنات، وتفضل الأولاد الذكور.

ونرى العجب فى الانتخابات البرلمانية فجميع النساء إلا قليلاً يرفضن أن يمنحن أصواتهن الانتخابية للمرأة، ولا يساندنها أو يدعمنها متأثرات بما يقال لهن أو يلاك فى الفضائيات وفى بعض المنتديات من خلال الوعاظ اللى ربنا بلانا بيهم، أن المرأة لا تصلح للسياسة ولا القيادة وعليها الالتزام ببيتها وطاعة زوجها، ومع هذا نراها تصر وتقاتل وتعافر وتترك بيتها وزوجها وأولادها خلفها وتذهب إلى لجان الانتخابات لتعطى صوتها إلى شيوخ الجماعات الدينية التى لا تقيم للمرأة وزناً أو تعيرها أى اهتمام لأنها تريدها بدون قيمة أو إرادة وعزيمة، بل مجرد وعاء للإنجاب والترفيه عن الرجل سواء كانت زوجة أو عشيقة أو خادمة تلبى رغباته وتسهر على راحته وخدماته. ناهيك عن تفرقة الأم ذاتها فى المعاملة بين أبنائها البنات والذكور، فغالباً ما ترجح كفة الولد حتى لو كان فاشل صايع وضايع ومفيش منه رجاء على ابنتها فلذة كبدها مهما كانت طموحة وذكية، وهادئة ومحبوبة، وتعرف ماذا يدور حولها وما يطلب منها، فالمصيبة أن تتمنى كثير من الأمهات فى ضميرهن لو انعكست الآية!! وكان الابن هو الناجح والفالح، والبنت مش مهم لو لم يكن منها رجاء فهى مكسورة الجناح، قاعدة ومتخزنة لحد ما يأتى عريس الغفلة يغور بيها ويريحهم منها كأنها تهمة أو شيلة ثقيلة، أو عار يريدون الخلاص منه، بعد أن حولتها أمها إلى مسخ مكسور الجناح لا رأى لها ولا إرادة أو طموح، فيلتقطها الرجل الزوج وتكون له مثل «اللقطة» يفعل بها ما يشاء من إذلال وتهميش، فتلد للمجتمع بنات يشبهنها على شاكلة «إكفى القدرة على فمها تطلع البنت لأمها».

وهكذا اعتادت المرأة أن تعيش حالة إنكار لنفسها مقتنعة بعدم قدرتها على القيام بأى إبداع أو إتقان فيستسلمن راضيات قانعات بما يلقى إليهن من فتات فى العمل أو الحقوق، ويقمن بالواجبات الملقاة عليهن طائعات خانعات ضعيفات لا يشعرن بالقوة إلا بجوار الرجل، بعد أن أثبتت المرأة أنها بتصرفاتها وقناعاتها ضد نفسها.