رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

تداهمني أخبار سخيفة أطالعها وأعرف بها كل يوم عن عمليات اختلاق واصطناع لمناسبات تكريم لأشخاص يتولي توجيه الدعوة إلي ولائمها وحفلاتها أشخاص يخترعونها بهدف الظهور في صور منشورة  في الصحف أو معروضة في التليفزيون!، أما العناصر التي تكرم فلا أعرف مبررا واحدا لتكريمها، ولا جديد قد أتانا منها  يستحق التحية الشفهية حتي!، بل لا يدرك الذين يشملهم سامر التكريم أنهم مجرد «مطايا» يركبها الذين يهدفون  للظهور علي أقفيتهم، وربما كان الهدف المشترك بين أصحاب الدعوة والمكرمين من «المطايا» رغبة مشتركة من الجانبين في حب الظهور!، ولابد لي من ملاحظة أبديها بشأن عواصف التكريم التي اجتاحت البلاد هذه الأيام هي أن التكريم المختلق الذي  شاع لا يكلف من «ينصبون» سامره أي تكلفة تذكر!، بل بعض قطع الحلوي فقط، وبعض القطع النحاسية أو الفضية منقوشة عليها بعض العبارات الإنشائية المستهلكة،، يشار فيها إلي استحقاق كاذب للمكرم!، وفيما عدا هذه التكلفة فالمسألة ـ كما نري ـ تؤدي غرضها في خدمة الجانبين: المتكرم والمكرم!، ومن الأمانة أن أشهد بأن هناك نفرا ممن أعرفهم قد أصبحوا يهملون  عن عمد تلبية الدعوات التي تصلهم لتكريمهم ويضنون في ذلك بجهد الانتقال  والحضور!، بل يصارحني بعض من أعرفهم من  هؤلاء بأنهم قد سئموا مراكمة شهادات التكريم والدروع!، ولم تعد مثل هذه الأشياء تمثل إضافة لهم!، حيث هم أنفسهم لم يعد بمقدورهم إضافة شيء فوق ما أضافوه!

وأذكر في هذا الصدد أن الفنانة الكبيرة شويكار صاحبة التاريخ الفني الطويل كانت ضيفة ذات يوم علي برنامج تليفزيونى تقديم الفنانتين المعروفتين ميرفت أمين ودلال عبدالعزيز، وكان السؤال لشويكار عن التقدير والتكريم الذي تلقاه!، فكان ما أجابت به شويكار أن عندها في بيتها دواليب امتلأت بشهادات التقدير والدروع والميداليات!، وقد أصبحت هذه الدواليب تشغل حيزاً لا بأس به من البيت، ثم تساءلت ساخرة عن اقتصار هذه الجهات التي منحتها  هذه الشهادات وأدوات التقدير عليها فقط.. دون أن تفكر أي جهة من هذه الجهات منحها مبلغاً مالياً يعبر عن هذا التقدير!، وكانت الفنانة الكبيرة علي حق، وقد أدركت حمي التكريم كذلك بعض ناشري الكتب، الذين اخترعوا فكرة حفلات التوقيع لكتب بعض ناشئة المؤلفين الذين يفرحون بحفلات التوقيع هذه. عوضاً عن أجر مستحق لهم عن تأليفهم لكتبهم مما يأبي بعض الناشرين الوفاء به لناشئة المؤلفين!، ومما جعل عمليات التكريم المختلقة تتفاقم أنها أصبحت وسيلة لبعض من ينتحلون لأنفسهم الألقاب  حتي العلمية!، ومسميات مختلفة لكيانات وهمية معنية بالثقافة والآداب!.