رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العيب مش في السياسة.. ولكن العيب فيمن يمارسون السياسة.. تحول هذا العمل التطوعي إلي قلة ذوق وقلة أدب ومصالح شخصية مع النفوس المريضة التي تحتمي في المناصب ولا تعمل نهائياً لا لمصلحة الحزب ولا لمصلحة مصر.

هناك أشخاص المناصب أكبر منها فيحتمي في المسمي الذي ناله بالمؤامرة وناس قليلة محترمة هي التي تثري المنصب وتضيف إلي الموقع الذي يشغله.. هي دي القضية.. وما فيش فايدة!.. أصبح موروثاً عند الشباب، ولا أحد يعطي أو يعمل كلها تجمعات من أجل التربيطات علي الانتخابات الداخلية.. حجرات مغلقة تتصارع داخلها كائنات حية من أجل كتابة المناصب علي الكروت وتسهيل المصالح.. حاجة تجنن.

كلمة أثنوجرافيا تركز عادة علي وصف المشاهد والمحسوس بدافع الحياة اليومية لمجتمع ما خلال فترة زمنية محددة.

متضمناً ذلك مجموعة القيم والتقاليد والعادات والآداب والفنون وكل ما يندرج تحت ذلك الذي أشار له بكلمة ثقافة.

هدفي هنا دراسة الثقافة سواء ارتبطت بمجتمع معين في الوقت الحاضر أو بثقافة مجتمع في الماضي.

يسعي الأثنوجرافي إلي إعادة تصوير أوجه الحياة اليومية والعناصر الحضارية عادة كانت أو روحية ويتحصل علي مادته من خلال الكتابات المتنوعة المختلفة التي عادة ما تتضمن وصفاً للمشاهد والحادث في الزمان والمكان المتعلقين بالدراسة.

الأثنوجرافيا ليست دراسة آنية لثقافة قائمة فحسب ولكنها دراسة تجميعية أو تركيبية لأوضاع الحياة ومظاهر ثقافة مجتمع قام ويقول.

من ناحية أدب الرحلات فنفرض احتواء رحلات الخيال علي مادة ذات قيمة أثنوجرافية، خاصة إذا أردنا إعادة تصوير عناصر ثقافة سالفة أو جوانب الحياة الاجتماعية لأقوام وبلدان لم تعد قائمة الآن.

الرحلة إما واقعية يقوم الرحالة بها علي أرض الواقع بجسده متنقلاً من مكان إلي آخر واصفاً ما يراه.. أو تكون رحلة خيالية.

هنا الكاتب يطلق عنان تفكيره لينقله بعيداً عن واقعه وعالمه إلي أماكن أخري وأزمنة متباعدة.

أدب رحلات الخيال ممكن أن يكون مصدراً نافعاً للمعرفة بطبائع البلدان وقيم الشعوب وتقاليدها علاوة علي ما تعرضه من قضايا إنسانية تتعلق بالفكر السائد والشغل الشاغل للناس صفوتهم وعامتهم في كل مكان وكل زمان.

الرحالة الفرنسي «إندريه جيد» جمع بين الرحلة الواقعية والخيالات.

انطلق «جيد» من عالم الواقع وانتقي منه الانطباعات القوية المؤثرة.

ومزج ذلك بخياله الخصيب الخلاق فأخرج لنا تركيباً تتحد فيه روحه بالعالم وتطغي عليه حياة جياشة بفضل ذاتيتها المتدفقة.

«إندريه جيد» مغامر جرىء يسعي إلي الاندماج في الحياة عن طريق اكتشاف عالمه الخارجي في تفاعله مع عوالم الآخرين مدفوعاً بذلك برغبة في تحقيق قدره.

حدود عالمه هي حدود العالم قاطبة.

ما يسعي إلي الرحلة يصبح لديه سبب حقيقي وراء المعرفة والاكتشاف كما يحدث انغماساً كاملاً عبر الزمان والمكان لما يمثله الكون بالنسبة له من وحدة متكاملة يصعب فصل عراها.

تبلورت ظاهرة الاغتراب الروحي والرحلة وشاعت بين الأدباء والشعراء والفلاسفة الذين تبنوا نزعة رومانتيكية تضمنت اتجاهاً خيالياً وعاطفياً في النظر إلي الأشياء ودعت إلي الاغتراب عن الحضارة الأصلية لاستجداء الغير وإدخالها في دائرة الوعي سواء عن طريق الرحلة الفعلية أو الرحلة الخيالية.

وهكذا ارتبطت النزعة الرومانتيكية بالرغبة في الهجرة علي حد قول الشاعر الألماني «جيته» التي رأي فيها قيمة الهروب من المدينة الأوروبية بما فيها من صراع تتحقق بالتوجه إلي حياة الماضي الوديعة المتمثلة في حضارة الشرق وفي هذا الصدد نظم «جيته» أشهر قصيدة عن رحلات الخيال وسماها «هجرة» وأعرض هنا بعض أبياتها:

الشمال والغرب والجنوب تتحطم وتتناثر

والعروس تشل والممالك تتزعزع وتضطرب

فلتهاجر إذاً إلي الشرق الطاهر الصافي

كي نعيش وسط الهداه والمرسلين

هناك حيث الحب والشرب والغناء

سيعيدك ينبوع الخضر شاباً من جديد

عزيزي القارئ.. هربت من السياسة

كما هرب الرحالة إلي خياله.. اعذرني.

 

 

المنسق العام لحزب الوفد

رئيس لجنة الثقافة والفنون