رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

• يستغرب كثيرون داخل مصر وخارجها ، تمكن الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومة «إبراهيم محلب» من إنجاز قناة السويس الجديدة خلال عام واحد و في موعدها المحدد، رغم كل الظروف المالية والسياسية والأمنية الصعبة التى تمر بها مصر. ويستغربون أيضا إصرار الكثير من الوزارات والجهات والمؤسسات والنوادي الرياضية والاجتماعية على إسناد مشاريعها الانشائية إلى إدارة المشروعات الهندسية بوزارة الدفاع والإنتاج الحربي ، ولكن سرعان ما يزول هذا الاستغراب عندما يرون الحلم يتحول إلى حقيقة، والفكرة إلى إنجاز وواقع ملموس في شهور معدودات، وفترة زمنية قياسية لا تقارن بأي فترة أخرى ينجزها القطاع الخاص أو أي شركة مقاولات مدنية غير عسكرية .. فما السر في أن المشروع الذي تنفذه القوات المسلحة يتم إنجازه سريعا ، وبمواصفات عالية الجودة ، دون رشوة أو سرقة ولا مخالفات ولا شغل (من تحت الترابيزة) ولا أسلوب (الثلاث ورقات)، الذي تعتمده منهجا معظم الشركات المدنية.

• أجابنى عن هذا السؤال ـ في لقاء جمعنى به صدفة ـ  أشرف شفيق سعودي مدير إدارة أمن جهاز الشيخ زايد، وهو قيادي عسكرى سابق بجهاز سيادي ، يحاول قدر المستطاع إدارة ما بين يديه من شئون مدنية بالفكر العسكرى، ونجح إلى حد كبير، وبالتعاون مع أجهزة الشرطة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ورئيس جهاز المدينة ونائبه، في تشكيل منظومة أمنية جيدة ، تساعد  مختلف الإدارات على العمل والإنجاز.

• كشف الرجل ـ الذي أعد الكثير من الدراسات الرامية للارتقاء بالمجتمعات العمرانية الجديدة وتبحث عمن يدخلها حيز التنفيذ، أن سر خلطة نجاح أي مشروع تنفذه القوات المسلحة يكمن في عقيدة المؤسسة العسكرية ، التى ترتكز على هدف أساسي وهو حماية الوطن وخدمة المجتمع بخلق مشاريع ومؤسسات إنتاجية تكاملية تعودعلى المواطنين بالنفع، وتساعد على استقرار المجتمع والدولة. وهذه العقيدة تستند دائما إلى روح معنوية عالية يتم بثها وزرعها في قلوب أبناء القوات المسلحة ، وخاصة عند تنفيذ مشروع كبير أو عملاق محدد له جدول زمنى للتنفيذ والتشغيل . وهو ما تجسد تماما فى مشروع القناة الجديدة المحدد لافتتاحها 6أغسطس القادم.

• وتنطلق العقيدة العسكرية من قاعدة أساسية مهمة، ترتكزعلى الرقابة الحاسمة، وتسخير الفكر العسكرى الجاد والمنضبط ، لخدمة المشروعات المدنية ، و مساعدة الحكومة على إصدر القرار المدروس، والعمل على تنفيذه، وتعظيم منافعه. وتؤمن العقيدة العسكرية بفكرة المشاركة الشعبية، على عكس ما يعتقد البعض، وتعتبر هذه المشاركة ركنا أساسيا من أركان الدولة الديمقراطية الحديثة،  كما تؤمن بأن التنمية المستقلة في حاجة إلى دولة ديمقراطية قوية تستند إلى قاعدة كبيرة من المشاركة الشعبية ،. كما ئؤمن العقلية العسكرية بأنه فى ظل العولمة و الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد ،لابد من بقاء الدولة قوية، ومقاومة أي محاولة لإضعافها، وهو ما يلمسه المصريون الآن في خطوات وقرارات الرئيس التى تستند إلى دعم شعبي ومساندة قوية من أبناء القوات المسلحة.

• إنني لا أدعو هنا إلى عسكرة الدولة، وإنما ألفت الانتباه إلى سر نجاح أي مشروع  يتولى إدارته ويشرف علي عمليات تنفيذه رجال القوات المسلحة ، سواء كان هذا المشروع على مستوى محافظة أو مدينة صغيرة أو على مستوى الجمهورية. إنها باختصاردعوة للاستفادة من إيجابيات الفكر العسكرى المرن، الذي لم يعد بعيدا ـ كما يعتقد البعض خطأ ـ عن آليات وتحديات العولمة. وكم أتمنى ان تطبق «خدمة الانجاز والتنفيذ السريع» في كل الوزارات والمؤسسات المدنية، لكى تتمكن الدولة من تحقيق أهداف أعظم ثورتين شهدتهما مصر في العصر الحديث، ولمكافحة الفساد وقتل البيروقراطية الحكومية التى إن سكتنا عن مخاطرها أكثر من ذلك ستفقد الدولة قوتها ولن تتقدم  أى خطوة للأمام.

وللحديث بقية.

[email protected]