رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطريق الوحيد

قد يغضب المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء إذا صارحته بوجود حالة من عدم الرضا فى الشارع على أداء حكومته وليس أداءه هو شخصيًا، لكن يدا واحدة لا تصفق، وإذا كان الصدق أقصر الطرق إلى الحل، فأنقل إلى المهندس محلب أن المواطنين فى حالة ترقب لموجة غلاء متوقعة قد تفاجئهم مع حلول شهر رمضان الكريم، وهذه الموجة التى تنبأت بها العديد من الأجهزة، لن تقتصر علي السلع الغذائية فقط ولكن ستتناول المرافق مثل مياه الشرب والكهرباء والغاز، ورغم التطمينات التي صدرت بأن الموازنة العامة الجديدة ستراعى محدودى الدخل، إلا أن الغالبية العظمى من الشعب التي يأتى ترتيبها تحت خط الفقر تريد من رئيس الوزراء أن يطمئنها بوضع حزمة من الإجراءات التى تضبط الأسواق خاصة فى أسعار السلع الغذائية الضرورية، إن ارتفاع الأسعار مع ثبات الدخول وتدنيها سوف يكون له أثر سلبى بالغ فى حياة المواطنين الذين كانوا ينتظرون انفراجة فى حياتهم فى ظل البطالة وضعف الدخل وسوء توزيع الثروة.

المهندس إبراهيم محلب الشعب يقدر لك شخصيًا جهودك المضنية وعملك طول النهار والليل بدون كلل، ورغبتك فى ادخال البهجة إلي قلوب رعيتك، لكن عندك وزراء فى حكومتك ومحافظون لا يعلمون وسبق أن قال الرئيس وقلت انت شخصيًا الذى لا يعمل يترك موقعه، ولم نجد أحدًا يريد أن يعترف بأنه مقصر، فاستعمل أنت المشرط لاستبعاد هؤلاء الذين يحصلون علي مرتباتهم من قوت الشعب واسناد المهام إلي غيرهم لأنك فى حاجة إلي ظهير من الوزراء والمحافظين والجهاز الإدارى يضع نفسه فى خدمة الشعب، ويبحث له معك عن مخرج للأزمات التى تواجهه تأكد يا معالى رئيس الوزراء، وانت تعرف ذلك طبعًا أن عدم وجود نظام يصنع الفساد وعدم وجود محاسبة يصنع الإهمال، والشعب صبر كثيرًا على الفساد الذى وصل إلي الأعماق وعن الإهمال الذى أصبح يزحف إلي كل شىء، والفساد والإهمال هما وراء تدهور أوضاع المواطنين. فنقطة نظام يا معالى رئيس الوزراء، إن العلاج لهاتين القضيتين (الفساد والإهمال) سهل جدًا فإذا وضعنا نظامًا لحياتنا يطبق على الجميع مثلاً فى شروط البناء وفى المرور وفى افتتاح المحلات والمقاهى وفى تملك الأراضى وفى التوظيف وفى العلاج وفى التعليم وفى البنوك فسوف نحجم الفساد، ولو قضينا علي الروتين والبيرقراطية فسوف نحتفل باقتلاع آخر شجرة فاسدة. إذا طبق القانون على الجميع بدون روتين وعن طريق موظفين يخافون الله فلن نجد فاسدًا واحدًا وإذا حاسبت الذين يهملون فى عملهم فسوف تتوقف الكوارث التي تحصد أرواح البشر، أسوق إليك يا سيادة رئيس الوزراء مثالين على الإهمال وأطلب إجابة ماذا فعلت الحكومة فيهما، وهما حدثان وقعا متقاربين أولهما حادثة قطار مترو العباسية الذى ثبت أنه خرج من الورش بدون فرامل وساقه السائق وحدث ما حدث وخلف خسائر بلغت 40 مليون جنيه هل تمت محاسبة المهمل عن ذلك، ومن الذى يتحمل هذه الخسائر، والقضية الأخرى هى تسمم بعض مواطنى الشرقية من مياه الشرب، حيث ثبت أن مياه محطتى مياه حكومتين بالإضافة إلي مياه المحطات الأهلية بالمحافظة غير صالحة للشرب، ماذا فعلت الحكومة فى ذلك ومن المسئول عن فساد المياه، من هو المهمل الذى سيتم محاسبته والذى هدد حياة أكثر من 600 شخص تناولوا المياه المسممة لو حاسبت فاسدًا واحدًا ومهملاً واحدًا، ولو طبقت النظام والقانون علي الجميع فثق أن طعم الحياة سيتغير فى حلوق المواطنين، وستجد الفرصة لإصلاح الأوضاع المتردية وتسهيل الحياة اليومية، ورفع مستوى معيشة البشر.

إن بقاء الحال علي ما هو عليه خطر يهدر كل الجهود التي تتم علي الأرض والحساب والعقاب للمهملين والإثابة للمجدين حافز للتنمية والبناء.