عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على الهوا

إذا تعرضت بعض آيات القرآن الكريم للعبث من آحاد الناس، فهذا التصرف خطأ فادح، أما إذا مارس هذا العبث من يفترض أنه من علماء الإسلام فهى الخطيئة الكارثية.

والعبث بالقرآن الكريم ليس مقصوراً على إنكار أو تحريف لآياته البينات، لكن العبث يشمل اعتساف تفسيرات لبعض الآيات «لتوظيف» آيات القرآن الكريم لحسم جدل وخلافات حول قضايا حياتية أو سياسية أو علمية بزعم أن هذه الآيات القرآنية حسمت هذا الجدل.

وهذا ما فعله فضيلة وزير الأوقاف الذى أدلى بدلوه فى الحوار الدائر حول جزيرتى صنافير وتيران، أراد فضيلته -لا فض فوه- أن يدعم قرار السلطة التنفيذية التى ينتمى إليها، فلجأ إلى اعتساف تفسير عبثى للآية القرآنية الكريمة التى تقول «والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين» صدق الله العظيم.. أخذ فضيلة وزير الأوقاف يفكر ويفكر ثم يفكر ويفكر، حتى هداه فكره إلى استغلال هذه الآية الكريمة، ليؤكد أن القرآن الكريم حسم موضوع الجزر والجسر الذى سيقام بذكر هذا الحدث فى القرآن الكريم منذ آلاف السنين! وأكد فضيلته أن هذه الآية الكريمة ربطت بين شبه جزيرة سيناء وبين مكة الكرمة التى أشارت إليها الآية الكريمة بقولها: «وهذا البلد الأمين» أى مكة المكرمة؟!

شعرت بالإحباط وأنا أقرأ هذا التفسير العبثى للرجل المفترض أنه مكلف بتطوير الخطاب الدينى ليخلص هذا الخطاب من الاستغلال العبثى لدراويش التدين وتجار الدين! ففضيلته يعتنق نفس المنطق الذى يعتسف تفسيرات عبثية لآيات القرآن الكريم باعتبارها تقدم الإجابات الحاسمة فى قضايا اجتماعية وسياسية، بل وعلمية!

الفرق بين فضيلته وبين مفتى القاعدة أو داعش هو فقط فى الاتجاه الذى يوظف فيه آيات القرآن الكريم. كلاهما يعمد إلى توظيف القرآن الكريم بتفسير آياته بالطريقة التى تحقق أهدافه، هو إذا فرق فى الاتجاه وليس فى طريقة ونوعية التفكير.

يبقى أن أطلب من فضيلته أن يقرأ ما كتبه علماء أجلاء أدركوا بفكرهم المستنير أن القرآن الكريم كتاب هداية مقصده الأسمى أن يغرس فى النفوس الفضائل الإنسانية النبيلة التى تتكفل بتشكيل عقل ووجدان الإنسان على نحو يمكنه من تشكيل المجتمعات الإنسانية الراقية خلقاً والمنفتحة عقلاً، حتى نتمكن من التطوير المستمر لحياة البشر لينعموا بحياة كريمة تليق بالإنسان «خليفة الله فى الأرض» هذا هو المقصد الأعلى للقرآن الكريم، وأى محاولة لاعتساف تفسيرات تتحدث عن إعجاز علمى للقرآن الكريم أو تنظيم محدد للمجتمعات البشرية عبث بالقرآن الكريم، وتعريض لهذا الكتاب المقدس لمخاطر إثبات خطأ علمى ادعى البعض أنه ثابت فى القرآن.

يا فضيلة وزير الأوقاف ليتك تتقى الله فى كتاب الله.