رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل عام وأنتم بخير اليوم أخر أيام الشهر الكريم الذي يحل علينا ضيفاً خفيفاً كل عام مرة ، يفلح من يستثمره في عبادة الله ، وقد نجح من نجح ورسب من رسب ،

 والحقيقة أن المؤسسات الخيرية أو الجمعيات التي تعمل في مجال الخير العام استثمرت رمضان خير استثمار ونجحت في كسب تعاطف الناس في هذا الشهر الكريم للتبرع لها من خلال حملاتها الإعلانية المكثفة طوال الشهر الكريم علي الفضائيات والقنوات المصرية.

اللافت للانتباه العدد المهول الذي تسابق علي كعكة الزكاة والصدقات في رسالة واضحة للناس بأنه المصدر الذي يستحق أن يضع فيه المواطن صدقته أو زكاته وأنه الأمان الذي يوزع الصدقات بالحق علي الفقراء والمساكين وأفعال الخير، الذي حدث في رمضان أشبه بمهرجان كبير لجمع التبرعات ولا أجد غضاضة بالموافقة علي من أطلقوا عليه تعبير مهرجان التسول،

هناك حالة عامة تسود البلد في جمع التبرعات منها لمؤسسات خيرية ومنها لصناديق تدعم مصر حتي أصبح المفهوم العام والسائد عندي  لبناء أي مشروع هو التبرع فقط لا غير.

والسؤال إلي متي نعيش هكذا؟ ونفكر هكذا؟ ونقيم مشروعاتنا هكذا ؟ ألا يوجد طريق أخر للبناء؟

 ألا يوجد فكر آخر للتنمية غير ذلك؟

إذا كانت الإجابة بنعم ، فأين هي هذه الأفكار وأين تختبئ ؟ وإذا كانت هناك طرق أخري للبناء فأين هي ؟ ولماذا لم تظهر حتي الآن؟

وإذا كانت هذه الطريقة هي المثلي للبناء والتعمير ومساعدة الناس فلماذا نلوم علي أطفال الشوارع المتسولين المنتشرون في الشوارع والطرقات ويزاحمون الناس ليل نهار ويحاولون كسب تعاطفهم؟ ولماذا ننظر إليهم باستخفاف واشمئزاز ونتمني ألا نراهم مرة أخري ؟.

يا سادة المبدأ واحد والهدف أيضاً  واحد وهو الحصول علي أكبر قدر ممكن من أموال المواطن المصري واستعطافه سواء من يفعل ذلك متسول فرد في الشارع أو مؤسسه تعلن عن نفسها لجمع الصدقات والتبرعات لتوزيعها غلي الفقراء، وإن كان الفارق أن الأول ليس لديه رخصة للعمل والإعلان في هذا المجال والثاني يمتلك كل أدوات الصنعة من إعلان إلي تراخيص إلي نشاط رسمي يتحرك من خلاله وفي إطاره  بل  يحصل علي جوائز ويعلن عما حققه من فعل الخير ويتباهي به ليل نهار ،

لست ضد عمل الجمعيات الخيرية بل علي العكس أؤيدها تماماً ولكن أن تظهر كل هذه الجمعيات خلال الشهر الكريم بالليل والنهار وتروي لنا كل هذه القصص المأساوية المدمرة نفسياً لنا فهذا ما لا أقبله ،

لأننا علي الجانب الآخر وعلي نفس الشاشات نجد الترف في إعلانات لسلع فارهة وخدمات فارهة تشعرك بأن المصريين يعيشون في غناء وترف ، هذا التناقض بين الإعلانات المأساوية والقصص التي تشعرك بأن في مصر الإنسانيات قد ماتت وأن الضمير قد انتهي لتترك هؤلاء الناس في هذا  الفقر والمرض بلا محاسبة وتشعرك أيضاً عن غياب دور الدولة وتقصيرها في حق هؤلاء لتتركهم فريسة للجوع والمرض وتتركهم أيضاً لعطف الناس وللجمعيات الخيرية التي تقوم بدور الدولة في الرعاية والإهتمام .

نريد من  الجميع سواء كان فرد اً أو مؤسسة ومن قبلهما الدولة أن يقوم بدوره اتجاه الفقراء في هذا البلد الكريم .

وفي النهاية عيد سعيد علي مصر وأهلها الكرام

[email protected] .com