رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عسل أسود

خرج المصريون فى 30 يونيه 2013 للحفاظ  على الدولة المصرية ومنع إسقاطها،  وفقا لمخطط الشرق الأوسط الجديد الذى أنفقت عليه امريكا مليارات الدولارات وجندت له آلاف العملاء، خرجوا لمنع تفتيت الوطن إلى عدة دويلات او دخوله فى حرب اهلية لا نهاية لها، حرب أراد الاخوان وحلفاؤها من جماعات العنف والتطرف إدخال المصريين فيها لإسقاط الجيش الوطنى وتحويل مصر لعدة دويلات متقاطعة.. لذا جاء عزل الرئيس السابق محمد مرسى ترجمة منطقية لمطالب وطن ينزف، وطن لم يقبل ان يحكم بالدم والنار، لم يقبل من قتلوا ابنائه فى رمضان، ولم يقبل من اعلنوا ان الارهاب سيتوقف فى سيناء حال عودة المعزول فى اعتراف ضمنى بأنهم كانوا وراء الارهاب فى «بر مصر» ومازالوا!!.

المصريون الذين غيروا العالم فى 30 يونيو، وأوقفوا مخططات غربية لإعادة ترسيم الشرق الأوسط، يدركون أننا امام حرب قذرة يريد اعداؤنا منها ان يكسروا ارادتنا لكن لن يفلحوا، امام معركة وجود كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى تحتاج تضافر جميع القوى الوطنية حتى ننتصر عليها وإلا سنعود للمربع صفر، معركة لن يستسلم فيها الحلف الصهيوامريكى وأذنابه قطر وتركيا وعملاؤه من الاخوان و6 إبريل وغيرهم وشخصيات كمحمد البرادعى ووائل غنيم واسماء محفوظ واحمد ماهر واسراء عبدالفتاح وامثالهم من اجل تنفيذ مخططهم المسموم، لكننا بوحدتنا سوف ننتصر عليهم جميعا لاننا أصحاب حق وانصار قضية وطن لم يعرف الهزيمة يوما مهما حاول اعداؤه على مر التاريخ.

وجاءت جريمة اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات ومن بعده احداث سيناء الاخيرة اثناء الذكرى الثانية لثورة 30 يونية كجزء من مخطط إسقاط الدولة عبر استخدام العنف المسلح، التى وضعتها اجهزة مخابرات اجنبية لخدمة الحلف الصهيوامريكى فى المنطقة، وقد تأكد صحة ثقتنا فى قواتنا المسلحة والشرطة بالتصدى الحاسم للعناصر الارهابية، لكن ذلك يتطلب جهودا مضاعفة من الحكومة والدولة لاجتثاث جذور هذا الارهاب البغيض، وما ظهور الرئيس السيسى بالزى العسكرى لاول مرة منذ ان خلع بذته وترشح لرئاسة الجمهورية إلا تأكيد ان مصر تعيش حالة حرب حقيقية، رسالة حملت العديد من المعانى اهمها ان سيناء تحت سيطرت الدولة المصرية، وان اعداء الوطن لن يربحوا تلك المعركة، وان جماعات العنف والتطرف والارهاب لن تهزم شعبنا الذى يضحى بكل شئ من أجل الحفاظ على وطنه، كل ذلك يستوجب اغلاق ملف المصالحة الوهمية مع الارهابيين للابد، وتنفيذ محاكمات عاجلة وعادلة بشأن كل من تورط فى أعمال عنف، ورغم كل ذلك فإننى أثق فى اننا دولة وشعب سننتصر على الارهاب الأسود.

لكن لا يجب ان تمر الأحداث دون نظرة متأنية حتى نستوعب ما يجري، فدور جماعات العنف والتطرف فى السيناريو المرسوم فى الخارج هو العمل على اسقاط الجيش والشرطة كما حدث فى العراق وليبيا وسوريا، ولم يكن اختيار الاخوان للاعتصام فى رابعة العدوية قبل عامين لرغبتها فقط فى منع عزل مرسى، فهناك إمكان كانت أكثر تأثيرًا منها قصر الاتحادية او كوبرى القبة، لكن اختيار رابعة لانه محور رئيسى من محاور تحرك قيادات القوات المسلحة فى منطقة مصر الجديدة الحيوية، وهو ما يعنى الصدام مباشرة مع الجيش فيما يعرف بخلق العدو، وهو ما يؤكد ان تحركات الاخوان كانت اكبر من مجرد جماعة سياسية وانما ثبت بذلك انها جماعة عسكرية ومدعومة من الخارج بقوة، وهو ما يجعلنا نؤكد أن هؤلاء يستهدفون بالاساس قوات الجيش والشرطة او رجال الدولة  وليس المدنيين، فالدماء على الزى العسكرى تعنى هزيمة الدولة وانتصارهم، بينما دماء المدنيين تعنى ان الشعب سيتعاطف مع الدولة ضدهم وهو ما لا يريدونه.

فى المقابل وبالتوازى مع مخطط إسقاط الجيش والشرطة بدأ هؤلاء مخطط محاسبة الشعب ومعاقبته على دوره فى 30 يونية مبكرا بداية من تعطيل المؤسسات او تفجيرها، او محاولات تعطيل المواصلات العامة ورفع تجارهم للأسعار، أو إرهاب المواطنين ومنعهم من الخروج من منازلهم، أو قتلهم بجوار قوات الجيش والشرطة. انهم يريدون ايصال رسالة واحدة.. انتم دعمتم ما حدث فى 30 يونية، عليكم ان تتحملوا العقاب والمحاسبة وتدفعوا الثمن، يتحركون فى ذلك الاتجاه وهم يدركون ان الارهاب يقضى على الاستثمارات ويتسبب فى تراجع السياحة، وينهك قدرات الدولة.

[email protected]