عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفن الجيد الهادف هو الذي يبني وطناً شامخاً، وهو سفير بلاده في كل دول العالم، وأيضاً سفير ومبعوث خاص جداً في كل بيت، ومعلم لكل طفل.

وأري أن الفنان سواء كان مؤلفاً أو ممثلاً أو مخرجاً أو مشاركاً كل في مجاله داخل العمل الفني، كل له رسالة سامية.

وشتان بين فن يدمر الأخلاق والرجولة ويثير الغرائز ويشجع الشباب علي تعاطي المخدرات، وبين فن يبني أمة ويقوّم خلقاً.

الدراما التليفزيونية في رمضان هذا العام امتداد لدراما الأعوام السابقة وتحديداً منذ ثورة 25 يناير 2011، دراما كلها إسفاف واستخفاف بعقول المشاهدين!

كيف.. ولماذا.. ولصالح من يا صناع الدراما تقومون بتقديم أعمال المفروض أنها إبداع فني، لكنها انحرفت عن المسار وأخذت طريق الإبداع في تعليم أولادنا «البجاحة» والخروج إلي الشارع بالسيوف والمطاوي، وكيفية ضرب حقن الماكس وشم البودرة وغيره وغيره من الإبداع الفاسد الذي يجعل من نسائنا عاهرات ومدمنات، بالإضافة لاستخدام الألفاظ النابية التي جاءت علي ألسنة معظم أبطال الأعمال الدرامية.. فهل هذا هو الفن؟!

وليس مبرراً أن يرد البعض بأن الفن مرآة للواقع الذي نعيشه، وما يحدث الآن خطة ممنهجة لإضاعة شعب بأكمله!

أيها المبدع المزعوم أنت تقوم بتدمير وطنك بقصد أو دون قصد، يجب عليكم يا صناع الدراما أن تعودوا إلي الأعمال الفنية التي تم تقديمها في زمن الفن الجميل، وكنت أتمني أن تسمي الأعمال الفنية في هذا الزمن بزمن «الفن الجميل».. اجلسوا في منازلكم وشاهدوا أعمال فريد شوقي علي سبيل المثال وليس الحصر.. ففي أيامه كان هناك بلطجة ومخدرات وقتل وأطفال شوارع، وكان يقدم الواقع أيضاً، ولكن بصورة محترمة تحترم العقول والمشاعر.

فيلم «كلمة شرف» مثلاً كان وراء تغيير في قوانين ولوائح السجون، بعده تم السماح للسجين بالخروج لزيارة أمه المريضة أو حضور تشييع جنازة قريب له مثلاً.

وفيلم «جعلوني مجرماً» وضع قانوناً ينص علي الإعفاء من السابقة الأولي من الصحيفة الجنائية حتي يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة.. وفيلم «بورسعيد» الذي يعد معلماً للوطنية والتضحية.

وفيلم «أريد حلاً» الذي كشف الثغرات التي يحتويها قانون الأحوال الشخصية.. ومن هذه الأعمال ستجدون الفن الهادف الذي يعيش ولا يموت أبداً.

قارنوا بين هذه الأعمال ومسلسلات «حواري بوخارست» و«تحت السيطرة» وغيرهما، وسوف تعرفون المعني الحقيقي لكلمة إبداع فني!

الإبداع يعني الرقي وتهذيب الذوق العام واحترام المشاهدين واحترام الفن ذاته، ويجب أن يعرف المبدع أنه يمتلك سلاحاً ذا حدين ويمكن أن يسهم في النهوض ببلدك، ويمكن أن يدس السم في العسل ويقدم أعمالاً لا قيمة لها ولا تحمل إلا رسائل الخراب وتدمير الذوق العام والأخلاقيات.

ولا مجال للحديث عن حرية الإبداع، فهو بهذه الطريقة حق يراد به باطل، وفهم خاطئ لأن الحرية لا تتعارض مع الالتزام وتضعك أمام مسئولياتك تجاه وطنك وشعبك، أنت بهذه الدراما الهابطة تقوم بهدم شعب وثق فيك.. رفقاً بالفن والإبداع.. ورفقاً بالوطن!

 

 

[email protected]