رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج المقصورة

«يصطف مجموعة من السماسرة فى دائرة، ينادى واحد منهم بصوت عال: هل من مشترى لـسهم» سليم سمعان وصيدناوى، لحظات حتى ينطلق صوت آخر هل من بائع لـ «التأمين الأهلية المصرية»، أو لـ«بنك الأراضى المصرية». هكذا كان المشهد فى بورصة الاسكندرية منذ تأسيسها نهاية القرن التاسع عشر.

مجموعة من اليهود المصريين، والفرنسيين، وغيرهم من جنسيات أخرى يتجمعون يوميا لبيع أو شراء ما لديهم من أوراق مالية ليتفق الطرفان على سعر ومعها تنتهى الصفقة أو العملية، على أمل لقاء مع إشراقة شمس يوم جديد ليتكرر المشهد.

دائرة يلتقى بها البائع والمشترى من خلال وسطاء «مكاتب السمسرة» يعرف ذلك بالـ«الكوربيه» وهى كلمة أصلها فرنسى تداولها التجار أصحاب الجنسيات الفرنسية، ومعهم اليهود المصريون وتعنى «المقصورة» أو الدائرة التى يتجمع فيه المتعاملون.

نجحت بورصة الاسكندرية فى استقطاب المستثمرين من جميع انحاء العالم، خاصة دول حوض البحر المتوسط، باعتبارها منارة مالية وتجارية، يقصدها كل باحث عن المكسب، والثراء، وكان موقعها باعتبارها ميناء مهما على البحر، «وش سعد» على أهلها، فالوصول اليها لم يكن بالأمر الصعب.

حافظت سوق الأوراق المالية على مكانتها، باعتبارها واحدة من أقدم بورصات العالم، يتداول بها ليس الأوراق المالية، ولكن العقود الآجلة والعاجلة، والسندات، واتسمت بهذه الصورة الى أن أسست بورصة الأوراق المالية.

فى عام 1993 بدأ التطوير يغزو البورصة، ومن خلال مجموعة من كبار السوق والسمسرة، وقتها يترأسهم محمد عبدالسلام رئيس شركة مصر للمقاصة والإيداع تم تحويل التعاملات بنظام التداول الآلي، وفى 6 يناير عام 94 تم ربط البورصة ببورصة الاسكندرية، لتتوحد أسعار الأسهم فى السوقين.

ظل لفظ «الكوربيه» أو المقصورة الذى يضم ممثلين لـ150 شركة سمسرة، دورهم تنفيذ أوامر البيع والشراء، الصادرة من الشركة الأم التابع لها، محتفظا بقيمته، ورمزا لـ«البورصة».

مع المستجدات الفنية التى سيطرت على الاسواق المالية، وطفرات التطوير فى العالم، اتجهت العديد من شركات السمسرة إلى عملية التنفيذ عن بعد أو من مقار الشركة، ولم يعد تواجد السماسرة فى «الكوربيه» ضروريا، ورغم كل هذه المستجدات سوف يظل «الكوربيه» شاهدا على فترة ذهبية من تاريخ مصر المالي، اختلطت فيها الجنسيات من كل انحاء العالم، ووحدهم  شعار «البيزنس»، وعمليات الشراء والبيع.

اذن يظل مبنى البورصة بالشريفين، وسط البلد، يسطر مكانة سوق الأوراق المالية، من خلال متحف يترقب افتتاحه خلال أيام يحكى تاريخ البورصة، والأوراق المالية المتداولة، وصور افصاح الشركات منذ تأسيس البورصة نهاية القرن التاسع عشر.

[email protected]