رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

فى البدء كانت الكلمة. بعدها انطلق الرصاص.

بكلمات وعبارات وتضليل مُخز تُبدل الشرائع وتزور دعوات الأنبياء وتُغيّر رسالات السماء إلى دم وكراهية.

سامح الله صديقى رشدى أبوالحسن الكاتب النابه، والدبلوماسى المُثقف عندما أيقظنى من غفلتى، وبعث لى بكتاب (إدارة التوحش) لأعرف كيف يُسفلت الداعشيون طريق الخراب، وكيف يتحول القرآن على أياديهم إلى بوق شيطان يبث تعصبا وظلما وعداء مع الحياة.

الكتاب الموجع يعتبر الحرب هى مهمة المسلمين على الأرض، وبث الفزع والترويع هو دور الإسلام، وسفح دماء البشر هو الغاية من بعثة النبى عليه الصلاة والسلام.

لا كلمات عن التراحم ولا إشارات لسماحة الإسلام ولا أى قراءة لمبادئه عن عدم الإكراه فى الدين، وحرية العقيدة، وحرية التعبد، واللين والرفق، والتعايش تحت مظلة الأخوة الإنسانية.

مؤلف الكتاب مجرم متخفٍ أطلق على نفسه اسماً كاذباً هو «أبوبكر الناجى» وأوضح رسالته فى «ضرورة جر الجميع إلى المعركة ليحيى مَن حى عن بينة ويهلك مَن هلك عن بينة».

ولا يكتفى الرجل بتكرار مقولات مَن سبقوه من دُعاة الدم مثل سيد قطب، وعبدالسلام فرج، وأيمن الظواهرى عن كفر المجتمعات واعداد الجماعة المسلمة وإنما يتجاوز ذلك إلى الدعوة لتخريب وتدمير كُل شىء وبث الفزع فى النفوس تحت مسمى «إدارة التوحش». ويبدأ ذلك من «تدمير منتجع سياحى فى أندونيسيا ونسف بنك ربوى فى تركيا» وحتى «قتل مجهول الحال فى دار الكفر قصدا للمصلحة». ويُرشح المؤلف دولا بعينها لتكون ساحات للمعارك الأولى هى «بلاد الحرمين، اليمن، الأردن، وبلاد المغرب» وأغلب الظن أن اختياره تلك الدول اعتمد على الطبيعة الجبلية التى تُسهل لعناصر الإرهاب الاختباء فيها.

ويرى المؤلف أن الحركات التى مارست إرهاباً ضد (بلدان الكفر) هى الفصيل القائم بأمر الله فى هذا الزمن وهو الذى سيجرى الله النصر على يديه.

وذلك الجنون المُزعج يستخدم مقولات لعلماء وفقهاء يؤولها لخدمة شلالات الدم التى يسعى إليها، بل يستقطع آيات قرآنية، وأحاديث نبوية لدفع السُذج وأنصاف العقلاء للدخول فى مخططات الفوضى والكراهية.

وكأن محمداً ما كان رحمة للعالمين، وكأن الله قد أنزل عليه القرآن ليشقى ونشقى من بعده، وكأن مراد الإسلام هو سفح الدماء وترويع الإنسانية.

إن أسوأ حرب تُمارس ضد الإسلام تنبع من شياطين ظلمة يحسبون الكراهية والترويع والخراب هى الغاية من البعثة النبوية. وما لم نكشف، وما لم نقرأ، وما لم نرُد، وما لم نُعلِق فإننا مُنقرضون لا محالة.

والله أعلم.

[email protected]