رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذا نبينا (7)

الغاية تبرر الوسيلة مبدأ إجرامي.. ربى أحد التنظيمات الضالة أتباعه عليه.. أقنعوا أتباعهم أنهم يعملون من أجل الإسلام.. بل إن تنظيمهم هو الإسلام نفسه.. علموهم أن كل شئ مباح للوصول لأهداف تنظيمهم المشبوه.. كفروا المسلمين.. وقالوا الإسلام هو الحل.. فصارت الذنوب عندهم حسنات.. والآثام قربات.. فباتت أرواحهم خبيثة.. ونفوسهم ضالة لا تفرق بين حق ولا باطل.. وعقولهم عفنة لا تقيم للعدل وزنا.. وصدق فيهم قول المولى عز وجل"وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون .ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ".

 زعموا أن كل جرائمهم  باسم الإسلام ومن أجل الإسلام.. أفهموهم أن الحرب خدعة.. ولم يقولوا لهم إن  قتال المسلمين كفر.. وإن خداعهم خروج من ملة الإسلام.. ونبيه يقول " من غشنا ليس منا".

ولأن المبادئ لا تجزأ.. ولأن الإسلام دين الحق.. فلا يستوي فيه طريقا الرشد والضلال.. وقد أكد نبينا الكريم منذ أول يوم حمل فيه الرسالة على تلك المعاني التي شوهها أبناء الأفاعي ليضلوا أمته..  أكد على أن الصدق يهدي إلى البر.. والكذب يهدي للفجور.. أكد على أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.. لذا كان صدام نبينا الكريم مع مبدأ الجماعة الضالة.. هو أول ما بدأ به دعوة قريش لدين الله.

                              -نبي الله يرفض ملك قريش-

كان من بين الشد والجذب الذي مارسته قريش مع نبي الرحمة.. أن فوضت عتبة بن ربيعة "أحد كبرائها"، لمساومته على الرسالة والمسلمين في أضعف حالاتهم.

قال (والنص من سيرة ابن هشام): "يا ابن أخي إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا، حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا".. حديث طويل عرض فيه ابن ربيعة على نبينا كل ما تشتهي الأنفس المتعلقة بالدنيا.. السيادة والمال والشرف والملك.. وهو يعاني ومن معه أشد المعاناة من الاضطهاد والتضييق.

 أصحاب مبدأ الغاية تبرر الوسيلة يرون في هذا العرض منتهى الأمل.. سيصلون للسلطة، سيحصلون على الشرف والجاه.. سيقولون لأتباعهم بذلك نملك فرصة أفضل للدعوة للدين ولتغيير المجتمع الكافر.. سيقولون نسير في الباطل إلى أن نصل للحق.. لكن نبينا يأبى إلا الحق.. يأبى خداع "المشركين" وهو يدعوهم للهدى.. وبأدب النبوة يرفض العرض ويرد بتلاوة ( حم . تنـزيل من الرحمن الرحيم ..) إلى آخر السورة.

ليعلن نبينا برده الحاسم للكفار أن ماعند الله خير من الدنيا وما فيها.. وللمسلمين أنه لا يختلط الحق بالباطل، ولا غاية تبرر الوسيلة.

                                           -ويرفض ملك بني عامر –

ووسط جهالات قريش.. ورفض الأعراب للرسالة المحمدية كلما عرضها عليهم في المواسم.. ورغم محاولات قريش أن تحول بينه وبين الحجيج.. يأتي عرض جديد من بني عامر لا يختلف كثيرا عن عرض قريش.. فيقول بَيْحرة بن فراس أحد عقلاء بني عامر: لو أني أخذت هذا الفتى من قريش، لأكلت به العرب.. ويذهب ليفاوض نبي الإسلام فيقول: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك ؟

فيقول نبي الرحمة: الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء.

لم يقدم وعدا يعلم أنه لن يحققه.. لم يقدم مبررات ليخدع ذلك الوثني.. ويعود ليبرر خدعته بأنه أراد أن يدعوهم للإسلام.. لم يقل خدعتهم لأدخلهم الجنة.. لم يقل متطلبات المرحلة.. إنه دين الإسلام.. ونبي المبادئ.. ودولة الحق يا أهل الباطل.

 

- مكر اليهود –

كان لليهود مكانة في نفوس الوثنيين.. باعتبارهم أهل علم وكتاب.. وكانوا يستفتحون عليهم بنبي الزمان.. وكان كثير ممن يعرض عليهم نبي الرحمة رسالته يستشيرون فيها اليهود.. وكان بدخولهم الإسلام يؤمن كثير من الوثنيين.

اجتمع أشراف اليهود وقالوا لرسول الله.. (إن اتبعناك اتبعتك يهود، ولم يخالفونا، وإن بيننا وبين بعض قومنا خصومة، أفنحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم، ونؤمن بك ونصدقك..).. كلمة تقال لفريق على حساب آخر.. ويملك العرب واليهود جميعا بها.. ما أهون الكلمة عند من لا مبدأ له.. ومن يزعم أن الضلال سبيلا للرشاد.. أما من يصنع المبادئ فحاشى لله أن يُمضي أمره بالخداع.. فهو القائل "الخديعة في النار".. فيرفض عرض اليهود.. ويفضحهم الله له بأن يكشف خديعتهم، بقوله جل وعلا "وأن احكم بينهم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم، واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك".. كان العرض خدعة من اليهود.

                                 - المبدأ أغلى من كسب المعركة -

  يروي عروة بن الزبير، عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر. فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل. قد كان يذكر منه جرأة ونجدة. ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه. فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئت لأتبعك وأصيب معك. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (تؤمن بالله ورسوله؟) قال: لا. قال (فارجع. فلن أستعين بمشرك).

قالت: ثم مضى. حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل. فقال له كما قال أول مرة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة. قال (فارجع فلن أستعين بمشرك). قال: ثم رجع فأدركه بالبيداء. فقال له كما قال أول مرة (تؤمن بالله ورسوله؟) قال: نعم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (فانطلق) (مسلم - 1817).

ترسيخ المبدأ.. كان أساس كل فعل وقول لنبي الأمة وقائدها ومؤسس دولة الإسلام.. فبجانب دعوة المشرك للإسلام قبل القتال.. لا مكان لمبدأ الضالين الفاسد الغاية تبرر الوسيلة.. أو نتحالف حتى مع الشيطان لتحقيق غايتنا السامية.. فلا الشياطين تحقق غايات سامية.. ولا المخابرات البريطانية والأمريكية تريد للإسلام عزا..هذا فرد يرفض نبي الإسلام موالاته  في قتال المشركين.. فما بالك اليوم بمن يلعقون أحذية الغرب ليستفزوهم لقتال المسلمين..  ومن يبذلون لهم المال لخراب ديار المسلمين.

ولمن أضلتهم جماعة الضلال.. ولمن أفهموهم أن دين الله ينصر بالكذب والخداع والغدر ومحالفة الشيطان.. يقول المولى عز وجل في كتابه (يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللَّه، وكونوا مع الصادقين).(التوبة 119).

ويقول تبارك في علاه  (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند اللَّه أن تقولوا ما لا تفعلون) (الصف 2، 3)

[email protected]