رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوي

كنت صغير السن وفي مقتبل عمري الصحفي عندما التقيت الفنان العالمي الكبير الراحل عمر الشريف كان ذلك في أوائل عام 1988 في العاصمة اليونانية أثينا، وكان بصحبته الراحلان الكريمان المخرج العالمي الكبير يوسف شاهين والفنانة القديرة الراحلة تحية كاريوكا.. رحم الله هؤلاء العباقرة العظام وأدخلهم فسيح جناته.. كنت مكلفاً من الراحل الكريم أستاذي وأبي مصطفي شردي أول رئيس تحرير ومؤسس صحيفة «الوفد» بتغطية سفينة العودة الفلسطينية التي كان مقرراً لها أن تبحر إلي ميناء يافا، وعلي متنها جميع محبي السلام في العالم.. ولم تمهل إسرائيل السفينة للقيام بمهمتها الوطنية وفجرتها قبل أن تقلع، والحمد لله تم هذا التفجير قبل سويعات من ركوب محبي السلام ظهر السفينة ونجا الكثيرون من مذبحة بشرية كبري.

في شارع «كفسياس» بالقرب من البرلمان اليوناني آنذاك، التقيت بالثلاثة الكبار عمر الشريف ويوسف شاهين وتحية كاريوكا والتي كانت بدورها قادمة من قبرص والشريف كان قادماً من لندن للمشاركة في هذا الحدث العالمي الكبير.. امتد اللقاء لأكثر من ثلاث ساعات، كنت خلاله مستمعاً لنقاش الثلاثة العمالقة عن القضية الفلسطينية، والدور العربي في الوصول إلي حلول لها.. وأذكر في هذا اليوم أن عمر الشريف قاد حملة تبرع للاشقاء الفلسطينيين داخل الأراضي العربية المحتلة، عندما طلب من تحية كاريوكا أن تتقدم بفكرة بيع «شال» كانت ترتديه وهو لم يكن يساوي مبلغاً كبيراً، لكنه كان المفتاح الذي جعل الكثيرين من الاشقاء العرب، يتبرعون ويملأون هذا الشال بالأموال وتم ارسالها بعد ذلك إلي مقر السفارة الفلسطينية باليونان لإرسالها إلي ضحايا الانتفاضة الفلسطينية.

هذه الواقعة الوطنية لا يمكن أن تفارق مخيلتي ما حييت من الزمن، وأذكر انني كتبتها في صحيفة «الوفد» بعد عودتي إلي القاهرة في التغطية الخبرية لهذا الحادث المأساوي الذي تعرضت له سفينة العودة الفلسطينية، يرحم الله الجميع من الرموز الوطنية الكبيرة عمر الشريف ويوسف شاهين وتحية كاريوكا ومصطفي شردي، مهما تحدث المرء عن عمر الشريف الذي غيبه الموت يوم «الجمعة» الماضي فلن أوفيه ولا غيري حقه، فقد كان قامة فنية عالية ترك بصمة تسجل بحروف من نور في تاريخ البشرية سواء كان محلياً أو عالمياً، ويظل عمر الشريف حالة فريدة في تاريخ السينما المصرية والعالمية .. واستحق بجدارة أن يكون لورانس العرب..

رحم الله عمر الشريف الذي سيظل علامة بارزة في التاريخ الإنساني بدأها بالمحلية وحتي العالمية.. وأسكنه الله فسيح الجنان.