رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

       لا نستطيع القطع أو حتى الترجيح، بأن لغات المجتمعات الشرقية القديمة قد عرفت مفردة الوحى المتعارف عليها الآن، لكن نستطيع فقط أن نشير إلى أنها عرفت دلالتها المختلفة من إشارة، وكتابة، وكلام، وإلهام، فالأخبار التى وصلتنا تؤكد استخدام الكهان والملوك للعديد من مفرداتها، على اعتبار أن الملوك وأولياء العهد كانوا يترأسون الكهنوت فى معابد بلادهم، ومع وجود كهنة يشغلون الوظائف الدينية، كان الملك هو الكاهن الأكبر للإله الوطني، وكان المسئول الأول أمام الإله عن طقوس العبادة والتطهير واستشارة الآلهة، وتحقيق رغباتهم على اعتبار كونه ابن الإله أو المختار من قبل الإله.

وإرادة الآلهة أو رغباتها كانت تصل للملوك عن طريقين، الأولى الرؤية، والثانية هي الأحلام، وخلال الوسيلتين يأتي الوحي بالإشارة أو الكتابة أو الإلهام، أو الكلام، وهو نفس الأسلوب الذى اتبع مع الأنبياء العبريين فيما بعد ، فقد وصل إلينا مثال مشهور عن رؤيا رآها «جوديه» حاكم «لجش» بتجديد معبد «نين جيرسو»،  فيرون أن جوديه (2125 ق.م) رأى ذات مرة في رؤياه معبوده على هيئة شيخ متوج تسمو هامته إلى كبد السماء، يحيط به أسدان، وحمار رابض، وشمس مشرقة، وسيدة تمسك قلماً مع لوحة النجم السعيد، بالإضافة إلى معبود فى هيئة محارب، ظهر وكأنه يخطط تصميم معبد، واستقى جوديا وحى أربابه فى تأويل رؤياه ، فأتاه وحى ربته «نينا»: بأنه الإله المتوج «نين جيرسون»، وأن الشمس ترمز إلى ربه « نين جيزيدا»، وأن السيدة ذات القلم واللوحة هى نيسانا، وأن المعبود الذى فى هيئة المحارب هو «نندوب» وأن الرؤيا إيحاء له بإعادة بناء معبد «نين جيرسو» بعد خرابه فى عهد الفوضى، أما الحمار المضجع فهو «جوديه» نفسه.

خلال عيد دينى كبير فى الكرنك. انتحى «تحوتمس الثالث» جانباً من البهو الشمالى للمعبد، ليشهد موكب ربه آمون، وكان لا يزال فى التربية الدينية، ولم يبلغ بعد منصب خادم الرب، وعندما مر الموكب والفرعون فى مقدمته، تعمد تمثال الإله أن يتجه بموكبه إلى البهو الشمالي ويطوف به، وتبعه الكهنة ورجال الدولة، حتى بلغ موضع تحوتمس الصغير وتوقف عنده، فخر الأمير ساجداً، واعتبرها الكهنة حينذاك آية، وفسروها برغبة الإله فى اختبار الطفل للعرش.

وروت المصادر السومرية عن قيام «ميسيلم» أحد حكام «كيش» الأوائل ، بالفصل سلمياً فى النزاع القائم بين مدينتى لجسن وأوما، وفرض بينهما حدوداً فاصلة، بعد أن أكد لهما أنها رغبة معبودة، وأنها هى التى أوحت له بذلك، وأن وحيها جاء بعد أمر الإله « انليل»  نفسه فوافقا.

 

[email protected]