عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

من الممتع والمبهج أن تفتح عينيك في الجنة على فرقة باليه ترقص على مقطوعة موسيقية ناعمة، هذا المشهد البديع أول مرة أتخيله بفضل الوزيرة غادة والى وزيرة الجمعيات ودور الأيتام والمعاشات والضمان الاجتماعى، وأعترف أنني لم أتخيل رقص الباليه في جنتي، حيث كنت فى شبابي أرى أن نمط الحياة الذي سنعيشه في الجنة قد يبعث على الملل، كيف نستمتع بالحياة إذا كانت كل مطالبنا وتخيلاتنا تلبى وتتوفر في لمحة بصر، وحاولت جاهدا أن أرسم جنتي الخاصة، فقمت بجمع العديد من الأشياء التي تبهجني والأشياء التي تمنيت أن أعيشها، وأضفت إليها بعض ما يغضبني ويضايقني وما يقلقني وما يخيفني من باب التغيير والتجديد، وقد يندهش البعض عندما أكشف لهم أن النساء لا تشغل فى جنتي مساحة أو دورا كبيرا، استنادا إلى ما اخبرنا به الله عز وجل من توفيرهن فى صورة الحور العين، وأذكر أيضا أنني قررت أن أتعلم في جنتي كل ما فشلت فيه في حياتي، مثل السباحة، وعدم الخوف من الفئران، ولا من الأماكن المرتفعة، وشرب العرقسوس، واستطعام الكوسة، وقررت أيضا أن أطلب من الله يجعل صوتي أفضل من عبدالحليم وعبدالوهاب وعبدالمطلب، وان يعلمني العزف على العود، وأغنى لسى عبده الحامولى.

عندما كشفت غادة والى ضمنا عن حلم حياتها في أن تكون رشيقة وماهرة فى حركات الباليه أو فى مشاهدة الباليه، فهي حرة، هذه جنتها تفعل فيها ما تشاء، أما أن نهاجمها وأن ينتقدها بعض المتشددين السلفيين ويطالبوها بتقديم دليل من السنة النبوية على وجود الباليه، فهذا في حد ذاته تخلف لأن الله عز وجل وعدنا بتوفير كل ما لا رأت عين ولا تخيله عقل، حتى لو اشتركت الأشياء فى مسمياتها فلن تكون مثلها.

الذى يجب ان يعرفه المتشددون أن الجنة لن يكون فيها قرآن ولا سنة نبوية صحيحة أو ضعيفة، مرفوعة او موقوفة، الجنة لن يكون فيها قال الله، وقال الرسول، ولن يكون فيها فقهاء ولا علوم قرآن ولا علوم سنة، ولا فيها كل ما يتصل بالأوامر والنواهي، وقد نصادف الأئمة والأنبياء فى احد الأيام، وستحييه مثله مثل أي إنسان يعيش فى الجنة.

الذي لا يعرفه قيادات التيار السلفي المتشدد أن النساء سوف يمنحن حق اختيار البقاء مع زوجها أو الحياة مع غيره، لها أن تختار شكل وطول وعرض ووزن وصوت الرجل الذى تعيش معه، فما ذنب المرأة أن تجبر على الحياة مرة أخرى فى الجنة مع رجل لم يكن فى خيالها، زوج ذقنه تشوكها، قاس، فظ، بخيل، سفيه، لا يحب الشيبسى ولا البوزو، ويكره سعاد حسنى، وبينام من المغرب، شخيره تسمعه من أول الشارع، رائحة عرقه تقرف الكلب.

الجنة تختلف من شخص لآخر، كل منا يراها كما يحب أن يعيشها، وهذه الجنة لن يكون فيها قرآن ولا سنة نبوية، ولا توراة ولا إنجيل، ولا زابور، تعرفوا: حتى أننا لن نصلى ولن نزكى ولن نصوم فيها، والأهم من كل هذا لن يكون فيها بعون الله إسلام سياسى، ولا معاشات ما تكفيش العيش الحاف، ولا ضمان اجتماعي، وبحول الله وبمشيئته هنهيص.

[email protected]