رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

لماذا نهتم بعملية تطوير التعليم، خاصة قبل الجامعى؟ إن نهضة الأمة المصرية لا يمكن أن تتحقق أبداً بدون إصلاح أحوال التعليم المايلة. وأكرر أن تطوير التعليم يتضمن ثلاث قضايا رئيسية وهى التلميذ والمدرسة والمنهج في الدراسى، وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلى إعادة النظر بشكل عاجل وسريع فى ظل المشروع الوطنى الجديد للبلاد الذى ينادى ببناء دولة حديثة.

ولنا فى التاريخ أسوة حسنة، عندما اعتلى محمد على حكم مصر وأراد تنفيذ مشروعه الوطنى انصب اهتمامه الأول على أمرين بالغين الأول هو تأسيس الجيش الوطنى والثانى هو النهوض بالعملية التعليمية على اعتبار أنها المفتاح إلى بناء الدولة، وكلنا يعرف البعثات التى أرسلها محمد على إلى أوروبا فى كافة المجالات المختلفة، والتى عادت برؤى وفكر جديد وأنشأ لذلك المدارس المختلفة فى مصر والتى كانت بمثابة جامعات فى ذلك الوقت، ومن هنا احتلت مصر مكان الصدارة ليس فى المنطقة فحسب وإنما على الصعيد الدولى لدرجة أن الدولة المصرية أزعجت الدول العظمى فى هذا التوقيت، ولأول مرة تتفق الدولتان الكبريان إنجلترا وفرنسا وتتركان الحرب الدائرة بينهما من أجل وقف زحف الدولة المصرية، وكانت معاهدة لندن الشهيرة ضد الدولة المصرية.

هذه النبذة التاريخية الهدف منها هو أن ندرك فى مصر أن سر تقدم الدولة المصرية فى عهدى محمد على وإبراهيم باشا ابنه، كان وراءها فى المقام الأول هو النهوض بالتعليم.. وما أحوجنا الآن إلى الاهتمام بالتعليم وإعادة النظر فيه حتى نضمن تحقيق المشروع الوطنى الجديد بعد الثورة العظيمة فى «30 يونيو»، ومن أجل بناء الدولة الحديثة لابد من نسف العملية التعليمية الحالية واستبدالها بمنظومة جديدة تتفق والواقع الجديد للبلاد.

وأعتقد أن تطوير التعليم الذى دعت إليه القيادة السياسية هو البداية الحقيقية، ومن الممكن أن يدخل الوزير رضا حجازى التاريخ من أوسع أبوابه، لو استمر فى النهج المطالب بتغيير منظومة التعليم قبل الجامعى وهو ما يبدأ فعلاً بالحوار المجتمعى لوضع البرامج الجديدة لهذا التطوير العملى وليس كلاماً نظرياً إنشائياً ينتهى فور انتهاء الجلسات، الذى بيده القرار فى الثورة التعليمية هو الوزير، أقصد ثورة فى المناهج والمدارس وثورة داخل عقل التلميذ الذى يتلقى هذه المناهج ولابد من تهيئة المعلمين الحاليين القائمين على شئون التدريس فى ظل المهام الجديدة التى يجب أن يفعلها الوزير.

«وللحديث بقية»