عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لقد اجتمع أهل التشدد وأدعياء امتلاك الفهم الصحيح لآيات الأديان، ومن ارتدوا أردية التدين القشرى، وسماسرة الاتجار بالأديان عبر كل العصور ليحدثوا ردة تاريخية سلبية فى حالة الوعى لدى الجماهير..

لقد اكتشف هؤلاء من وجهة نظرهم أن الناس فى زمانهم يعانون حالة فقر روحى وجدب معرفى وتراجع قيمى وأخلاقى، وعليه، فإنهم يعلنون بنعومة خبيثة أن لكل داء دواء على طريقتهم لتمكينهم من الاقتراب من عتبات الجنة ومفاتيح أبوابها فى استثمار لحالة تراجع معرفى باتت مقلقة..

كنت قد طالعت فى الفترة الأخيرة بعض ما جاء فى بحث نشر منذ سنوات، وأرى أهمية إعادة طرح بعض عناوينه، وكان قد قام به أحد مراكز الأبحاث فى الولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان «المسيحية فى أزمة «، ويقول الدكتور مكرم نجيب رئيس مجلس كلية اللاهوت الإنجيلية عبر أحد المواقع الإلكترونية أن هذا البحث قام بحصر خطر الفضائيات فى عشر نقاط بعناوين:

تحويل المسيحية إلى وجبات سريعة، تحويل الحياة إلى مدينة فاضلة غير موجودة، تحويل الحق إلى أساطير وشعوذة، تحويل الشيطان إلى بطل لا يقهر، تحويل الإيمان إلى أمور محسوسة، تحويل الإنسان إلى آلة، تحويل العبادة إلى تسلية، تحويل الرسالة إلى إثارة حساسيات وفتن، تحويل الكنيسة إلى أفراد منعزلين، تحويل الخدمة الدينية إلى مشروع تجارى.

وقد نتفق أو نختلف مع بعض تلك النقاط ومدلولاتها ومحاولة تعميمها غير المنطقى، ولكننى أرى أهمية أن تلعب مؤسساتنا الدينية دورها فى تصويب ما يصدر عن وسائل إعلامها المباشرة من خطابات ورسائل ينبغى تدقيقها ومراجعتها وقراءة أبعادها، والتصدى لمعالجتها، وبيان أخطاء ما يصدر عن وسائل الإعلام الخاصة التجارية عبر اختيار رموز صالحة لتمثيل تلك المؤسسات..

 وعليه أسعدنى ما جاء فى محاضرة ألقاها قداسة البابا تواضروس الثانى هذا الأسبوع فى مقابلة روحية مع الكهنة الجدد، وذلك فى ختام الدورة التدريبية التى تلقوها فى «التدبير الكنسى والتنمية» والتى بدأت أعمالها فى مركز لوجوس يوم الأربعاء الماضى، فقد تناول قداسته فى محاضرته موضوع «معطلات الخدمة فى حياة الأب الكاهن وكيفية التعامل معها» حيث أشار إلى ما يلى:

ضياع الهدف من التكريس (كن مستقيماً)، حروب الأنا والذات (كن متضعاً)، ثقافة الغيبيات (كن نقياً فى فكرك)، الثعالب الصغيرة، وتشمل حروب الجسد والعقل والنفس (كن محترساً)، غياب الفكر والعمل الجماعى (كن متفاعلاً)، فقر الإبداع (كن متجدداً).

واشتملت الدورة التدريبية: المفاهيم والأساليب العملية فى التدبير الكنسى والعمل المؤسسى فى الكنيسة، وأعمدة التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة أوالحوكمة فى الكنيسة)، ومبادئ التنمية من المنظور المسيحى، ودور الأب الكاهن فى تدبير الكنيسة كمنظومة عمل مؤسسى..

ويعد هذا التدريب التأسيسى للآباء الكهنة فى التدبير الكنسى، هو سابع تدريب من نوعه للكهنة الجدد منذ أن أرساه قداسة البابا تواضروس الثانى منذ عام 2018..

مخافة الرب رأس المعرفة، أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب... (أمثال ١:‏٧)