عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تلعب الثقافة دورًا جوهريًا فى بناء وتنمية الوعى، ومواجهة التطرف، وغرس قيم الانتماء والولاء للوطن، وحماية الهوية المصرية، وهى خط الدفاع الأول ضد الأفكار الهدامة. ولا شك أن الثقافة أحد مقومات التنمية والبناء والنهوض بالوطن، وهو ما يتطلب تفعيل دور قصور وبيوت الثقافة والمسارح التى تعد المتنفس الفنى الوحيد للنشء والشباب، وحمايتهم من الاستقطاب، وعلى الحكومة أن تقوم بإحياء دور قصور وبيوت الثقافة والمسارح فى نشر الفكر والتنوير والوعى، فالثقافة من أهم ركائز محور بناء الإنسان المصرى، والذى وضعت له الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى استراتيجية خاصة به، وتولى هذا الملف أهمية كبيرة، ولذلك يجب أن يكون اهتمام الحكومة بهذه القضية بنفس مستوى اهتمام القيادة السياسية، وتنفيذ توجيهاتها بتطوير قصور الثقافة وتفعيل دورها.

ولعل ذلك يتحقق عبر البناء الثقافى من خلال تبنى خطة لمواجهة الأفكار المتطرفة ونشر الثقافة فى كل ربوع مصر والمحافظات والمدن والقرى والنجوع، وأتمنى أن أرى قصور ومراكز الثقافة والمسارح فى كل قرية وعزبة، وأن تتضمن أنشطتها ورشًا فنية وأدبية وفكرية، ومعارض للكتاب، وعروضًا موسيقية للأطفال والشباب والكبار، وعروضًا مسرحية تناقش كافة قضايا المجتمع وتعالجها وتطرح تصورات لحلها، ليكون هناك دور حقيقى للثقافة فى الوعى وغرس روح الولاء والانتماء للوطن والتصدى للشائعات المغرضة التى تستهدف النيل من استقرار الدولة وإثارة البلبلة.

ولابد أن يدرك القائمون على منظومة الثقافة أن إدارة قصور الثقافة بمنطق الخمسينيات والستينيات أصبح غير مناسب للعصر الحالى، فهناك مناطق لا يوجد فيها قصور وبيوت ثقافة ومسارح، والعديد من القرى والنجوع، بل هناك مدن لا يوجد فيها حضور حقيقى لدور قصور الثقافة، إما لأنها أصبحت متهالكة ومهجورة ومهملة أو لعدم توفر الإمكانيات المالية لتطويرها وإقامة الأنشطة فيها، وهناك قصور ثقافة مهددة بالإغلاق التام.

 وعلى سبيل المثال؛ قصر ثقافة مدينة طنطا بمحافظة الغربية الذى كان منجمًا ثقافيًا وبؤرة إشعاع ثقافية لمحافظات الدلتا وليس لطنطا فقط، يشهد أزمة تهدد بوقف النشاط به لأجل غير مسمى تتمثل فى انتهاء عقد إيجار المقر الإدارى الذى يتكون من شقة بالإيجار غرفتين وصالة، وصاحب الشقة أرسل إنذارًا على يد محضر بسرعة إخلاء المقر لهدمه، وهو الأمر الذى وضع الجميع فى ورطة كبرى بسبب عدم وجود مكان آخر بديل لإقامة قصر ثقافة آخر، مما يعنى توقف النشاط لأجل غير مسمى، خاصة أن هناك حكما قضائيا صدر لصالح صاحب الشقة المؤجرة للقصر، مما يعنى عدم وجود مقر باستثناء صالة العرض التى لا تستوعب كافة الأنشطة.

ومن هنا أقترح استغلال قصر الأميرة فريال الأثرى المهجور فى مدينة طنطا كى يكون قصر ثقافة بديلًا، وليعود قصر ثقافة طنطا منبرًا ومنجمًا للموهوبين والمبدعين من أبناء محافظات الدلتا، فقصر الأميرة فريال الأثرى بطنطا، أصبح فى حالة يرثى لها ويحيطه الإهمال والقمامة من كل جانب وبدلاً من أن يتم الاهتمام به وإعادة ترميمه حتى يحتفظ بقيمته التاريخية، تحول إلى سكن للأشباح.

وختاما، من الضرورى وضع استراتيجية ثقافية وطنية، تستهدف تحقيق العدالة الثقافية بين أفراد المجتمع، وإطلاق مشروع ثقافى قومى فى إطار استراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصرى، يستهدف نشر الثقافة والوعى فى كل ربوع مصر، وأن يتم إنشاء وتأهيل قصور الثقافة – والمكتبات - وإنشاء قصور جديدة، وإعادة افتتاح المسارح، وتوفير التمويل والدعم اللازم، ولابد من تعزيز أوجه الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص، بما يسهم فى إثراء الحياة الثقافية.

 

عضو مجلس الشيوخ