رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

نشاهد فى شهر رمضان الكريم العديد من الأعمال الدرامية المتنوعة، ما بين المسلسلات التى تساهم فى إلقاء الضوء على مشكلة ما فى المجتمع ونقلها للمشاهد ليتفاعل معها ويعى تلك المشكلة جيداً، ومن ثم يتعايش المشاهد مع أحداث المسلسل وكيفية حل المشكلة، فمن الأعمال الدرامية التى ألقت الضوء على مشكلة اجتماعية هامة الا وهى مفهوم الحياة الزوجية؛ فأغلب الطرفين لا يعى جيداً مفهوم الحياة الزوجية والقليل فقط من يعى ذلك، فالحياة الزوجية مبنية على الشراكة الزوجية وأن يتعامل كلا الطرفين مع بعضهما البعض على أنهما شركاء حياة، فالشريك يتقاسم مع شريكه الفرح والحزن والمسئولية يتحملها كلاهما، فنحن نعيش اليوم عصر التكنولوجيا وتعدد وسائل التواصل الاجتماعى التى تبيح كل شيء بلا رقيب سوى ضمير الشخص وصدقه وأمانته والتفاهم والترابط بين الطرفين، فالحياة الزوجية أشبه بالسهل الممتنع، الإقدام على تلك الخطوة ليس كما يفعل الكثير على أن الزواج واجب وطنى وتتعدد المصطلحات، فهناك من يرغب فى الزواج لتكملة نصف دينه، وآخرون يتزوجون من أجل الإنجاب وكأن الإنجاب أيضاً أصبح واجبا وطنيا،  وآخرون تزوجوا من أجل الخلاص من كلام المجتمع بسماع الجملة التقليدية متى سوف نفرح بك؟! ولكن فى حقيقة الأمر الإقدام على تلك الخطوة ليس لتلك الأسباب السابقة، فلن يكمل الشخص النصف الآخر من دينه الا بالترابط والتفاهم والتوافق بين الطرف الآخر؛ ليصبح الطرف الآخر بمثابة الأمان والاحتواء الذى يشعر معه بالاكتفاء ليجعله بحق يكمل نصف دينه، أما عن مسألة الإنجاب فليس مجرد أن يحمل الطفل اسمه، فالطفل روح يسأل عنها ومسئولية من نوع آخر يجب على كلا الطرفين أن يستعدوا لذلك ويؤهلوا أنفسهم لذلك، ومسئولية مشتركة بين الطرفين وليس على عاتق طرف واحد فقط، والا من يدفع الثمن الطرفان والطفل فى المستقبل ؛ فإذا نشأ الطفل فى بيئة سوية بين اب وأم اسوياء مشبعا بالحب والحنان والأمان يتربى على أسس سليمة ومفاهيم صحيحة وعادات وتقاليد سيصبح طفلا سويا نفسياً ليس به عقد نفسية يدفع ثمنها مجتمع بأكمله، فالطفل يتلقى الأسس السليمة من الأسرة وليس كما يظن البعض المدرسة، فالمدرسة والمجتمع مكمل لبناء عقلية الطفل، والأسرة بمثابة المحصن له من اى عوامل سلبية قد يتلقاها من المجتمع.

أختم مقالى بالشكر لأسرة مسلسل الهرشة السابعة للتطرق لتلك المشكلة الاجتماعية بأسلوب متسلسل تفاعل معه المشاهدون وتعايشوا معها؛ فالعامل الأساسى لنجاح أى علاقة هو الزوج والزوجة فقط، هم من بيدهم زمام نجاح العلاقة ام فشلها، بناء آمن دافئ مبنى على التفاهم والاحتواء والثقة والأمان ام لا، قادر على نشأة طفل فى بيئة سوية آمنة ام لا، فالعلاقة الزوجية تبدأ وتنتهى فقط عند الزوجين.

 

عضو مجلس النواب