رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

بعد وفاة سعد باشا زغلول فى 23 أغسطس 1927 اجتمع الوفد واختاروا مصطفى النحاس رئيسًا للحزب وأصبح منذ ذلك الوقت زعيمًا للأمة.

وفى 17 نوفمبر من نفس العام عند افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لمجلس الأمة، انتخب النحاس رئيسًا للمجلس خلفًا لسعد باشا وقام النحاس بتشكيل الوزارة سبع مرات كانت أولاها فى 16 مارس 1928 وكانت ائتلافية ولم تدم طويلًا إذ تم حلها بعد ثلاثة أشهر من تكوينها، أما الوزارة الثانية فكانت فى يناير 1930، والثالثة فى 9 مايو 1936، ثم تشكلت الوزارة الرابعة فى أغسطس 1937، الخامسة فى 4 فبراير 1942، أما الوزارة السادسة فى 26 مايو 1942، والوزارة الأخيرة تشكلت فى 12 يناير 1950.

جاء الأمر الملكى «الملك فؤاد» بتكليف النحاس برئاسة الوزارة كالتالى «عزيزى مصطفى النحاس لما لنا من الثقة بكم ولما نعهده فيكم من الخبرة والجدارة لتولى مهام الأمور، قد اقتضت إرادتنا توجيه مسند رياسة مجلس وزرائنا مع رتبة الرياسة الجليلة إليكم، أصدرنا أمرنا هذا لدولتكم للأخذ فى تأليف الوزارة وعرض المشروع علينا لصدور مرسومنا العالى به ووجه الملك، هذا المرسوم الملكى إلى مصطفى باشا النحاس، طالبًا منه تشكيل الوزارة، وكان ذلك فى 16 مارس 1924، والموافق 24 رمضان 1346.

ووافق النحاس على تشكيل الوزارة، حيث رد قائلًا على الملك فؤاد، «إن الثقة السامية التى تفضلت جلالتكم بإسدالها إلى، لتأليف الوزارة، ليملأ نفسى فخرًا، وأنى أقدر تبعة الاضطلاع بأعباء الحكم فى هذا الظرف الدقيق، ولكننى أقبل عليه ملبيًا داعى الوطن والضمير مستعينًا بالله جلت قدراته على تحمل هذه المسئولية الخطيرة».

أصدر مصطفى باشا النحاس بعد توليه الوزارة فى شهر رمضان وثيقة ثم توزيعها على الوزراء بينهم بضرورة احترام شعائر الدين الإسلامى الحنيف فى هذا الشهر الكريم، وتم نشر هذه الوثيقة فى إطار مبادرة وزارة الثقافة «خليك فى البيت.. الثقافة بين إيديك».

جاء نص الوثيقة كالتالى: «حضرة صاحب المعالى وزير... قريبًا يستهل شهر رمضان المعظم، وتعلمون معاليكم ما لهذا الشهر من مهابة وجلال، فقد شرعت فيه فريضة الصوم، تقويمًا للأخلاق وتحقيقًا للتضامن الاجتماعى بين الناس، وأن الاستهانة بالآداب الدينية فى هذا الشهر ما يؤذى شعور المسلمين ويؤلم نفوسهم، لهذا أرجو أن توجهوا نظر الموظفين فى وزارتكم والمصالح التابعة لكم فى العواصم والأقاليم إلى احترام شعائر الدين الحنيف، وإلى أن كل عبث بها يعرض صاحبه إلى الجزاء والتأديب وتفضلوا معاليكم بقبول فائق الاحترام».

قدم النحاس لمصر فى فترة حكمه المتقطعة الكثير، حيث نشطت فى عهده حركة الكفاح ضد الاحتلال فى منطقة القناة وسمحت الحكومة الوفدية بحمل السلاح، ورفضت حكومته مقترحات الدول الأربع أن تكون القناة قاعدة لهم، وأنشأ مجلس الدولة ديوان المحاسبة وديوان الموظفين وأصدر قانون استقلال القضاء، وأقر مجانية التعليم الابتدائى والثانوى، والمجانية الفعلية للتعليم الجامعى وعدم حرمان أى طالب من الامتحان بسبب المصروفات، وأنشأ وزارة الاقتصاد الوطنى، واهتم بالتصنيع والاقتصاد الزراعى، وشهدت الصحافة فى عهده حرية لم تسبق أن شهدتها فى حكومات أخرى، استمر فى كفاحه من أجل حماية الدستور.

فى 23 أغسطس فى نفس شهر ويوم وفاة سعد زغلول لكن فى عام 1965 رحل الزعيم مصطفى باشا النحاس، واخترقت جنازته شوارع القاهرة من جاردن سيتى إلى ميدان العتبة وشارع الأزهر وميدان الحسين وردد مشيعو الجنازة «ماتت من بعدك الزعامة يا نحاس» وطويت بعد ذلك صفحة لرجل من صفوة من أنجبت مصر من رجال السياسة فى القرن العشرين.