رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

فعلا مصر باتت فى مكانة مختلفة تماما.. التغيير سنة كل النواحى بلا استثناء من خلال انجازات ضخمة على الأرض لا ينكرها إلا احد حاقد على البلاد.. وعندما تأتى الشهادة ممن لا تتوقع يكون لها طعم آخر.. لقد قرأت مؤخرًا تقرير أعده الباحث الأمريكى دانيل أورشيك بجامعة واشنطن، والذى توصل خلاله مع آخرين متخصصين فى الشئون العسكرية والاستراتيجية أن مصر استعادت مكانتها فى هذا الشأن بشكل واضح، من خلال إعادة تسليح الجيش بأحدث الأسلحة البحرية والجوية.

والحقيقة أن هذا التقرير الذى تناول المكانة المصرية على الصعيدين الإقليمى والدولى، يعد شهادة لمصر رغم كل التحفظات التى تبديها الولايات المتحدة، وسعيها الدؤوب إلى أن تمد إسرائيل بكل طلباتها من أجل ضمان تفوقها فى المنطقة. وآخر ذلك ما تم الإعلان عنه بقيام واشنطن بإمداد تل أبيب بأسلحة ومساعدات عسكرية أخرى تعدت الـ38 مليار دولار.

نعود مرة أخرى إلى المكانة المصرية الجديدة التى تقوم بها الدولة وخاصة بعد ثورة «30 يونية»، والمهم فيها أن مصر لم تنجح فقط فى الحرب على الإرهاب ولا إعادة ثقة المواطن فى قدرته على تأسيس الدولة الحديثة من خلال المشروع الوطنى الجديد بالبلاد، ولا من إجبار العالم كله على احترام إرادة المواطن المصرى الذى وجه أكبر لطمة ضد المشروعات الغربية الأمريكية التى تضع مصر هدفًا لها من أجل تنفيذ مشروعات التقسيم.. إنما الجديد فى الأمر هو انتزاع اعتراف الدنيا كلها بأن مصر لها مكانة استراتيجية عظيمة وبات لها دور فاعل حاليا وخلال الفترة القادمة، بعد أن كانت وعلى مدار عقود طويلة تقف «محلك سر» دون تقدم فى أى شىء.

إن مآثر ثورة «30 يونية» أنها أعادت ثقة المواطنين فى أنفسهم وأن لهم قدرة عالية على تحقيق المستحيل، وقد تحقق ذلك من خلال التفاف هذا الشعب العظيم وراء قيادته السياسية الوطنية من أجل تحقيق حلم بناء الدولة العصرية الجديدة، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال المكانة العسكرية والاستراتيجية، وهو ما تسعى إليه الدولة المصرية بشكل واضح وظاهر، ما جعل الأمريكان الذين يتربصون بالبلاد، يعترفون بهذه المكانة الاستراتيجية للدولة المصرية.

وطنية الرئيس عبدالفتاح السيسى والتفاف الشعب من ورائه، جعلته يدرك تمامًا المخاطر الشديدة التى يمكن أن تتعرض لها مصر، لو تخلت عن مكانتها العسكرية والاستراتيجية، وهذا ما جعله فى الوقت الذى طهر فيه البلاد من بلاء الفساد والحرب على الإرهاب والحرب من أجل التنمية وتوصيل الدعم إلى الفقراء وأهل العوز، لا يتخلى عن الهدف المهم الذى يجعل من مصر دولة حديثة وهو تسليح الجيش بأحدث منظومة تكنولوجية حتى تعود إلى البلاد مكانتها الاستراتيجية.

عندما نمتلك هذه المكانة الاستراتيجية فكل شىء آخر بعدها يصبح سهلًا وتتحقق للبلاد النهضة المطلوبة التى تعود بالخير على المواطن، ولذلك أتعجب من قاصرى النظر الذين يوجهون انتقادات حادة لأشياء بسيطة فى حين أن الدولة المصرية تقوم بما هو أهم وأشد وأبقى وأنفع للمواطن، وصحيح أن المواطن يريد أن يشعر بتغيير سريع، إلا أن هذا التغيير بأية وسائل أخرى لن يتحقق، إلا بشرط واحد وهو المكانة العسكرية والاستراتيجية، ولذلك فإن الأمل يحدونى فى أن القادم أفضل بعد تحقيق المكانة الاستراتيجية التى يعمل لها العالم ألف حساب وحساب.